البكاء الدائم وعدم القدرة على السيطرة على نفسي
أنا اسمي ريم أنا عندي 17 سنة أنا اتولد في أمريكا وبعدها بسنتين رجعت مصر أنا عندي أخ عنده 15 سنة وأخت 11 سنة وأخت صغيرة عمرها 2 سافر أبي السعودية وأنا عندي 6 سنوات وأنا وأخي كنا مستائين كنا نشتاق له كثيرا وكانت تعتاد أنها تضربنا عشان مثلا عشان أشياء خطأ وكنا لا نجد أحد أشتكي له غير أني أبكي وأعد في البلكونة وأكلم نفسي، كنا نسافر لأبي في الإجازة ونرجع مصر في الدراسة حتى دخلت سنة رابعة في السعودية وامتحنت في السفارة المصرية وخمسة ابتدائي دخلت مدرسة باكستانية تعرفت على أصدقاء حتى الآن أصدقائي، ولكن واجهت صعوبات في الأول حتى حبوني وسادس الابتدائي تركت المدرسة ودخلت مدرسة هندية كان كل الطلاب هنود وتركت أصدقائي وأعد أتكلم معاهم إلا اثنين كانت هناك تلك المصرية معي في الفصل في المدرسة الهندية وكانت دائما تكرهني لأني كنت أفضل منها وكان الهنود يحبوني أكتر.
بالمناسبة المدارس هنا تفصل البنات من الصبيان وتركت المدرسة وامتحنت أولى إعدادي في السفارة المصرية وكنت دائما في البيت ولكني لم أكن مستاءة أوي، أما ثانية إعدادي نزلت مصر وسكنا في القاهرة مع جدي وجدتي أنا وأمي وأخي وأختي في شقة كان أبي اشتراها ولكن كان يأجرها لجدي بالمناسبة حتى سافرنا السعودية كنا نقيم مع جدي وجدتي في المنيل في شقة كان جدي يستأجرها.
كانت سنة ثانية إعدادي أحلى سنة كنت اجتماعية وتعرفت على مجتمع مختلف عني ولكني أحببته سافرنا لأبي في الإجازة ولكن عندما عدنا لمصر علمت أن أمي حامل أنا كنت في حالة لا توصف كنت أبكي طوال الوقت ولم أكن أريد أن أسمع أحد يتكلم عنها كان خالي يكلمني حتى أهدأ ولكني كنت مستاءة جدا كانت أيام سيئة للغاية كنت أبكي وأنا راجعة من المدرسة مع صديقتي حتى جاء آخر يوم في الامتحانات وكسر أخي كعبة فسافرنا السعودية للأسف حتى يتمكن أبي من مراقبة أخي كنت مستاءة جدا لم أكن أكلم أحد فقد قطعت علاقتي مع جميع من كانو معي في المدارس وقرر أبي وأمي أن نكمل السنة في السعوية عشان الولادة وكدا وهيكون الأمر صعب في مصر.
بالمناسبة لما أبي كان بينزل مصر كان بيروح في شقته في المنوفية التي تزوج فيها هو وأمي عندما علمت أننا سوف نظل في السعودية كنت أبكي كثيرا وكنت دائما على علاقة قوية جدا مع أصدقائي في مصر حتى دخلت المدرسة الجديدة وكنت أعاني معناة صعبة جدا كان كل من في الفصل أصدقائي من الصف الخامس ولكن أنا كنت بعيدة عنهم لسنين وكانو هما مع بعض على طول كنت أهتم فقط بالدراسة وكنت أجد أنهم يكلموني فقط عندما يجدو عندي شيء مغري
ولكن في الترم الثاني تصاحبت جدا مع أفضل بنت في الفصل وأصبحنا أصدقاء جدا وأصبحت محور اهتمام وكنت سعيدة جدا جدا ولكن جاء لأبي عقد في جدة مدرس في الجامعة وكان يريد أن يقبل بشدة وكنا نبكي له ونقول أننا لا نريد نترك المكان اللي عشنا فيه أكتر من مصر عشنا فيه أكثر من تسعة سنوات ولكنه قبل ونزلنا مصر في الأول ثم سافرنا جدة.
