الإقامة مع حماتي..!؟
أساتذتي الأفاضل سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
لم أتوقع يوما أني سأصبح من أصحاب المشاكل فأنا متابعة جيدة لموقعكم الكريم، ولكنها الحيرة الشديدة في أمر مصيري وكما يقال ما خاب من استشار وأنا في أشد الحاجة لاستشارة أهل الخبرة.
المشكلة باختصار هي الإقامة مع حماتي في منزل واحد.
أما التفاصيل فأنا حاليا متقدم لي شاب إلى الآن لم أعرفه جيدا، ولكن يبدو لي من الكلام معه والسؤال عنه ورأي أهلي أنه شاب ذو دين وأخلاق وأعتقد أنه مناسب لي إلى الآن لأني كما قلت لم أعرفه جيدا، هو الشاب الوحيد في أسرته فوالده متوفى منذ زمن بعيد وأخواته البنات متزوجات وهو مقيم مع والدته ولديه شقته الخاصة ولكنه يريد أن يتزوج في شقة والدته لأنه لا يريد أن يتركها وحيدة.
والدته أعتقد أنها سيدة طيبة، عكفت على أولادها منذ وفاة زوجها فأحسنت تربيتهم وزوجت البنات وترغب فى تزويجه، فهي من تبحث له عن الزوجة الصالحة الطيبة وهى مصدر معرفتنا بهم.
المشكلة الآن أن بعض من حولي يقولون أن العيش مع الحما في منزل واحد يثير الكثير من المشاكل وعن طريق معرفتهم يكادون يجزمون أن الحياة بهذه الطريقة فاشلة ولا تنفع.
وأنا محتارة جدا أشعر أنه الزوج المناسب وأنه من الممكن أن أتفاهم مع والدته طالما سأعاملها بكل حب واحترام وكأنها والدتي ولكني لا أعرف السبيل لمعرفة شخصيتيهما وهل سأرتاح معهم أم أفشل كما يقال أم أرفض كل هذا وأنتظر شخص آخر؟؟؟؟؟؟؟
مع العلم أني مداومة على الاستخارة ولكني مازلت في حيرة من أمري
فأرجو منكم النصيحة أن تدلوني على الطريقة التي أتعامل بها مع حماتي لكي أعرف طباعها وكيف ستعاملني بعد الزواج والإقامة معها هل سأصبح مجرد ضيفة فى بيتها أم سأصبح صاحبة البيت بجوارها كأي زوجة فى منزل زوجها هي الملكة المتوجة لكن في وجود والدته فأين موقعها؟؟؟؟
وأخيرا وليس آخرا أرجو منكم المعذرة على الإطالة.
ولكم مني وافر الاحترام والتقدير.
13/08/2005
رد المستشار
أهلا بك يا "ر.ح" على موقعنا, ولا تحزني لأنك أصبحت من أصحاب المشاكل ولا لأنه قد بدأ يفتح لك ملف خاص بك على مجانين, فهي ليست "سوابق" بل مشاكل الحياة العادية التي نمر بها جميعاً ونحتاج لتجاوزها بنجاح إلى النصح والمشورة أو على الأقل إلى "الفضفضة"..
مشكلتك بقدر ما هي صعبة بقدر ما هي سهلة.. فزورة, مش كده؟
صعبة لأنها تعتمد في حلها على معرفتك بنفسك معرفة عميقة جدا, وسهلة لأنها بناء على هذه المعرفة ستتلاشى ولن يبقى هناك مشكلة أصلاً!
بالنسبة لموضوع اختيار شريك الحياة فلن افصّل فيه لأنه أصلاً ليس موضوع الاستشارة, ولكنني سأحيلك إلى روابط ستفيدك في هذا المجال بإذن الله.
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
عصفور النور: جناح المتعة وجناح المسئولية.
"والدي يصر على اختيار زوجتي"
على مائدة الاختيار: العقل والعاطفة.
حيرة الاختيار: في زواج الصالونات مشاركة مستشار
زواج الأقارب : وقواعد الاختيار
أما فيما يخص موضوع استشارتك فلدي بعض النقاط التي أحب أن أناقشها معك..
