ممكن آخذ من وقتك عشر دقائق... واطلع اجري
أنا شاب في الحادية والعشرين ومنذ المرحلة الثانوية وأنا أتمنى أن يمن الله علي بزوجة صالحة وملتزمة ومتدينة وأيضا جميلة.
وقد التحقت بكلية الهندسة (الدراسة 5 سنوات) وفي العام الثاني وفي اليوم الأول من شهر رمضان رأيتها تدخل المدرج فيها الفتاة التي تخيلتها في ذهني الحجاب والاحتشام والأناقة والجمال ولكن بالطبع المنظر ليس كافيا... وجدتها في منتهى الأدب والهدوء لا تتحدث إلى الشباب، صديقاتها من المحترمات الرزينات.
وخلال ذلك العام وفي إحدى المرات انتبهت تلك الفتاة إلى أني أنظر إليها، فأدرت وجهي وشعرت بالذنب لأنه ليس من طبعي النظر إلى الفتيات وقد منَّ الله علي وله الحمد والثناء بنعمة غض البصر (ولكن لا يظن أحد أني ملاك!!!) وآليتُ على نفسي ألا أفكر في نصف ديني إلا بعد تخرجي بإذن الله.
ومر بقية العام الثاني والعام الثالث بلا مشاكل ومع بداية العام الرابع فوجئت بها تنظر إلي نظرات صريحة أكثر من مرة وفي كل مرة كنت أنظر إلى الأرض لأني بصراحة شديد الخجل والارتباك مع الفتيات، فقلما أجبرتني الحياة العملية على الحديث مع البنات، وإن لزم الأمر لا أطيل الكلام ولا أمزح أو غير ذلك (كلمة ورد غطاها) فأنا لي أخت في بداية الحياة الجامعية، وإن كنت أريد الحفاظ عليها فيجب أولا أن أحافظ على بنات الناس، وإن كنت لا أريد أن أراها تقف مع شخص غريب فلا أكون أنا شخص غريب (أرجوكم لا يقول أحد أني أتخيل أنها تنظر إلي فأنا متأكد).
وفي إحدى المرات كنت أنا خارجا من مدرج الدراسة وهي تدخله في نفس الوقت فتبادلنا نظرة طويلة أحسست بعدها وكأن تيارا كهربيا يسري في جسدي فقد ازدادت جمالا ووقارا، وانتبهت إلى أنها تملك أحلى عينين لفتاة.
بدأت أحسب حساباتي من جديد... أنا ولله الحمد من أسرة مرتاحة الحال وأبي ذو مركز اجتماعي رفيع ومرموق فلماذا لا أفاتحها في الأمر بدلا من هذه النظرات المتبادلة، فهي وإن كانت تحمل إعجابا وحبا بريئا طاهرا إلا أن هذا لا يتلاءم مع أخلاقنا وقيمنا الإسلامية، ولكن أنا لا أعرف كيف أكلمها وماذا أقول لها وهي التي لا تتحدث إلى الشباب وأنا لم أتحدث إلى فتيات من قبل، والمشكلة الكبيرة أنني طالب لازلت أتلقى مصروفي من أبي وهذا ينقص من شخصيتي.
استخرت الله فيها أربعة مرات وفي كل مرة كنت أشعر براحة واطمئنان من ناحيتها أقوى وأوضح من سابقتها فقررت أن أفاتح والدتي في الأمر.
أتى وقت عطلة نصف العام فعرفت رقم هاتف بيتها وعنوانها عن طريق الدليل وطلبت من أمي أن تتحدث مع أبي في الموضوع وبحكم وظيفته المرموقة يمكنه السؤال عن أسرة هذه الفتاة قبل أن أتحدث إليها شخصيا.
ولكن للأسف لم أجد من أمي سوى التوبيخ وبعض الكلمات القاسية ؛حاولت مرة ثانية فكانت أكثر هدوءا ولكنها طلبت مني أن انتظر حتى التخرج أي بعد عام ونصف.
مر النصف الثاني من العام الدراسي ونحن الاثنان على نفس الحال من تبادل النظرات ولاحظت الحقيقة أنني أصبحت أذاكر بإقبال أكبر ولم أعد أشعر برهبة الامتحان والقلق الذي كان يساورني في فترات الامتحان خاصة عندما تكون قريبة مني في اللجنة أو على الأقل إذا رأيتها
وبدأت أشعر أني أصبحت أفضل في كل شيء، وقررت أن أفاتحها في آخر أيام امتحانات آخر العام حتى لا أشغلها بشيء طوال الدراسة.
وجاء اليوم الأخير وهذا ما حدث ( ولكن أرجوكم لا تضحكوا)
كانت وحدها...
أنا: السلام عليكم...ممكن آخد من وقتك عشر دقائق
هي: علشان إيه؟ (تنظر لأسفل نظرة غير مفهومة)
أنا:نعم؟
هي:علشان إيه؟
أنا:علشان....