وعندما وصلنا جدة كنت أبكي ليلا ونهارا مشتقاة إلى مصر ومشتقاة إلى البيت القديم وأصدقائي القدام في السعودية اللي كانو في الإحساء المكان اللي كنا فيه مش عايزة أقول لحضرتك أنا قضيت سنة من الألم والوجع والبكاء حتي كنت أحيانا أستيقظ وعيني وارمة لو حضرتك سألت ليه كنت أبكي كنت أبكي لأني أفتقد بيتي كنت أبكي على معاملة أبي وأمي كان أبي على طول يتخانق معايا على أي حاجة أنا كنت أدرس في البيت وأمتحن في شهر ستة في السفارة البريطانية أنا في الIGCSE كان أخي وأختي بيروحوا المدرسة ويرجعوا يناموا ويصحوا يدرسوا وأنا كنت أتعامل مع أبي وأمي أكثر فكنت على طول أتخانق معاهم كانت أمي تفرح لما أبي يتخانق معايا كانت على طول ضدي أنا أفتكر أنها عمرها ما حضنتي من سنوات مع أنها على طول تحضن أخي وتبوسه.
كانت أمي دائما تقول أبعتك مصر أحسن وأخلص منك وأبي يقول رضانا بالهم والهم ما رضي بينا كانت الكلمات ديه على طول بتجرحني وكنت أتفرج من الشباك وأبكي وأقول أنا بس نفسي في حضن أي حد يطمني أنا كنت حاسة إني في سجن مش عارفة أخرج منه ولما نزلنا مصر إجازة كان أبي دائم الشجار معي وأمي كنت لما أعوز أخرج مع أصحابي كان لازم يكون في مشكلة، أنا كنت عايزة بس أتكلم مع حد أرجع تاني أضحك وأهزر مع أصحابي، حضرتك عارف يعني أتكلم مع ناس في نفس سني ولكن ها أنا للمرة الثانية في جدة وبردو في البيت كنت أظن أن هناك فرق سوف يحدث ولكن أنا كنت خاطئة.
من يوم الأربعاء 19/12 اتفرجت على مسلسل كنت أتفرج عليه زمان أنا من النوع اللي لما يشوف حاجة زي مسلسل أو فيلم بتعلق بيه جدا جدا وأنسى الدنيا لما اتفرجت على المسلسل ده كنت مبسوطة أوي إني ابتعدت عن الدنيا ومشاكلها وحاسة إني في عالم تاني خالص مفهوش مشاكل ولا حد يتخانق معايا ومن يومها وأنا مش عارفة أدرس خالص كل ما أفتح الكتاب أبكي بكاء غريب لا أعرف ليه مش عارفة أكلم حد أشتكي له حتى مش عارفة أتكلم حاسة إن البكاء تعويض عن الكلام مش عارفة أخرج اللي جوايا بالكلام بس بالبكاء أنا مش عارفة أرجع تاني زي ما كنت طول اليوم بكاء وأحداث المسلسل عمالة تعدي من قدامي حتى بحلم بيه حاسة إنه هو السبب في اللي أنا فيه أنا من النوع إن لو حد اتخانق معايا بأبكي على طول.
أرجوك أنا عايزة أعرف أعمل إيه؟؟ أنا كان نفسي نهاية العالم تكون امبارح بجد مش طايقة الحياة ديه خالص حاسة إني مخنوقة ومكتئبة وحاجة ماسكة رقبتي.
شكرا وآسفة على التطويل.
22/12/2012
رد المستشار
مناقشة عامة General Discussion
آنسة في النصف الثاني من أعوام المراهقة تشكو من تعسر في المزاج واكتئاب لفترة يصعب تحديدها. نهاية الرسالة تشير إلى تعلقها بمسلسل تليفزيوني ومشاهدته في يوم ١٩ كانون الأول وبعدها تعرض استنتاجها وتسأل عن حالها.
