رجل وامرأة (3) (هو بقى باباوهي بقت ماما)
أرجوكَ حِس بي... أرجوكِ افهميني
القصة كما ترويها هي:
أشعر أنني تزوجت إنساناً آخر غير الذي عرفته وأحببته من كل قلبي، وأتذكر كل أيامنا السابقة بكل ألم وحسرة لأنها مضت وبلا رجعة!
زوجي أصبح لا يهتم بي، ولا يشعر بي بالمرة، ولا يشعر بمشكلاتي الكثيرة، ولا يساندني في مواقف حياتي، وأصبحت أشعر أنه لم يعد يبالي سوى بتوفير المال للبيت فقط، وكلامه معي أصبح عملياً للغاية، وكلما شكوت له من أمر ما أو من مشكلة ما، اندهش حينما لا يهتم بكل آلامي وإحساسي بالمشكلة وكيف أنني أعاني منها، ويتحول نحو حلول سريعة للموضوع، ويبدأ في تحليل الموقف وشرحه لي مرة أخرى من جديد من وجهة نظره ويبين لي إذا ما كنت مخطئة أم لا...
هذا ما يفعله ويتجاهل كل ألمي وإحساسي بالمرارة من الموقف أو المشكلة! وكأن مشاعري وطريقة استقبالي للموقف لا تعنى له أي شئ المهم أن ينهى الحديث بتقديم حل ويتغاضى تماماً عن حالتي النفسية! فهو لا يطيب خاطري مثلا بكلمات حانية أو يربت علي في تعاطف، أو حتى يخبرني أنه يشعر بما أشعر به، انه لا يفعل هذا أبداً، فأنا حين أشكو له موقف أو مشكلة ما لا يكون الهدف الوصول لحل المشكلة بقدر ما يكون لدى رغبة أن أشعر أنه يحس بي ويقف بجواري ويساندني وكم يكون "قاسياً" حينما يتجاهل كل هذا، ويتحول الموقف كله لديه إلى مجرد جمل مقتضبة، وكأنه يريد إنهاء الحوار سريعاً.
ثم إن زوجي لا يشاركني اهتماماتي أبداً، كل تركيزه على مباريات كرة القدم والرياضة بصفة عامة، التي كثيراً ما تأخذه منى، وحتى الأفلام الأجنبية التي أحبها كثيراً ما يصمم على مشاهدة فيلم من أفلام الحركة المثيرة ملئ بمشاهد العنف والأحداث المتلاحقة والخدع السينمائية، وحين أخبره أن نذهب لمعرض فني أو نشاهد فيلما إنسانيا رومانسيا أو اجتماعيا لا يهتم ويتعلل بالانشغال الشديد، بل ربما يفضل الجلوس مع أصدقائه لمشاهدة مباراة لكرة القدم، وكأن الرياضة أهم مني ومن مشاركتي اهتماماتي.
أرجوك يا زوجي العزيز.... حس بي!
القصة كما يرويها هو:
أنا متحير جداً من زوجتي ولم أعد أفهمها، فهي كثيرة الكلام والوصف للمواقف والأحداث والتعليقات على الأحداث اليومية، بشكل لا أجد له مبرراً فقد تقوم بوصف نفس الموقف بأكثر من طريقة أو بأكثر من إحساس فهي مرة حزينة من موقف ما وهى أحياناً غاضبة من نفس الموقف مما يزيد حيرتي! لماذا لا تقوم بتحديد المشكلة بشكل محدد وبعبارات قصيرة واضحة؟ ولماذا تغضب إذا قدمت لها حلاً للمشكلة، هذا هو أفضل ما يمكن فعله في هذه الظروف إعادة صياغة الموقف من أجل الوصول لحل له أما الحديث الكثير عنه بأشكال مختلفة فهو غير مجد على الإطلاق.
ثم إن زوجتي هذه التي تشكو من عدم إحساسي بها هي نفسها التي تثير غضبى منها في مواقف مشابهة، فحين أكون حزيناً أو متألما ًلأمر ما ألجأ إلى الجلوس بمفردي والانفراد بنفسي، الجأ إلى الوحدة مؤقتاً بعيداً عن الناس جميعاً بما فيهم زوجتي، وكم كانت سخيفة حينما جلست بجواري عند وفاة أحد أقاربي، وأظهرت تعاطفها معي بل طلبت منى التعبير عن حزني صراحة حتى ولو بالبكاء!
وكم ضايقني هذا، فإذا كنا كلنا بشر نضعف ونبكى، فأنا أكره أن تذكرني زوجتي بهذا وأكره أن أبكى أمامها، وعليها أن تدرك وتفهم هذا جيدا ً فلو أردت البكاء أمامها فسأفعل بدون طلب منها عليها فقط أن تتركني بحريتي تماماُ في لحظات الألم والحزن، ثم إن عليها أن تكف عن تقديم النصح لي ليل نهار على طريقة (أبله الناظرة)! فأنا حين احتاج النصيحة سأسألها ولا داعي لأن تتطوع هي وتسدي ليل النصائح باستمرار لأن هذا يشعرني بفقدان الثقة ويشعرني بعدم قدرتي على الفعل أو التأثير، وزوجتي للأسف لا تهتم ولا تكلف نفسها بالاشتراك معي في الأنشطة التي أفضلها، فهي لا تفهم في قواعد لعب كرة القدم ولا تهتم بأي رياضة بالمرة وهذا ما يجعلني الجأ للأصدقاء كي يشاركوني المشاهدة والتعليق على هذه المباريات، ولو كانت حتى سألتني عن قواعدها وعن بعض المعلومات عنها لأصبح هناك اهتمام مشترك بيننا بدلا من اهتماماتها التي لا تروق لي!
أرجوكِ يا زوجتي العزيزة.... افهميني!
ويتبع :........... رجل وامرأة سنة أولى زواج 5
*اقرأ أيضاً :
لسه جوانا شيء يعشق الحياة !/ العنوسة مشهد مختلف مشاركة1/ يوميات ولاء أسئلة كثيرة وإجابات أقل/ الرجال أوغاد حتى يثبت العكس!!