30 ثانية أريد أن أقول فيها أني معجب بأخلاقها واحتشامها وجمالها وأني أريد الارتباط بها، ولكن شعرت وكأني ارتكبت عملا أحمقا وأني أسأت التصرف فاستدرت على عقبي دون أن أقول شيئا.
كنت أريد أن أحيطها علما أني لا يمكني الحديث مع أبي إلا بعد التخرج ولا أريد أن أقف معها دون سند شرعي أو أخلاقي كما يحدث بين الكثير من الشباب والفتيات في الجامعة، ولكن يمكن أن أجعل أختي تتعرف عليها كما لا بأس أن يعرف أهلها أمري مع تقدير ظروفي ويا حبذا لو تعرفت والداتنا خلال العام المتبقي من الدراسة.
أشعر بغصة في حلقي وأني قد أخطأت بتركها وأدعو الله ألا تضيع مني خلال هذه الأجازة الطويلة وأصبحت كالمجنون أبحث بعيني عنها كلما نزلت إلى الشارع وكلما ذهبت إلى الكلية أتمنى أن أراها ثانية
أشيروا علي بالمشورة...أفادكم الله
6/8/2004
رد المستشار
واضح من رسالتك يا أخي أنك شاب عملي وناضج جدا كما أنك لا تفكر إلا بكل موضوعية، وبمنتهي المنطق لذلك فإن أي تصرف غير منطقي -مهما كانت دوافعه– يعتبر غريبا بالنسبة لك، وربما تجد نفسك غير قادر علي الاستمرار فيه.. وهذا هو السبب وراء عدم قدرتك علي استكمال الحوار مع الفتاة.
فأنت لا تري سندا شرعيا لحديثك معها، كما أن من دوافع إعجابك بها أنها –مثلك– لا تتذلل في علاقتها بالجنس الآخر، كما أنك لا تقبل من نفسك أن تفعل ما لا ترضاه لأختك الصغرى.. لكل هذه الأسباب فإن البداية من عند الفتاة ليست هي الأمثل أو الأصوب..
ولكن البداية تكون من عند "والدتك" أنت تحدثت معها في المرة الأولي فلم تجد منها سوي التوبيخ، ولكن حديثها في المرة الثانية كان مختلفا حيث طلبت منك أن تنتظر حتى الانتهاء من الدراسة ..
أعتقد أنك إذا فاتحتها في الموضوع مرة ثالثة ثم رابعة وأحسنت عرض وجهة نظرك –سيكون رد فعلها مختلف وخاصة وأنه قد بقي علي تخرجك بضعة شهور وهذا وقت مناسب جدا ولو لقراءة الفاتحة فقط ..
أعتقد أن والدتك إذا رأتك متمسكا بها وإذا اقتنعت بحسن خلق الفتاة وبأنها زوجة مناسبة لك، وأن لديك تصورا معقولا عن مدة الخطبة والإعداد لتدابير الزواج –أعتقد أنها لن تتردد في الموافقة والمباركة..
فقط أحب أن أذكرك في نهاية كلمتي -أن موافقة والدتك ثم البدء في خطوات الارتباط ما هو إلا فرصة للمزيد من التعارف والتأكد من مدي تبادل المشاعر بينكما، وكذلك التعرف أكثر عليها وعلي أهلها وعندئذ تستطيع أن تكون رأيا نهائيا متكاملا حول مشروع ارتباطك بها..
وأخيرا.. لا تنسي الدعاء والاستخارة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا جزيلاً على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضلت به الأخت المستشارة الدكتورة فيروز عمر غير الاعتذار عن تأخرنا الطويل عليك والذي كان بسبب انشغال مجيبتك الشديد في فصل الصيف بإلقاء المحاضرات وإقامة الدورات، ولا أجد عذرا لمجانين ، غير ذلك لكنني أعبرُ لك عن فخرنا بظهور إفادةٍ كإفادتك هذه على الموقع، أنبه أيضًا إلى إمكانية أن تتدخل أختك في الموضوع لتساعدك بشكل أو بآخر، وأحيلك إلى من ذكرتني قراءة إفادتك بمشكلتها وهي صاحبة مشكلة: القلب الطاهر ينبض : حبا وطهرا، وكذلك صاحبة مشكلة: ممكن أحس ؟؟؟؟ ممكن أحب؟؟؟!، وكلتاهما من النماذج التي تعطينا دليلا على وجود الخير في مجتمعاتنا رغم أنه أقل من قليل، مثلما تعبر أنت عن نموذج رائع لفتى مسلم يقوم سلوكه بأوامر الله ونواهيه، مثلما كان صاحبنا الذي ظهرت مشكلته تحت عنوان: عندما يصلح الحب يصلح السلوك !، بارك الله فيك يا بني وسامحنا لتأخرنا عليك،
وأهلا وسهلا بك دائما موقعنا مجانين فتابعنا بأخبارك.