أعوام المراهقة من أصعب مراحل النمو العاطفي والمعرفي والبيولوجي. في هذه المرحلة تحسم المرأة العديد من الأمور وتبني هوية شخصية تحملها في أعماقها ويتم تعريفها بها من قبل المجتمع الذي تعيش فيه. يصاحب هذه العملية القدرة على الانفصال عن الوالدين وعدم الشعور بالوحدة والعزلة.في هذه المرحلة أيضاً تشعر الفتاة باستقلالها معنوياً وتمسك بزمام الأمور مدركة أهمية التعامل مع الدنيا والمجتمع بمسؤولية. هذا ما نطلق عليه أحياناً حسم الأزمات الوجودية في مرحلة المراهقة. متى ما تم حسم هذه الأزمات في هذه الفترة الحرجة من حياة امرأة أو رجل يكون الدخول إلى مرحلة البلوغ النفسي هادئاً وصحياً. متى ما تأخرت هذه المرحلة يستمر الإنسان في مواجهة أزمة بعد الأخرى.
لكن أعوام المراهقة يمكن تشبيهها أيضاً بمزرعة. في كل مزرعة هناك أكثر من نبات صحي ينمو ويترعرع بفضل عناية ورعاية من يشرف على المزرعة وهما الوالدان وطاقم التعليم والمجتمع الأكبر والإنسان نفسه. هذا النبات هو صفات الفرد الشخصية. ولكن في هذه المزرعة أيضاً تظهر الأحراش التي تعيق نمو النباتات، وإن لم ينتبه من يرعى المزرعة لهذه الأحراش فإنها تقضي على جميع نباتات المزرعة.
قراءة الرسالة توحي بأن الآنسة انتقلت من مكان إلى آخر وامتحنت أكثر من امتحان لدولة وأخرى واختلطت بأكثر من مجموعة عرقية وتعلقت بهم. هذه التجارب المختلفة يمكن أن تكون آثارها إيجابية الآن وفي المستقبل، ولكن الرسالة لا توحي بذلك وهناك أكثر من احتمال لتفسير ذلك
١- تم كتابة الرسالة في فترة زمنية تشعر فيها الآنسة بالإحباط وخاصة في الأيام الأخيرة من نهاية العام.٢- الآنسة تعاني من اضطراب الاكتئاب وهذا بداية اضطراب وجداني سيظهر بين الحين والآخر. لا يوجد ذكر لأعراض اكتئاب أخرى أو تاريخ عائلي للاكتئاب ويمكن استبعاد هذا الاحتمال حالياً.
٣- الاحتمال الأكبر هو وجود أزمة عاطفية في تعلق الآنسة بالوالدين. الأب والأم في كفاح مستمر من أجل ضمان مستقبل الأطفال. هذا التنقل من مكان إلى آخر يولد الشعور بعدم الأمان في الوالدين وينتقل إلى الأطفال بين الحين والآخر. من جراء ذلك هناك تعلق مضطرب مع رفيقات المدرسة وهو بدوره غير آمن.
التوصيات Recommendations :
۰ لا أظن أنك مصابة باضطراب عقلي وربما يستحسن عدم مراجعة طبيب نفساني في هذه المرحلة.
۰ هذه الفترة من العمر لا تخلو من تقلبات في المزاج وأزمات عاطفية وقتية يتم تجاوزها في معظم الحالات. ربما اشتد هذا الأمر في حالتك بسبب عدم الاستقرار، ولكن هذا لا يمنع من تجاوزك هذه المرحلة بسلام في المستقبل القريب.۰ حاولي التقرب والكلام مع الوالدين للتعبير عن مشاعرك دون انفعال مع تقدير الضغوط النفسية والمعاشية التي تتحداهم دوماً. لابد من استيعاب وتعقل ظروفهم من أجل إنشاء علاقة جديدة معهم. وفقت في التعبير عن مشاعرك في الرسالة، وستفلحين في الكلام مع الأب والأم.
۰ الأهم من ذلك هو التخطيط لمستقبلك وتنظيم جدول فعاليات يومية تساعد على قيام علاقات صداقة صحية مع زملائك. تذكري دوماً أنك في طريقك إلى مرحلة التعليم الجامعي ولكن قبل دخولها عليك الخروج من هذه المرحلة بسلام.
وفقك الله