إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   أسماء 
السن:  
20-25
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: عدم تقدير الذات: صححي المسار 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية 
تاريخ النشر: 15/08/2005 
 
تفاصيل المشكلة

 
عدم تقدير الذات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا
الموقع الرائع والذي دفعتني ثقتي به إلى أن أبعث لكم عبره بمشكلتي ..

أعاني من مشكلة عدم تقدير الذات، والنظرة السلبية إلى ما في يدي دوما .. مما يؤدي إلى عدم رضاي عن نفسي، حتى وإن قاومت بتذكر أي تجارب إيجابية ..

مما يسبب الكثير من الألم في معظم الأحوال.

أرجو الإفادة ..

وشكرا.

29/7/2005


 
 

 
 
التعليق على المشكلة  


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلاً بك يا أسماء على
موقعنا, وشكرا لهذه الثقة التي نعتز بها كثيراً .

الحقيقة أن مشكلتك التي تعانين منها يا أسماء يعاني منها كثير من الناس, ليس في عصرنا الحالي فقط بل ومنذ قديم الزمان .. هل تعرفين لماذا ؟ لأن للشيطان –لعنه الله – يدا في ذلك.هي لعبة يلعبها معنا دائما, ولكننا كثيراً ما نغفل عنها فنعود للانزلاق والسقوط في نفس الحفرة من جديد !!

لقد وضع الشيطان لنفسه هدفاً وهو أن يوصلنا للكفر بالله, وأول طريق الكفر وأقربه هو جحود نعم الله عز وجل علينا, ولهذا فهو يبذل قصارى جهده ليزهّدنا فيما بين يدينا وفيما نمتلكه من نعم الله عز وجل علينا, مع أننا قبل أن نمتلكها كنا نتحرّق شوقاً لامتلاكها !!

هل تعرفين لماذا نزهد فيها بعد أن نحصل عليها؟

لأن تفكيرنا قبل أن نحصل عليها كان يسير في اتجاه خاطئ, كنا نعطي هذه الأشياء قيمة أكبر من قيمتها الحقيقية بكثير إذ كنا نتخيل أننا سنحصل على السعادة كل السعادة إذا حصلنا عليها, ولكنها سعادة زائفة إذ لا سعادة كاملة إلا في الآخرة, وبالتالي مهما حصّلنا من سعادة بامتلاكنا ما كنا نريده ونسعى إليه نراه قليلاً –بالمقارنة مع طموحنا- فتصيبنا خيبة الأمل وتؤدي هذه الخيبة إلى الزهد في ما تعبنا فعلاً للحصول عليه.

هل عرفت الآن لماذا تزهدين فيما تمتلكينه من نعم؟

ثم بعد كل هذا المشوار نصل إلى "الجحود" وذلك بعدم شكر الله تعالى على هذه النعمة وعدم استخدامها في ما يرضي الله, وهذا "الجحود" هو الهدف الذي عمل الشيطان على تحقيقه بجدارة !

ما العمل إذاً ؟ وكيف نفوّت على الشيطان هذه الفرصة في تحقيق هدفه ؟

الحل
يكمن في تغيير طريقة تفكيرنا التي نفكر بها منذ بداية تفكيرنا بامتلاك ما نريد امتلاكه, حين نعدّل طريقة التفكير فنضع لأنفسنا هدفاً حقيقياً عندها فقط لن نشعر بالزهد في هذه النعم, وتعديل طريقة التفكير لتستوي على الطريقة الصحيحة أمر يسير حقاً, تحتاج فقط إلى "نية" سليمة وصحيحة, كيف نعدّل ؟وفي أي مسار نتجه؟

في المسار الذي خُلقنا من أجله أصلاً, وهو: أننا خُلقنا لنعبد الله عز وجل ونكون خلفاء ننوب عنه جل وعلا في تنفيذ أحكامه في هذه الأرض ..

هذا هو منطلق التفكير, وإذا استقام المنطلق استقام المسار ..

الآن, أنا أشعر فعلا ومن أعماق قلبي وبكل كياني بهذه العبودية لله عز وجل, ولقد أحببته كثيراً وأريد أن أرضيه, فماذا أفعل ؟

لقد أخبرني هو سبحانه وتعالى ماذا أفعل, لقد قال لي: أخلصي نيتك في أداء أي عمل تقومين به وفي سعيك في هذه الدنيا, أخلصي نيتك لي وابتغي بها وجهي وعندها سينزل عليك توفيقي وستغمرك السكينة وتسكن قلبك الراحة والسعادة .. مهما كان عملك الذي تعملينه, ومهما كان الشيء الذي تسعين لامتلاكه حتى ولو كان من احتياجات الحياة الضرورية كالطعام والشراب, ستتحول كلها إلى عبادة بهذا الحل السحري "النية",

ستحوّل كل حركة من حركات حياتنا إلى عبادة وبالتالي قربا من الله عز وجل وثواباً عظيماً في الآخرة ..

