سنسن وفيفي والمحمول
الزمان:المستقبل القريب جداً..
المكان:مصر
السياق الاجتماعي:حينما تتحول كل علاقاتنا الاجتماعية-مهما كانت-إلى مجرد رسائل إلكترونية عبر الإنترنت وأخرى قصيرة عبر أجهزة التليفون المحمول.وحينما تتخذ طبيعة هذه العلاقات شكلاً أكثر تطوراً..!
********
اللعنة على التكنولوجيا، وألف لعنة أيضاً...حينما يزيد الشوق بك لحبيبك وتشتعل نيران اللهفة للقاء، ولو حتى لسماع صوته الحنون الدافيء عبر أسلاك الهاتف...لا تجده للأسف وكأنه سحابة تبخرت في يوم حار جدا..! ولكنه ليس أشد حرارة من نيران اللهفة التي كانت تشعر بها "فيفي".. بطلة قصتنا..
ويقولون أن التكنولوجيا أطفأت نيران الحب...لسهولة الوصول للمحبوب عبر المحمول الخاص به بمنتهى البساطة..أو إرسال رسالة إلكترونية عبر الإنترنت.. يستقبلها على تليفونه المحمول لو كان مشغولا ولا وقت لديه للدخول على الإنترنت...أو فاكس سريع... أو... أو...
أحمق هو من يظن هذا..! نعم... هو حتماً.. أحمق... وسأظل أقولها عشرات المرات..
فما الحل حينما تطلب حبيبك على المحمول وتجد التليفون مغلقاً..أو خارج نطاق الخدمة؟، وماذا لو أرسلت رسالة إلكترونية ولم يرد عليها؟؟.. وأخرى على محموله ولا يرد أيضاً... أو أن شبكة الاتصالات اللعينة نفسها أصابها مشكلة تقنية سخيفة ومحاولات أخرى تكنولوجية كثيرة ولا يرد حبيبك...
ماذا أفادت التكنولوجيا هنا...لقد أشعلت القلب أكثر بنيران اللهفة والشوق، وجعلت الأعصاب تلتهب قلقاً.. وترقباً للسبب وراء عدم قدرة الحبيب على الاتصال بحبيبته...!
أو ربما هو الوجه الآخر للتكنولوجيا انه أحيانا... تتحول كل الوسائل الحديثة للاتصال إلى مجرد أدوات لا فعالية لها على الإطلاق.! ويتحول مثلاً تليفونك المحمول لقطعة جامدة باردة لا حياة فيها ولا روح...
وأعود بكم إلى فيفي التي كانت تشتعل شوقاً لسمع صوت حبيبها "سنسن"...
وكلما باءت محاولات الاتصال بالفشل تعاود بإصرار أشد ولهفة أكبر... لعل وعسى القدر يرحم لهفتها وشوقها...!
وحدثت المعجزة.... الهاتف المحمول يرن على الطرف الآخر.. وأخيرا.. أخيراً جداً... رد سنسن..
سنسن: أيوة يا حبيبتي... وحشتيني أوي... إزيك؟ عاملة إيه؟
فيفي:أخص عليك يا سنسن... كده تقلقني عليك؟ بدور عليك بقالي ربع ساعة (ربع ساعة هي وقت طويل جداً في المستقبل،ويمثل رقم قياسي غير مسبوق في البحث عن الحبيب!
سنسن:أنا آسف أوي يا روحي... كنت في اجتماع ولسة مخلصه حالاً... أنتي عارفة جوزك مشغول قد إيه.. دا أنا حتى بكلمك ومدير مكتبي بيعرض عليا البوستة.
فيفي "في ركن وبصوت خفيض لا تسمعها به الخادمة": ولا يهمك يا سيدي أنا... أنا كمان جنبي الشغالة الفليبينية واقفة على أيدها بتنضف الصالون.................................ولا بلاش نأخد ذنوب... مع إن كل اللي قلته فيها أصلا.... (فيفي لا تعتبر أن هذا سلوك خاطئ... وأنها بهذا لا تطبق وصف الغيبة بحذافيرها..!)
سنسن:معلش يا روحي استحملي... هانعمل إيه... كلهم كده.. (بيغتاب براحته ما أصل مدير مكتبه مش فاهم حاجة)... أديني فضيت لك يا ستي
فيفي:وأنا كمان خليت الشغالة تخرج برة شوية عشان أعرف أكلمك براحتي...
سنسن بزعيق جامد جداً :عاوزة إيه يا ولية أنت... أنت كل يوم تدوشيني في الشغل؟؟وأنا فاضي للعب العيال بتاعك ده؟(أصل خلاص مدير مكتب سنسن مشي وبقى على راحته مع مراته اللي المفروض بينهم احترام متبادل بغض النظر عن هم لوحدهم ولا معاهم حد)
فيفي:ما تراعى ألفاظك يا راجل أنت...في راجل محترم يكلم مراته كده؟(هي كمان لوحدها وواخدة راحتها فى الكلام)
سنسن (بالمناسبة اسمه الحقيقي سلطان):ومين اللي قالك إني محترم بقى... أنا بقى راجل قليل الأدب... وناقص رباية ومستنيكي إنتي يا ست هانم تربيني من جديد...
فيفي (بالمناسبة اسمها الحقيقي تفيدة):أعوذ بالله...كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك... وأنا كنت اتجننت ساعتها.؟؟
سنسن:لا يا أختي أنا اللي اتجننت إني اتجوزتك وأنا متعرف عليك في ديسكو أصلا.. (ونعم الناس!ونعم الرباية !
فيفي:والله يا أخويا ما حدش ضربك على إيدك...أنت اللي جيت على بيتنا زاحف تطلب إيدي...