الحياة مع أم الزوج لها إيجابياتها (طبيخ هي اللي بتطبخ, أو على الأقل سيكون لديك في البيت معلم للطبيخ وببلاش, وقد تساعدك في الأولاد.. الخ) ولها سلبياتها, حيث يمكن أن تشعر الحما لن أقول بالغيرة منك, ولكن سيأتيها إحساس بالنبذ من ابنها وبأنها أصبحت رقم 2 في حياته بعد أن تزوج وخصوصاً في الفترة الأولى حيث ينشغل بالعروس وبالحياة الجديدة عن أمه.. وكل هذا يحتاج إلى حكمة وروية في التعامل منك ومن ابنها .ومن تقدير هائل منكما لمشاعرها..
لا تتوقعي أن لا تحدث الاختلافات بينك وبينها, بس أنت وشطارتك بقا في احتواء هذا الاختلاف حتى لا يتحول إلى خلاف يعكر عليكم جميعاً صفو الحياة الأسرية وسعادتها.
ولما بقولك حيحصل خلاف يعني حيحصل خلاف أنا مش بفوّل عليك, لأ وإنما هي طبيعة الحياة كده: لا بد من الاختلاف الذي مصدره التنوع في طبائع البشر, ونظرة سريعة لحياتك في بيت أهلك ولعلاقاتك بأفراد اسرتك: ألم يكن يحدث اختلاف بينك وبينهم؟
هناك أسر بقا بيبقى الوالدان حكيمين جدا فيحتويان ابناءهما ولا يسمحان للاختلاف أن يتطور, وهناك نمط آخر من الآباء يبحثون عن الشر والمشاكل بحثاً.. هنا على الطرف الأكثر وعياً ان يقوم بعملية الاحتواء وعدم التصعيد لأن الهدف مهم جدا وهو: حياة أسرية هادئة قدر الإمكان.
في نفس الوقت لا تدخلي حياتك الجديدة مع حماتك بنية طيبة تصل إلى درجة السذاجة , يعني أنا أشجعك جداً على أن تعامليها كأمك وتحبيها وتوديها ويكون في قلبك لهفة عليها زي أمك على قد ما تقدري, بس إوعي تنتظري منها أن تتجاوز عن أخطائك وتفوّت لك زي مامتك, لأنها قد لا تفعل ذلك ولو كنت منتظرة منها ذلك ولم تفعله فحينها سيثقل قلبك عليها وحتلاقيك بتقولي لنفسك: أنا عاملتها زي مامتي بس هي لأ .. ومن الكلام ده.. وده حيكون بداية الشرخ في علاقتك معاها. أنا أقول هذا الكلام ليس لأن كل الحموات كدة, وإنما لأن هذا قد يحدث فعلا, وعندها لا تفاجأ فتغيري من تعاملك معها.. إن نموذج الحما الأم الحقيقية موجود فعلا وقد رأيته في إحدى قريباتي, حيث إن حُسن تعاملها مع كنتها يضاهي حُسن تعاملها مع أولادها, والحمد لله إن الكنة من النوع الواعي الذي يقدّر الإحسان, ولا يعتبره حقا له مفروضاً على الآخرين والويل لهم إن قصّروا في أداء هذا الحق.
والعكس أيضاً موجود, فقد رأيت نموذجاً للأم التي تعامل أولادها كما لو كانت الحما الصعبة, "اللي واقفة لأولادها على زلة عشان تسوّد عيشتهم.."!!
كل هذا إذا لم يكن هناك حل آخر بان تسكني في شقة منفصلة, وهناك حل أعتقد أنه مناسب لكلا الأسرتين, وهو أن ينتقل الشاب ليسكن في شقة منفصلة في نفس العمارة التي تسكن فيها الوالدة, أو العكس , وبذلك تكونون مع بعض وفي نفس الوقت منفصلين, وهذا الانفصال له حسناته حيث ستبقى لكل منكما مملكتها الخاصة بها, وخصوصاً بعد عدة سنوات حيث ستُرزقان بالأولاد إن شاء الله.
- يعني متفتكريش إن الست الوالدة حتبقى مبسوطة بعد كام سنة لمّا الأطفال الصغيرين يكركبوا لها الشقة طول الوقت ويدوشوها بأصوات لعبهم وحركتهم, وهذا لا يعني إنها مش بتحبهم لأ بس هذه طبيعة السن اللي بيوصلها الانسان لمّا بيكبر حيث يميل إلى الهدوء.. ومبيبقاش بيستحمل دوشة الأطفال.. وده رأيته في كل كبار السن ممن حولي سواء كانوا ممن يحبون الأطفال أم لا .. -
هذا الحل سيوفر لك فرصة أن تبقى هناك مسافات بينك وبين حماتك مما يكون أفضل لدوام المودة بينكما.. وعلى كل حال هذه كلها افتراضات تحتاج حين التطبيق إلى الكثير من ا لحكمة والروية وتلبية احتياجات الوالدة في لمحبة والعطف والاهتمام والتقدير.
