ساعدوني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
حتى لا أطيل عليكم سأطرح سؤالي وهو فتوى واستشارة في آن واحد لأمر خطير وقعت فيه.
باختصار أنا شاب معلم للقرآن فقير وأحب الخير.، وقعت في عظيمة وموبقة كبيرة.
تحرشت جنسيا بتلميذين من تلاميذي ذوي الوسامة، وإني أكتب وأنا أستحي، فالمفروض أنني أنا الذي أحميهما من مثل هؤلاء الخبثاء الذين يتبعون المردان، وقد أنقذت كم من ولد من مخالب هؤلاء، بالنصيحة وإخبار الآباء الخ. ثم وقعت في الذي نهيت عنه فأخاف أن أكون أنا ذلك الذي تندلق أقتابه في النار والعياذ بالله.
كما أنني أخاف أن أكون وقعت في سيئة جارية، فلعل هذين الولدين أكون أنا السبب في تعليمهم هذا الخبث فكلما عملوه وارتكبوه أخذت معهم نصيبا من الإثم والعياذ بالله.
ثم إنني قرأت كثيرا في مواقع علم النفس أن هذا الفعل الشنيع يحطم شخصية ونفسية الطفل ويعذبه حتى في كبره، والدليل على ذلك أن هذين كانا من أحسن التلاميذ في الحفظ، ولكن بعد ارتكابي لهذه الجريمة فقد صارا من آخر التلاميذ وصارا من المشاغبين الخ.
وسبب ذلك أنني لم آخذ بوصية الشرع في منع الخلوة بالمردان، ولكني لم أفعل زين لي الشيطان أن آخذهم إلى البيت للعب بالكمبيوتر فكنت في البداية أضع أحدهم في حجري وأقبله لساعات.
ثم استمر الأمر إلى أن صرت أنام مع أحدهم وأمارس معه سطحيا (يعني دون نزع الملابس) لكن مع الوقت امتدت يدي إلى لمس الدبر والقبل بيدي تحت الملابس. ولو لم أتوقف عن ذلك - والحمد لله - لربما وصل الحال إلى ممارستها بالكامل والعياذ بالله. لما يكبر هذان الطفلان سيلعناني وسيكرهون الدين من أجلي وأتحمل أنا المسؤولية.
لقد تبت، والذنب يؤرقني، مع أني فقير لا أستطيع الزواج، وما فعلت ذلك إلا لإفراغ شهوتي، ولو كنت متزوجا لما فعلت ذلك بإذن الله.
ما هي طريقة توبتي، لقد قرأت في الاستشارات النفسية أنه على أولياء الأطفال المتحرش بهم جنسيا أن يخبروهم بحرمة ذلك وأنه شيء غير جيد...
لقد وددت أن أكلم هذين الولدين وأخبرهم بأني أخطأت بحقهم وأن ما فعلت بهما محرم ومن أكبر الكبائر، حتى لا يظنوه مباحا أو شيئا هينا، فيفعلوه.
أريد الدعاء والنصيحة بارك الله فيكم.
وسؤالي الأهم هو هل أكلم هذين الولدين - كل على حدة طبعا - أم لا؟ لقد وددت الكلام معهم وطلب السماح منهم وإخبارهم أنني أخطأت بحقهم الخ، ولكني أريد الاستشارة قبل أن أفعل فماذا ترشدوني؟
ملاحظة: في مثل هذه المواضيع يعتبر المتحرش مجرما دائما، لعله في الغالب هكذا لكن هناك من يريد العلاج.
وجزاكم الله خيرا.
13/08/2005
رد المستشار
أهلاً بك على صفحة الاستشارات، الحقيقة أن كل ابن آدم خطّاء، ولا يوجد من هو معصوم من الخطأ!! فنحن لسنا مجرمين وكذلك لسنا ملائكة بل بشر تخطيء ونتوب, فأنت افترضت في نفسك –بما أنك معلم قرآن- أنها لا ولن تذنب هذا الذنب!! أو ربما لديك قدر من الثقة في النفس المبالغ فيها (فترى أنك خارق الذكاء!!)...ومن ثم لم تهتم بالبعد عن الخلوة بالمردان حتى وقعت في المحظور.... أريدك أن تعيد النظر في نفسك وترى حقيقتها فخارق الذكاء يفكر دوماً في نتائج أفعاله... سواء في الدنيا أو الآخرة!!
الله سبحانه وتعالى هو الحافظ... وليست أعمالنا أو ثقتنا في أنفسنا أو في إيماننا هو ما يحفظنا!!