سنسن: أهلك هم اللي لما صدقوا لقوا عريس جاهز من كله زيي...وأنت أصلا كنتي قربتي تعنسي..
فيفي: قطع لسانك من لغلوغه..والله لأخلعك على طولة لسانك...
سنسن:هأوا...دا بعدك...عندي جيش محامين ...يدوخوا بلد..لا تأخدي منى لا حق و لا باطل..طلاق ما بطلقش وخلع في المشمش ....والله لأسيبك زي البيت الوقف...
وهنا احتدمت المعركة ووصلت لمرحلة خطيرة تهدد بهدم البيت من قواعده...
فعادت حواء-أقصد فيفي-لاستخدام أسلحتها الأنثوية الفتاكة في ثقة كبيرة...
فيفي:كده يا أبو محمد... وأهون عليك برضه؟... مراتك حبيبتك أم إبنك الوحيد... تعمل معاها كده...؟
ونجحت المحاولة الأنثوية الخبيثة من تفيدة في سحب قوات سلطان السلطوية الذكورية
سنسن:ما انتي اللي حرقت دمى. يا أم محمد... بقى حد برضه يقول لجوزه حبيبه "والله لأخلعك"...؟
فيفي" وقد زادت ثقتها في فعالية أسلحتها الأنثوية":أنا أقدر برضه يا أبو ابني الوحيد...دا أنا كنت بأهزر.. بناغشك كده... بخفف عنك عناء الشغل يا روحي... وأنت طول اليوم مقطع نفسك اجتماعات وومقابلات وصفقات..
سنسن:خلاص يا حبيبتي... حصل خير.. أؤمري.. كنتي طالباني ليه؟
فيفي:أبدا يا روحي أصل الفلوس خلصت..و..
سنسن مقاطعا في حدة خفيفة: فلوس إيه اللي خلصت ؟ كان في 100 ألف جنيه في الدولاب...راحوا فين...إوعي تكون البنت الشغالة بنت الــــ..... مدت إيدها...البودي جارد يقطعوها...ويرموها للكلاب..!(بلا قانون ولا بتاع إحنا ناس بنأخد حقنا بدراعنا..!)
فيفي:لا يا حبيبي ما تخافش مراتك مفتحة عينيها كويس..
سنسن:أمال؟
فيفي: أبدا يا روحي جبت خاتم السولتير اللي شفته أول امبارح في محل في مصر الجديدة لما كنا بنحضر فرح سوسو (اسمه الحقيقي سمير) ابن عمك...! وبعدين أنت عامل أزمة ليه... دول شوية فكة... ولا خسارة فيا...؟
ورغم التكييف البارد الذي يجلس فيه سنسن بيه إلا أنه بدأ يتصبب عرقاً من الصدمة..وبدأ في فك رباط عنقه في توتر... وهو يقول لنفسه.. (أيوة ما أنت أصلك من ........عمرك ما شفتي حاجة...وفاكراني بدق الفلوس ولا بطبعهم في مطبعة أبويا!)
فيفي مواصلة استخدام أسلحتها الأنثوية بمهارة تحسد عليها: إيه يا سنسن يا حبيبي مش بترد ليه؟
سنسن: لا أبداً...أصلى بفكر أعدي على البنك اسحب 100 ألف زيهم وأسيبهم في الدولاب... شوية فكة يعنى لو احتاجتى حاجة..!
فيفي: تعيش لي يا جوزي يا حبيبي .... يا ريت كل الأزواج زيك...ما كانش بقى في مشكلة... ولا زوجات تزعل من أزواجها..
سنسن: وهو يضغط على أسنانه من الغيظ : ويا ريت كل الزوجات كانت زيك... كانت.......... الدنيا بقت جنة...
فيفي: أنت اللي ذوق وأبو الذوق كله (أه طبعاً...ما هايمون الدولاب تاني ب100 ألف...لازم يبقى ذوق..وأحلى يوم في عمرك يوم ما اتجوزتيه...قاعد على بنك فلوس!)
سنسن: إنتي اللي بلسم يا عمري... (هو طبعاً يقصد عمره الذي يندم أنه عاشه..!)
أنا بس هأضطر أسيبك دلوقتي عشان عندي شغل...
فيفي: طيب يا حبيب قلبي...بس ما تنسانيش ...مشوار البنك...
سنسن: وأنا أقدر برضه... أنا أنسى نفسي وما أنساكيش (الراجل إتعلم هو كمان إزاي يأكل بعقلها حلاوة..!)؟..يلا مع السلامة...أشوفك على ...خير...
فيفي: ألف سلامة يا عيوني.. (هي تقصد عيون حولة غير عينيها ...!)
وضع سلطان السماعة وهو يقول لنفسه: وأنا إيه اللي خلاني أتجوز وأخلف...ما كنت قضتها جواز عرفي وخلاص....ولما أزهق منها كنت أرمي لها قرشين وخلصنا ولا مسئولية ولا هم(الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فقد رغب عني..حديث شريف.)
وعلى الطرف الآخر كانت تفيدة تنعى حظها العاثر وتقول لنفسها: حمار...فاكر إني هأقعد له في البيت خدامة ليه ولإبنه ويتعايق بيا في الأفراح والمناسبات من غير تمن لقعدتي في البيت وأنا معايا بكالوريوس رمي الطوب والشرشحة الرفيعة بتقدير امتياز (لو أمرت أحداً أن يسجد لبشر لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقها عليه"حديث شريف").
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع....
سنسن وفيفي والمحمول
تمت بحمد الله
ويتبع :........... رجل وامرأة (4)
*اقرأ أيضاً :
عندما تقول المرأة : أنا عتريس / يوميات ولاء: بحب السيما... وأنا كمان / وكأنني امرأة أخرى / يوميات ولاء: حتى مسح الجزمة / حاجة وتلاتين مشاركة مستشار