أرأيت, تعديل بسيط نجريه على طريقة تفكيرنا تقلب حياتناً وتعدّل أوضاعنا وتسعدنا ليس في الدنيا فقط بل في الآخرة أيضا
وسيتبع ذلك أن تتعدل نظرتك لذاتك, لأنك حين تشعرين بأنك خليفة الله تعالى في أرضه, ستشعرين كم أنت مهمة, فعلى قدر التكليف يكون التشريف يا عزيزتي.

ألم يقل الشاعر :
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ *** وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

ثم إن مجرّد تذكّرنا لطريقة خلق الله للإنسان لتجعلنا نشعر بالعزة والفخر, فالله تعالى لم يخلقنا بكلمة "كن" فكنا .بل قال :" فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي", يعني سوّى الله تعالى آدم بيديه – ولا نشبّه ولا نجسّم – ثم نفخ فيه من روحه .. أي تكريم بعد هذا ؟!؟!

ثم وهبنا أكرم خلقه عليه وهو: العقل ..فالله تعالى لم يخلق خلقاً أكرم عليه من العقل – كما ورد في الحديث القدسي - .

كل هذا ألا يرفع من تقديرك لذاتك ؟؟

أعتقد ذلك .

والآن وبخطوات عملية: ماذا تفعلين لترفعي من تقديرك لذاتك ؟


1- تحتاجين إلى مداومة سماع أو حضور الدروس التي تعزز الإيمان بالله تعالى وترسّخ في النفس معنى خلقنا والغاية منه , فهذا سيشحذ الهمة للعمل على تحقيق مراد الله تعالى من خلقنا .

2- ثم داومي على التعرف إلى الله تعالى من خلال التعرف على أسمائه الحسنى وصفاته العلية , وقراءة كلامه , هذا كله سيغرس ويقوّي حبه في قلبك , وإذا أحببته هان عليك كثيرا أن تتوجهي إليه بكل عمل تعملينه , وأصبح عندها إرضاء الله تعالى هو محور حياتك , وعندها فقط ستشعرين بالرضا والسعادة إذا مشيت بشكل صحيح على المسار , وسيضطرب قلبك إذا حدث اعوجاج ما ..

3- اقرئي الكتب واسمعي للمحاضرات والبرامج التي تقوّي الثقة بالنفس وترفع من التقدير للذات .

4- بعد السماع والقراءة – وهي مرحلة شحن وتعبئة داخلية - تأتي مرحلة مهمة جدا وهي : الإنتاج , لن تشعري بذاتك إن لم تنتجي, وإن لم تري ثمار ما أنتجته , وأنت ما شاء الله لا قوة إلا بالله لديك هوايات , فلم لا تمارسينها وتنتجين فنا يرقى بنا, ونحن نرحب كثيرا برسوماتك على موقعنا .كلما أنتجت أكثر كلما ارتفع منسوب تقديرك لذاتك, ويا سلام عندما تأتي التعليقات المشجعة والجميلة على فنك وإنتاجك, عندها ستشعرين حقا بالسعادة تنبع من أعماق قلبك .. وستغمرك الثقة حتى تتسرب إلى كل عرق من عروقك.

5- كتابة إنجازاتك ستفيدك جدا في الحالات التي سيهاجمك فيها الشيطان فيبث في قلبك سمومه الفكرية من جديد, فالشيطان لن ييأس منك أبداً, وهو لديه من الصبر والمواظبة والمثابرة ما يجعله يسعى وراء تحقيق هدفه دون كلل أو ملل وإلى أن تبلغ روح الإنسان حلقومه, عندها فقط يلقي أسلحته, أما قبل ذلك فلا, بل هو دائما في مناورات مناوشات مع البني آدم , وبالتالي فإن من الأسلحة التي نستعد بها لمواجهته هي : كتابة الانجازات في دفتر خاص, وسمّيه دفتر الانجازات ,, أو دفتر النجاح ..

وعندما تقرئين ما كتبته وأنت في حالة من الإحباط والشعور بعدم القيمة ستتذكرين ما فعلت, وستعود صورة ما فعلته حية في ذهنك بكل ما فيها من روائح وألوان وأصوات وأحداث ومشاعر من ألم وفرح, عندها سيعود إليك نفس إحساسك السابق بالفخر والاعتزاز الذي أحسسته حين أنجزت هذا الإنجاز .

