إهداء:
إلى الباحثين والباحثات عن الحرية والسعادة...
قبل أن تقرأ
تقول بعض الكتب السابقة أنه بعد نزول آدم وحواء على الأرض، نزل آدم في الهند، ونزلت حواء في السعودية، وظل آدم يبحث عن حواء طوال النهار ويخلد إلى النوم والراحة ليلاً كي يستأنف رحلة البحث نهاراً من جديد، أما حواء فقد كانت تبحث عن آدم ليل نهار بلا راحة.
وتقابل آدم مع حواء عند جبل عرفات، ويقال لهذا سمى عرفات فعليه تعارفا، وحين عثر آدم على حواء، أخبرها أنه كان يبحث عنها طول النهار ويرتاح ليلاً، أما حواء وعلى الرغم من أنها لم تكن تترك لحظة دون البحث عن آدم، إلا أنها قالت له: "أما أنا فلم أبحث عنك، فقد كنت أنتظرك.!"
القصة كما يرويها هو:
أنا لا أدرى ماذا أصاب المرأة؟ّ! لا أدرى كيف يمكن أن تتخلى عن طبيعتها الأنثوية الجميلة التي فطرها الله عليها؟ ما هي تلك الدعاوى التحررية التي أطلقت منذ عقود، وتنادى بأشياء عجيبة تتنافى في الحقيقة مع طبيعة المرأة الفطرية ؟!
لقد اتسع الأمر ، ولا تلبث أن تجد هذه الدعاوى المستفزة اللامعقولة تتسلل إلى بيتك، وتفسد عليك حياتك...وتندهش حينما تجد أختك أو إحدى قريباتك تتحدث عنها.!
والمثير للمزيد من الدهشة أن دعاوى التحرر اتسعت لتشمل كل شيء، اتسعت لتشمل المشاعر أيضا... أمر غير معقول . وأصبح من المعتاد أن تجد زميلتك في العمل تناقش معك أموراً أتصور أنها بحاجة إلى إعادة نظر، وبحاجة لمزيد من الحياء كي يمنعها في الخوض في هذا الحديث.
نعم حديث زميلتك معك قد لا يكون خادشا للحياء أو يتعدى أصول اللياقة، ولكن من غير المعتاد أن تجد امرأة تعبر لك صراحة عن مشاعرها، أو أن أنها ترى الرجال بتصور معين، أو أنها تحلل بعض العلاقات الاجتماعية بصورة لم تسمع في حياتك عنها .
أنا لا أدرى ماذا حدث للنساء... خاصة لو وجدت في الرجل الذي تتعامل معه أنه رجل مستقيم وجاد وترى فيه زوجاً صالحاً. وقتها لن تترك فرصة إلا وتبدي اهتماماً واضحاً به، وتبدأ تظهر أمامه كل ما تعتقده من أفكار حول بعض الأمور الاجتماعية والأسرية، بل ربما تجدها تبدى له صراحة كيف أنها تريد الارتباط بإنسان له مواصفات معينة، وسرعان ما تجد كل ما أخبرتك بك ينطبق عليك بالحرف الواحد!
بل قد تتعدى هذا بمراحل، لو كانت تربيتها خالطها بعض الأفكار الغربية، أو أن الحياء لم يأخذ نصيبه من هذه التربية، خاصة لو كانت ممن أختلط بثقافات أخرى، وقد تجدها تعبر لك صراحة عن إعجابها بك، وبطريقة تفكيرك، وربما تبدأ في مديحك بشكل قد يصيبك أنت بالخجل...!
هل هذه المرأة الرقيقة البسيطة التي مهما كانت تحمل في قلبها من مشاعر فإن طبيعتها الأنثوية تحملها على كتمانها... كيف يمكن أن تعبر المرأة هكذا بكل بساطة عن مشاعرها، حتى لو كانت بريئة وهدفها خير، وهدفها الارتباط بزوج صالح، أنا لا أتصور أن أي رجل يرحب أو يقبل بهذا..
على الأنثى أن تنتبه لهذه التصرفات الحمقاء التي لن تجلب لها إلا كل استنكار وربما تؤدى بها إلى الانعزال عن العالم الذي لا تستطيع أن تحيا بدونه، عالم الرجال.! فالرجل يفضل المرأة التي تبحث عنه دون أن تخبره أنها تفعل.!
القصة كما ترويها هي:
الرجل الشرقي يعانى من ازدواجية عجيبة.!! تصيب من يتعامل معه من النساء بضيق شديد وحيرة بالغة، وعن نفسي سئمت التعامل بوجهين كي أرضى غروره وكبرياءه غير المبرر في الواقع.!
ما الذي يجعلني حين أرى تصور معين في إحدى العلاقات أو لو أن لي رأياً معيناً في أحد الرجال، ما الذي يجعلني وقتها أنكره أو أخفيه، أو أتظاهر بعكس ما في عقلي، لمجرد الحوز على إعجاب الرجل !
لماذا يرضى الرجل بالأمر هكذا، وهو يعلم أحياناً أن المرأة التي يتعامل معها تفكر بصورة مختلفة عما تخبره بها؟ ولماذا يرحب بأي فكر غير متزن وغير محكم لمجرد أن يثبت لنفسه أمام المرأة التي تتعامل معه أنه أفضل منها، أو أنه يمكنه التعامل مع الأمور أفضل منها ؟
الرجل لا يحب المرأة الصريحة الواضحة المباشرة التي تخبره بكل عيوبها وعيوبه بهدوء شديد وهى ربما تقوم بعمل آخر في نفس الوقت، وكأن التعبير الحر عن الحقيقة بحاجة إلى تعقيد الأمور.!
والرجل يخشى من المرأة الذكية، وكأن ذكاءها تعبيراً بصورة أخرى عن غبائه هو، وكأن من غير المعقول أن يكون الاثنان أذكياء.!
لقد تعبت من التعاملات مع الرجال غير الواضحين الذين يتعاملون بصورة في حين يبحثون عن صورة أخرى.
هل التعبير بصراحة ووضوح عن أنفسنا جريمة.؟ ولماذا لا يتقبل الرجال هذا، رغم أن النساء تتقبل هذا منهم... وهل التعبير عن النفس وما يجول بها قاصراً على الرجال وحدهم...؟!
إن الأمر يبدو لي وكأننا نحيا عالم ذكوري بغيض..عالم يجعلك تنافق وتتظاهر بعكس ما تبطن لمجرد أن تحصل على إعجاب الكائن المسمى بالرجل .
وعلى الرجال أن يفهموا أن المرأة الحرة هي الوحيدة القادرة على إسعاده، وعليه أن يدرك أهميتها قبل أن تلفظه نساء هذا العالم. ويظل ليل نهار يبحث عنها ثم في النهاية لا يجدها.
تمت بحمد الله
ويتبع:... رجل وامرأة...(2)
*اقرأ أيضاً :
حاجة وتلاتين مشاركة / سينما أونطة... هاتوا فلوسنا! / يوميات ولاء: باكره مصر؟ / يوميات ولاء: المدونون ما لهم وما عليهم