هذا التراث المجيد زاخر بالتفكر وإعمال العقل في مخلوقات الله تعالى، نتيجة لحث القرآن الكريم وإرشادات السنة النبوية في هذا المجال..
وقد استجاب العلماء لذلك أيما استجابة.. مما أحدث طفرة حضارية هائلة وغير مسبوقة، وهاهي بعض آرائهم ومواقفهم الفكرية، التي تدل على سمو عقولهم، وعظمة رسالتهم، وإبداع منهجهم...
بداية ماذا يعنون بالتفكر؟ قالوا: اعلم أن التفكر معناه أن يحضر الإنسان في قلبه معرفتين ليستثمر منهما معرفة ثالثة، فإذا تفكر في السماوات والأرض علم أنها مخلوقة، وعلم أنه لابد لها من خالق، فأثمرت المعرفتان معرفة ثالثة وهي طاعة الخالق سبحانه ولزوم أمره، وكذلك إذا علم أن الباقي أولى من الفاني، ثم علم أن الآخرة أبقى حصل له من هاتين المعرفتين معرفة ثالثة وهي أن الآخرة أولى بالإيثار.
وثمرة الفكر العلوم والأحوال [علم وعمل]، ومتى حصل العلم في القلب تغير حال القلب فتغيرت أعمال الجوارح، فالفكر المستقيم هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها. فإنه إذا تفكرنا فعلمنا أن الآخرة خير من الدنيا تغيرت القلوب من الرغبة في الدنيا فرغبت في الآخرة..
قال حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزاليـ رحمه الله تعالىـ في كتاب الإحياء: قد أمر الله تعالى بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز في مواضع لا تحصى، وأثنى على المتفكرين، فقال تعالى:﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران:191] وقد قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما:إن قوما تفكروا في الله عز وجل، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدره)، وخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) على قوم ذات يوم وهم يتفكرون فقال:(ما لكم لا تتكلمون؟) فقالوا: نتفكر في خلق الله عز وجل، فقال:( فذلك فافعلوا، تفكروا في خلقه، ولا تتفكروا فيه) الحديث.
0 وعن الحسن البصريـ رحمه الله تعالىـ تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
0 وعن الفضيل قال: الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك.
0وقيل لإبراهيم بن أدهم: إنك تطيل الفكرة، فقال: الفكرة مخ العقل.
0وكان سفيان بن عيينة كثيرا ما يتمثل قول الشاعر: إذا المرء كانت له فكرة... ففي كل شيء له عبرة.
0 وعن طاوس قال: قال الحواريون لعيس بن مريم: يا روح الله: هل على الأرض اليوم مثلك؟ قال: نعم، من كان منطقه ذكرا، وصمته فكرا، ونظره عبرة، فإنه مثلي.
0وقال الحسن: من لم يكن كلامه حكمه فهو لغو، ومن لم يكن سكوته تفكرا فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتبارا فهو لهو.
0 وعن أبي سعيد الخدريـ رضى الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( أعطوا أعينكم حظها من العبادة!) فقالوا: يا رسول الله: وما حظها من العبادة؟ قال:(النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه).
0وقال وهب بن منبه: ما طالت فكرة امرئ قط إلا علم، وما علم امرؤ قط إلا عمل.
0وقال عمر بن عبد العزيز: الفكرة في نعم الله عز وجل من أفضل العبادة.
0 وقال بشر الحافي: لو تفكر الناس في عظمة الله ما عصوا الله عز وجل.
وغير ذلك من الأقوال التي تمجد التفكر وتبين مسرحه ومسراه. وليعلم أن التفكر يلزم في أنواع عديدة، منها:
أن يقف مع نفسه صبيحة كل يوم ويتساءل محاسبا لهاـ من أجل تقويمها وتصحيح مسيرهاـ: هل هو في الحال ملابس لمعصيته بها فيتركها؟ أو لابسها بالأمس فيتداركها بالترك والندم، أو هو متعرض لها في نهاره فيستعد للاحتراز والتباعد عنها.
