إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   رانيا 
السن:  
40-45
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: ابني يدعي ممارسة الجنس معي: صرخة أم!2 
تصنيف المشكلة: نفسجنسي PsychoSexual: المُخَيلة الجنسية المشوهة 
تاريخ النشر: 17/12/2008 
 
تفاصيل المشكلة

 


ابني يدعي ممارسة الجنس معي: صرخة أم! 1

تخيلات محرمة.. وإصلاح الصورة الأمومية

أشكر لكم هذا الجهد الرائع وأخبركم أني معتادة على متابعة المشاكل التي يرسلها القراء بانتظام، وصراحة لم أكن أصدق تلك المشاكل الخاصة بزنا المحارم وكنت أعتقد -وعذراً لهذا- أنكم تألفون هذه المشاكل وتردّون عليها، فأنا لا أتخيل أن هناك شخصاً يشتهي أمه أو أخته ويتمنى يفعل بهما كما يفعل الزوج بزوجته حتى اكتشفت الكارثة التي جعلتني أكتب إليكم وأسألكم المشورة.

أنا مهندسة كمبيوتر في الخامسة والأربعين من عمري، أعيش حياة مستقرة مع زوجي وأبنائي الذين أهتم بهم كثيراً وبمعرفة كل شيء عن أصدقائهم حتى لا يفسدوا أخلاقهم.
ذات يوم خرج ابني الكبير مسرعاً ليلحق بأصدقائه الذين ينادونه أسفل المنزل ونسي الكمبيوتر مفتوحاً وعندما هممت بإغلاقه وجدت رسالة قادمة من إحدى برامج المحادثة، وهالني أن الطرف الآخر يتحدث بكلام فاضح عن أمه فهو يصفها بأنها عاهرة وأنها تشتاق لممارسة الجنس مع أي شخص وتعجبت ما الذي يجعل شخصاً يتحدث مع ابني بمثل هذا الشكل؟! ولهذا سايرته وبدأت أكتب له على أني هو -ابني- وعرفت منه أن ابني قد أخبره أنه يشتهيني ويريد أن يمارس الجنس معي!

ولم أصدق هذا إلا بعد أن قمت ببحث دقيق في كل مكان بالكمبيوتر حتى وجدته يخبئ مجموعة من الأفلام الجنسية كلها تتناول ممارسات جنسية بين أم وابنها، ووجدته يحتفظ بمحادثات سابقة مع أشخاص لهم نفس الاهتمام الشاذ، وكان يخبر البعض منهم بأنه مارس معي الجنس بالفعل، ويظل يصف لهم الأوضاع الجنسية التي نتخذها سوياً بعد أن ينصرف أبوه وإخوته ويخلو لنا المنزل، وتارة يخبرهم أنه يتمنى أن يجرب معي ولكن يخاف أن أصدّه.
 
لم أنم ليلتها، وظللت أبكي طوال الليل وألقي باللوم على نفسي؛ وهنا أود أن أعترف لكم أني كنت أتخفف من الملابس في المنزل، فلم أكن أتوقع أن أحداً من أبنائي يمكن أن ينظر لي نظرة شهوانية، ولهذا فقد بدأت أنتبه لهذا الأمر ولكن المشكلة مازالت قائمة، بل أني بدأت أشعر أني أعيش في المنزل مع رجل غريب يريد مشاركتي الفراش، وفكرت كثيراً في إخبار أبيه بما عرفت ولكني أعرفه جيداً وأعرف أنه غير متعقل وكل ما سيفعله أن يأتي به ويصرخ في وجهه قليلاً وتظل المشكلة قائمة، كما أن مثل هذه المواجهة لها مساوئها حيث سيسقط حاجز الحياء عند ابني وقد يتطور الأمر...

ولنفس السبب لم أخبر ابني أني عرفت شيئاً، بل أني تركت له كل ما وجدته من أفلام ورسائل ول أحذفها حتى لا ينتبه لشيء، ورغم أنه لم يحاول التحرش بي إلا أني أخاف أن يتطور الأمر في المستقبل ويتجرأ فيلتصق بي.  