6- تجنّبي ما يسميه د. ابراهيم الفقي "القاتل الصامت" وهو: التحدث السلبي للذات, ولا تنسي قول النبي عليه الصلاة والسلام "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" فليقل خيراً هذه : سواء للناس أو لنفسه .. وهذا لا يعني أن تتعامي عن عيوب نفسك وإصلاحها, بل فقط لا تتحدثي مع نفسك بطريقة محطمة مدمرة , فإذا فشلت في شيء ما فلا تقولي : أنا فاشلة وممنيش فايدة , لا بل قولي : تعلمت أكثر بهذه التجربة الفاشلة وهذا قرّبني من النجاح كثيراً ..

وللدكتور ابراهيم الفقي طريقة مبتكرة لتنبيه نفسه حين يتحدث معها بشكل سلبي , وهي أنه يضع حول معصمه قطعة من المطاط وكالما تكلم بسوء مع نفسه شدها ثم تركها لتلسعه وتؤلمه , ماذا يفعل ؟ يريد ان يربط التحدث السلبي للذات مع الألم ليبتعد عنه كما يبتعد عن الألم . جربي هذه الطريقة ربما تساعدك .

7- تجنبي الاجتماع مع الناس السلبيين والمتشائمين – على الأقل في هذه الفترة ريثما تقوين - , لأن روح التشاؤم تسري في النفس وتأكل المعنويات كما تأكل النار الهشيم . حاولي أن تجتمعي بالناس الإيجابيين الذين يرفعون الهمّة ويعينون على الخير .


8- التفكير بطريقة إيجابية لاستثمار إيجابيات المواقف التي نمر بها مهما كانت سلبية , فمثلاً : نستطيع أن نوظّف هذا الزهد فيما تحصلين عليه بطريقة إيجابية ,وهي أن نعتبر هذا الزهد فيم قد حققته فعلا وحصلت عليه بمثابة دافع ومحرّك لتحصيل ما هو أعلى , إذ أننا وفي سعينا إلى الله تعالى في هذه الدنيا , نضل كثيراً إذا اعتبرنا أي هدف صغير من أهداف حياتنا هدفاً نهائياً نقف في سعينا عنده , المسار الفكري الصحيح أن هذه الأهداف - مهما كانت - كلها تصب في تعزيز وتحقيق الهدف النهائي الذي ضبطنا تفكيرنا عليه وهو : أننا خلفاء الله تعالى في أرضه وعبيده, ونسعى لإرضائه .

وبالمناسبة , فإن كل محنة وفي داخلها منحة , أي كل موقف سلبي مهما كان لا بد وأن يحمل في طياته أشياء جميلة ومهمة , مهمتنا هي التنقيب عنها واكتشافها , وطالما تسلحنا بالطريقة الإيجابية في التفكير فسوف نجدها بإذن الله .

9- ولا ننسى أخيراً أهمية العلاقة القوية بالله عز وجل والدعاء له, بل والتضرع بين يديه ليساعدنا في تصحيح مسارات حياتنا لنحوز رضاه والجنة , ففيها فقط كل السعادة .. وحين تكلل جهودك بالنجاح بعد دعاء الله تعالى أن يعينك وينجح مساعيك , لا تنسي أن تشكري الله تعالى على فضله وكرمه , فهو صاحب الفضل الأول فيما وصلت إليه , وهذا الشكر والامتنان محله القلب وإذا لم يحس القلب بهذا المعنى فلا فائدة , ولكن هذا لا يعني أنك إذا شكرت الله ولم تشعري بذلك في قلبك في بداية الأمر أن تتركي الشكر, لا , بل واظبي عليه واطلبي من الله عز وجل أيضا أن يذيقك معنى الشكر في قلبك , فلا تنسي أن الله تعالى يختبرنا : هل نفعل ما نفعل ابتغاء وجهه فقط أن ابتغاء سعادة معينة , ولهذا فهو يحرمنا منها ليرى إن كنا سنثبت أم سنتراجع , ولكنه بفضله وكرمه سريعاً ما يعوّضنا حين يرى ثباتنا , فثبتنا اللهمّ حين الاختبارات وارزقنا الإخلاص وتقبل منا صالح أعمالنا .. آمين .

هذه كلماتي التي أحببت أن أنصحك بها لتعينك في الخروج من حالتك السلبية التي أنت عليها .. ولا تخافي ولا تحزني , مهما طال طريق الشفاء ومهما تعثّرتِ , ستصلين في النهاية إلى تحقيق هدفك ما دمت مصرّة وثابتة لا تتراجعين , ليس المهم أن لا نفشل ولا نتعثر في طريقنا , بل المهم أن نثبت ونتابع بعد هذا التعثر ..

وفقك الله تعالى وأعانك وثبتك , ولا تنسي أن تتابعينا بأخبارك وتطوراتك ولو بعد حين .

 
   
المستشار: أ.لمى عبد الله