قد يتبادر إلى أذهاننا أن الأسر المفككة هي فقط الأسر التي بها طلاق أو وفاة أو سفر أحد الوالدين، ولكن الواقع يشير إلى أن كثير من الأسر تبدو متماسكة من الخارج ولكنها غير مترابطة من الداخل فكل في شأنه، لا أحد يهتم بالآخر أو يقف بجانبه أو يدعمه!!
ولهذا التفكك الأسري الداخلي آثاره السلبية على الزوج والزوجة والأبناء، منها فقدان الروابط الوجدانية بين الزوجين مع عدم الرضا عن الزواج وزيادة انتشار الأمراض النفسية من قلق واكتئاب واضطرابات نفسية-جسدية لدى كل منها. أما الأطفال فقد تظهر عليهم اضطرابات سلوكية من تهتهة وسرقة وكذب بل قد نجد أطفال الشوارع وأطفال يشمون النمل أو يستغلون جنسياً....
إن استمرار التفكك الأسري خطر يهدد حياتنا الاجتماعية.
لكن كيف يتم حماية أو تدارك التفكك الأسري؟
أظن أن التوعية هي الأساس... وقد تجد من يقول أن الوقاية خير من العلاج فهذا صحيح ولكن كم التفكك الأسري الموجود في مجتمعاتنا لا يعطينا فرصة كي نكتفي بالوقاية، بل علينا أن نبدأ من الآن والجهود الفردية لا تؤدي الغرض!!
فبلادنا بحاجة إلى تيسير إنشاء مؤسسات المجتمع المدني التي تسهم في توعية الناس بطرق اختيار شريك الحياة وكيفية التعامل معه، واختيار الوقت المناسب لحل المشكلات وطرق التفاوض وأنسب طرق للتعبير عن المشاعر والأفكار –الايجابية والسلبية- داخل الأسرة، وأهمية الفهم الصحيح للدين وتطبيقه للحفاظ على التماسك الأسري، ومن جانب آخر يمكن لوسائل الإعلام أن تقدم لنا أسراً تعتبر قدوة لغيرها من الأسر، وهذا نادراً ما نجده على الفضائيات!!
وتستطيع أن تنتج أفلاماً تشجع على تأسيس أسر مترابطة، ومسلسلات تشكل انطلاقة تواجه المسلسلات الغربية التي تنادي بالتفكك باسم الحرية والقيم الفردية، ويمكن للمؤسسات الدينية بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية والتربوية أن تجتهد في تقديم خدمات مشتركة على هيئة دروس توعية للمقبلين على الزواج –كما فعلت إندونيسيا وقللت من نسب الطلاق-، ودورات تدريبية تساعدنا كآباء وأمهات على تربية الأبناء والمراهقين، وإنشاء مراكز استشارات زوجية وأسرة وتربوية لتقديم الخدمات النفسية على أعلى مستوى وبأقل تكلفة، وإنشاء مواقع للاستشارات النفسية والاجتماعية عبر الإنترنت.
اقرأ أيضا:
اسمك... ودلالته / تعرف على شخصيتك من خلال رسمك / آه ه يا سنتي ... آه من المستشفى النفسي