23/11/2008

 
 
التعليق على المشكلة  


السلام عليكم ورحمة الله، الأخت الغالية رانيا؛
إن وجود الميل للمحارم أمر تأباه الفطر السليمة وتحرمه الشريعة المطهرة، لكنه قد أن يحدث عندما تتوفر الظروف النفسية والبيئية المناسبة، لهذا اعتنت الشريعة المطهرة بوضع أحكام تمنع وجود هذه الظروف النفسية والبيئية، فوجهت الأهل أولاً إلى تربية الأولاد على الخوف من الله وتعظيم أمره منذ الصغر، وأوجبت على الوالدين منعهم من المحرمات –ومنها النظر المحرم- وإن كان الأولاد غير مكلفين بعد، مع إرشادهم إلى الأمور الجنسية بما يتناسب والمرحلة العمرية التي يمرون بها، ومن ذلك: غض البصر، وضبط المشاعر تجاه من لا يحل لهم، وتعليمهم أن الإنسان إذا أحس بشهوة (أدنى ميل) لغير زوجه/زوجته فيحرم عليه حينئذ النظر إلى المواضع التي كان يباح له النظر إليها قبل وجود الشهوة، فمثلاً: إذا أحس الولد تجاه أمه بالميل، يحرم عليه أن ينظر إلى شعرها أو ذراعيها، وأن يخلو بها، مع أنه أمر جائز في الأحوال العادية. وإذا أحس الذكر بالميل تجاه الذكور حرم عليه أن ينظر إلى أبناء جنسه وأن يخلو بأحدهم كما يحرم عليه النظر إلى الإناث من غير المحارم والخلوة بهن.... وهذا يمنع وجود الظروف النفسية المساعدة على الشذوذ، أو على الأقل يمنع من ترتب أفعال محرمة عليه.

وأما من جهة الظروف البيئية، فأحكام الشريعة المطهرة كلها إنما تسعى لإيجاد بيئة نظيفة تساعد على نشوء الولد سليم الفطرة طاهر القلب، من ذلك ستر الوالدين للعورة، وعدم التعري أمامه، ومنع الأولاد من التعري فيما بينهم، وكذلك عدم السماح لهم بمشاهدة أو سماع ما يعرض على التلفاز وغيره من محرمات ومثيرات، وإبعادهم عن أصدقاء السوء.

بعد هذا: إذا حصل شذوذ ما لدى الولد، فهناك طرقاً علاجية للأمر تتناسب مع الحالة التي وصل إليها. وأول ما يبدأ به في مثل حالتك أمران: أولهما، التستر أمام الولد قدر المستطاع وعدم التزين أمامه، وكذلك عدم الخلوة به، مع العلم أن ذلك واجب شرعاً وليس مجرد إرشاد إلى الأفضل. ويستحسن أن تحاولي التفاهم مع أبيه وشرح هذا الموضوع الحساس له حتى يساعدك على عدم الخلوة به، ويتفهم تسترك ولا يعده تقصيراً في حقه. الأمر الثاني، تقوية المعاني الإيمانية وخوف الله تعالى في قلبه، وتعليمه الأحكام الواجبة في حقه بالأساليب المناسبة غير المباشرة، ومن الوسائل الناجحة في ذلك: محاولة ربطه بأحد أقربائه أو أصدقائه الصالحين ممن يعجب بهم، وممن يتمتعون بأسلوب حكيم وأخلاق محببة، حتى يستطيع التأثير عليه وإبعاده عن أصدقاء السوء. كذلك دعم هذا بإلقاء النصائح في المنزل بطريق غير مباشرة أيضاً، كحكاية القصص والحوادث التي فيها ترهيب من المعصية، وترغيب بالطاعة وبثواب الله تعالى، في الأوقات التي يكون فيها مستعداً للسماع والتفاعل مع الكلام. هذا مع الاستفادة من جميع الطرق التربوية والنفسية المقترحة لعلاج هذه المشكلة.

ومع هذا كله لا بدّ من الالتجاء الدائم إلى الله تعالى بالدعاء أن يطهر قلب ابنك، ويحميه من الانزلاق في المعصية. أسأل الله تعالى أن يفرّج عنك، ويطهر قلب ابنك ويهديه إلى سواء السبيل.

 
   
المستشار: أ. رفيف الصباغ