لكن الحمد لله أنك استيقظت من غفلتك ورجعت إلى رشدك، لذا عليك أن تتوب الآن... نعم الآن فلا أحد يعرف متى ينتهي عمره، فأدعو الله تعالى أن يغفر لك ويعفو عنك، تقول أنك تبت –تقبل الله منك ومنا- ولكنك تتساءل عن كيفية التوبة!! فلم تتساءل عن كيفية التوبة؟ هل لأنك تشعر أن الله تعالى لم يقبل توبتك؟...لا تنسى أن من أسماء الله اسم "التواب" فهو كثير التوبة على عباده... أم تتساءل لأنك لا تعلم فعلاً بكيفية التوبة؟ أم لأنك تبت بينك وبين نفسك ؟ على أي حال فإن تخصصي هو علم النفس وليس الفتوى ولكن شروط التوبة ثلاث:
1- التوبة من الفعل.
2- الندم على الفعل.
3- العزم على عدم العودة.
ويمكنك مراجعة الإجابات التالية المنشورة على صفحة "استشارات دعوية" بموقع إسلام أون لاين:
- حقيقة التوبة النصوح
- شروط التوبة
- التوبة.. بواعثها وموانعها
- تزكية النفس والتوبة من الكبائر
أحب أن أقول لك أن هناك شرطٌ رابع مرتبط بما للناس من حقوق، فإن كان الفعل قد أضرَّ أحدا، فعلى المرء أن يردَّ الحقوق إلى أهلها، فبما أنك أخطأت في حق هؤلاء الأطفال فعليك أن تحاول إصلاح ما فعلته، وهذه بعض الاقتراحات:
*تحكي قصص لكل الأطفال الذين يحضرون الدرس –بما فيهم هذين الطفلين- عن الكبار وكيف أنهم يمكن أن يخطئوا مثل الصغار وأن عليهم أن يعترفوا بخطئهم ويحاولون إصلاحه.
* تتحدث مع كل طفل على حدى وتشرح له أنك أخطأت وتعتذر له، وتشرح له أن هذه لعبة للكبار فقط من الخطأ أن يقوم بها الأطفال... وإذا كانوا صغار جداً فمن الأفضل أن تشرح هذا المعنى من خلال قصة فالأطفال الصغار يستوعبون القصص أكثر من المحاضرات والكلمات المجردة.
* تشجعهم هم وغيرهم من الطلاب غير المتفوقين باستمرار، وحينما يحدث أي تحسن في أدائهم تكافئهم من خلال تصفيق باقي الأطفال أو بتقديم مكافآت رمزية بسيطة.
* تطلب من الأخصائي النفسي –إن كنت تعمل بمدرسة- أن يساعد هذين الطفلين.
تقول أن السبب في تصرفك هذا هو رغبتك في إفراغ الشهوة... ولكن ألا ترى أن تصرفك غريب بعض الشيء، من الطبيعي أن يكون لكل منا شهوات ورغبات لكن الطبيعي أن يشتهي الرجل امرأة وليس طفلاً!! راجع نفسك وابحث بداخلها لماذا اشتهيت أطفالاً ... على أي حال احترس من أن تختلي بهؤلاء الأطفال مرة أخرى... وابدأ من الآن في الاستعداد للزواج بالبحث عن عمل إضافي أو إعطاء مزيد من الدروس.
أختم كلامي بما أرسلته لي "محاسن" (سكرتيرة مجانين) اليوم جزء من كتاب عن الموضوع وأعرضه لك فيما يلي:
لقد بالغ الصالحون في الإعراض عن المردان وعن النظر إليهم وعن مخالطتهم ومجالستهم، قال الحسن بن ذكوان لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور العذارى فهم أشد فتنة من النساء، وقال بعض التابعين ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه وكان يقال لا يبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد وحرم بعض العلماء الخلوة مع الأمرد في بيت أو حانوت أو حمام قياسا على المرأة لأن النبي قال ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما وفي المردان من يفوق النساء بحسنه فالفتنة به أعظم وأنه يمكن في حقه من الشر ما لا يمكن في حق النساء، ويتسهل في حقه من طريق الريبة والشر ما لا يتسهل في حق المرأة فهو بالتحريم أولى وأقاويل السلف في التنفير منهم والتحذير من رؤيتهم أكثر من أن تحصر.
ويتبع........: التحرش بالأطفال إلى أين يأخذنا... م