مثال: ينظر مثلا في لسانه ويقول: إنه متعرض للغيبة والكذب والاستهزاء بالغير والممازحة والخوض فيما لا يعنيه، وهنا يتعامل مع هذا الموقف فيقرر أولا في نفسه أنها مكروهة عند الله تعالى، ويتفكر في شواهد القرآن والسنة على شدة العذاب فيها، ثم يفكر في أحواله أنه كيف يتعرض لها من حيث لا يشعر[ أي كيف يقع فيها]، ويتفكر مالا فائدة له في ذلك[ أي ما لذي يعود عليه]، ثم يتفكر كيف يحترز من هذه المهالك، ويعلم أنه لا يتم له ذلك[ أي العلاج] إلا بأمور منها: بالعزلة، أو بألا يجالس إلا صالحا وعالما تقيا ينكر عليه مهما تكلم بما يكرهه الله تعالى؛
وقبل ذلك وبعده يضع قول الله تعالى نصب عينيه، وهو:﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً﴾ [الإسراء :36-39]. ويتذكر توجيه وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف بشأن اللسان، حيث قال:( وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ).
0وما زلنا نتابع منهجية التفكر في تقويم النفس وإصلاحها، حيث ينبغي على العاقل أن ينظر أولا في الفرائض المكتوبة عليه أنه كيف يؤديها، وكيف يحرصها عن النقصان والتقصير، وكيف يصونها عن ترك الطمأنينة والرياء؟ وكيف يجبر نقصها بكثرة النوافل؟
ثم يرجع إلى كل عضو من أعضائه فيتفكر في الأفعال التي تتعلق به مما يحبه الله تعالى، فيقول مثلا: إن العين لم تخلق لرؤية المحرمات، بل خلقت للنظر في ملكوت الأرض والسماوات، وغير ذلك من الطاعات، وكذلك يقول في سمعه: إن سمعي لم يخلق لسماع الغيبة والنميمة، ولهو الحديث من الغناء، فيقول: إني قادر على استماع مظلوم وكلام ملهوف، أو استماع علم، أو قراءة ووعظ وذكر، فمالي أعطله عن وظيفته الأساسية وقد أنعم الله تعالى علي به؟ ومنحني إياه لأشكره؟ فمالي أكفر نعمة الله تعالى فيه بتضييعه وتعطيله؟!
وكذلك يتفكر في فرجه وبطنه وفي ظيفتهما الأساسية؟ وفي بقية أعضائه، وهكذا يفكر في جملة بدنه، وأولاده، وأمواله، وكل ما سيسأل عنه، بأن ينظر أن الله تعالى أعطاه ذلك ليستعين به على طاعته لا على معاصيه..، وهكذا يفكر ويصحح مسار الفكر، ليتمتع بالشخصية السوية، والصحة النفسية، وبذلك يرتقي ويسمو في مدارج الكمال الإنساني.
0ومن التفكر في الأنفس إلى التفكر في آيات الله الكونية، لتنمية العقل واتساع مداركه ومعارفه، ليصل إلى عظمة الله، وجميل إبداعه وصنعه .. يقول تعالى:﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 190-191]
فمن المعلوم لدى أهل العلم الصحيح، أن كل ما في الوجود مما سوى الله تعالى فهو فعل الله وخلقه، وكل ذرة من الذرات من جوهر وعرض وصفة موصوف ففيها عجائب وغرائب تظهر بها حكمة الله تعالى ووحدانيته وعظمته، وإحصاء ذلك غير ممكن، وكنا نشير إلى بعض منه ليكون كالمثال لما عداه.
*أقسام الموجودات والتفكير فيها: تنقسم هذه الموجودات إلى:
1) مالا يعرف أصله فلا يمكننا التفكر فيه، وكم من الموجودات مالا نعلمه كما قال تعالى:﴿ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل : 8]
2) ما يعرف أصله ولا يعرف تفصيله.
3) ما ندركه بالبصر ومالا ندركه بالبصر، أما الذي لا ندركه بالبصر فكالملائكة والجن والشياطين والعرش وغير ذلك...
ومجال الفكر في هذه الأشياء واسع جدا، ولكن الأسلم والأقرب إلى الأفهام،هي" المدركات بالبصر".. أي" عالم الشهادة ".. وذلك هو السماوات السبع والأرض وما بينهماـ الأرض وما أقلت، والسماء وما أظلتـ فالسماوات مشاهدة بكواكبها وشمسها وقمرها وحركاتها، والأرض مشاهدة بما فيها من جبالها ومعادنها، وأنهارها وبحارها، وأشجارها وحيوانها، وما بين السماء والأرض وهو الجو مدرك بغيومه وأمطاره وثلوجه، ورعده وبرقه وصواعقه، وعواصف رياحه، وفي جميع ذلك حكم عظيمة لا يعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى، وتلك هي مجال إعمال العقل والفكر، لأنها المسخرة للإنسان والتي تقع تحت مقدوره وطاقته. يقول الحق سبحانه:﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت : 53].