تقولين :" ان بعض من حولي يقولون ان العيش مع الحما في منزل واحد يثير الكثير من المشاكل و عن طريق معرفتهم يكادوا يجزموا ان الحياة بهذه الطريقة فاشلة و لا تنفع"
وأنا أوافقهم الرأي, لأنه طالما بقينا نعامل بعضنا مثلما نتعامل الآن فلن تكون الحياة مع الحما في بيت واحد هي فقط المستحيلة, بل ستكون حياة الوالدين مع أولادهم والأولاد مع أهاليهم هي أيضاً مستحيلة.
لن تكون لحياة سهلة وميسرة وسعيدة إلا إذا عدّلنا كثيراً من نمط تعاملاتنا وأدخلنا فيها الحب والرأفة والرحمة والود, وهذا لن يحدث إلا إذا أعدنا الله تعالى إلى حياتنا وجعلناه محورها.
ثم تقولين:" كيف ستعاملني بعد الزواج والإقامة معها هل سأصبح مجرد ضيفة فى بيتها أم سأصبح صاحبة البيت بجوارها كأي زوجة في منزل زوجها هي الملكة المتوجه لكن في وجود والدته فأين موقعها؟؟؟؟
بصراحة هذا يعتمد عليك بالدرجة الأولى, وعلى ابنها بالدرجة الثانية, والنصيحة الذهبية هنا هي:"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم", هذا الذي بينك وبينه عداوة, فكيف بمن ليس بينك وبينه شيء بعد؟ أعتقد أن الأرض ممهدة للغرس, وهذا دورك أن تكسبي حماتك في صفك وتعامليها معاملة رقيقة كريمة, وتعذريها إذا صدرت منها تصرفات لم تعجبك فلا تنسي أنها كبيرة في السن, وكبار السن يحتاجون منا كل عطف ورعاية وحب وتقدير.
أما إذا كنت ستعاملينها من منطلق إن البيت بقا بيتك والكلمة فيه ليك, إذاً فأنصحك من الآن أن لا تخوضي هذه التجربة المرّة والمدمّرة من أولها.
وإذا أردت قاعدة لتعرفي كيف تسيرين عليها في تعاملك مع حماتك – بل ومع كل الناس – فخذي هذه القاعدة:"عامل الناس كما تحب أن يعاملوك" ضعي نفسك دائماً في موقف الشخص الآخر لتشعري بشعوره وتقدّري ماذا يحتاج , ثم تصرفي على هذا الأساس.
أنت محتارة بين أن تقبلي هذه الزيجة بهذا الوضع الصعب, وبين أن ترفضيها وتنتظري وضعاً أفضل , وأنا سأقول لك "الحلو ميكملش", لا بد أن يكون هناك شيء ما ناقص في الزواج , لذلك اجلسي مع نفسك على انفراد وفكري ملياً وتعرّفي على نفسك وافهميها وحددي ماذا تريد, وبناءّ على ذلك ستعرفين ما هي الأشياء التي تتحملين فقدانها في الزواج وتستطيعين التضحية بها وما هي الأمور التي لا غنى لك عنها, وبناء عليه تقررين إن كان هذا الوضع يناسبك وتقدرين على تحمّله أم لا.
فمثلا, من سلبيات وجود الحما في البيت أن الزوجة لن تشعر بالحرية الكاملة في البيت, هذه الحرية التي تنتظرها الكثير من البنات لتحصل عليها بعد الزواج.. لكن أهمية الحرية تختلف من شخص لآخر, فهناك من تفضل البقاء وحيدة في بيتها لتفعل وتلبس ما يحلو لها دن قيد أو رقابة من أحد, وهناك من تفضل أن تعيش مع الحما لأنها لا تطيق الوحدة.. وهكذا.
تحتاجين إلى معرفة عميقة بنفسك لتستطيعي تحديد ما تطيقين فقده, وما لا تستغنين عن وجوده.
أسأل الله تعالى أن يهديك إلى القرار السليم الذي تكون فيه سعادتك في الدنيا والآخرة.. آمين
وتابعينا بأخبارك..
ولو حصل خطوبة متنسيش تعزمينا.. أو على الأقل تبلّغينا لنفرح معك.