ومن جملة تلك الآيات المدعوون إلى التفكر فيها:
0قوله سبحانه:﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات:21]..
وعجائب البدن لا يمكن استقصاؤها، فهو أقرب مجال لفكرك، وأجلى شاهد على وجود خالقك، وعظمته وقدرته وحكمته، وأنت غافل عن ذلك، مشغول ببطنك وفرجك، لا تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل وتشبع وتنام، وتشتهي فتجامع، وتغضب فتقاتل، والبهائم تشاركك في هذه الخاصية، وإنما الخاصيةـ التي حجبت البهائم عن كمالهاـ هي معرفة الله تعالى بالنظر والتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وعجائب الآفاق والأنفس، إذ بها يدخل العبد في زمرة الملائكة المقربين، ويكون:﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً﴾.
أما إذا رضي الإنسان بشهوات البهائم فإنه حينئذ يكون أشر منها، قال تعالى في شان هؤلاء وأمثالهم:﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف : 179]،﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الفرقان : 44].
0وإذا عرفت طريق فكرك في نفسك فتفكر في الأرض التي هي مقرك، ثم ارتفع منها إلى ملكوت السماوات، قال تعالى:﴿ وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴾ [الذاريات : 20]، وقال سبحانه:﴿قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس : 101].
فانظر إلى الملكوت، لترى عجائب العز والجبروت، ولا تظن أن معنى النظر، رؤية زرقة السماء والكواكب بالبصر، فإن البهائم تشارك في ذلك، بل المراد استدلالك بالبصيرة على معرفة قدرة ووحدانية المالك، الذي قال في محكم التنزيل:﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]..
فارفع رأسك أيها الأخ العاقل إلى السماء، وانظر فيها وفي كواكبها، وفي دورانها وطلوعها وغروبها وشمسها وقمرها، واختلاف مشارقها ومغاربه، وفي دوام حركتها، وفي جريها في منازلها مرتبة بحساب مقدر لا يزيد ولا ينقص، إلى أن يطويها سبحانه طي السجل للكتب.. وتدبر عدد كواكبها وكثرتها، واختلاف ألوانها وكيفية أشكالها.. ثم انظر إلى مسير الشمس في فلكها، وإيلاج الليل في النهار، وكيف جعل الله الليل لباسا، والنوم سباتا للاستراحة، والنهار للعمل من أجل المعاش..
فياهذا، من جاء بالشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها، والنهار إذا جلاها، والليل إذا يغشاها؟!
وقد اتفق الناظرون على أن الشمس مثل الأرض مائة ونيفا وستين مرة، ومن الكواكب ما يزيد على مائة مرة من الأرض، وبهذا تعرف ارتفاعها وبعدها، ولقد أحسن القائل: والنجم تستصغر الأبصار رؤيته... والذنب للطرف لا للنجم في الصغر،
وفي الأخبار أن ما بين كل سماء وأخرى في مسيرة خمسمائة عام، فإذا كان مقدار كوكب واحد مثل الأرض أضعافا فانظر على كثرة الكواكب مركوزة فيها، وإلى عظمها وسرعة حركتها، وأنت لا تحس بحركتها فضلا عن أن تدرك سرعتها، وانظر إلى عظم شخصها وخفة حركتها، ثم انظر إلى قدرة الخالق الحكيم، الذي خاطبنا بقوله:﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء : 85]،﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [لقمان : 11].
وأخيرا وبعد ذلك، عجبا لنفس تنكر البعث ما أعماها، أما أظهر الأدلة لها وجلاها، من الذي مد الأرض ودحاها، وابتعث الغمام فسقاها؟! ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ [يس : 33]، أما في هذا دليل لها فما أشقاها ﴿أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا﴾ [النازعات: 27].. إله عظيم لم يزل إلها، وملك كبير لا يتناهى.
فيا أيها الإنسان: تفكر في أمرك، وانقضاء عمرك، وإخراجك من قصرك، والوزر على ظهرك، ومحاسبتك على سرك وجهرك، تفكر في إثبات أعمالك، وخيبة آمالك، ووقوفك وسؤالك، وربما كنت الهالك.. فاذكر وتفكر، تحظى بالقرب من ربك.
اقرأ أيضا:
إسلامية المعرفة ـ المدلول والغاية