رجل وامرأة 4
قبل أن تقرأ
أشارت أحدث إحصاءات الطلاق في مصر أن هناك حالة طلاق تقع كل ست دقائق! أو ما يساوى عشر حالات طلاق في الساعة! غالبية هذه الحالات تقع في السنة الأولى من الزواج!
القصة كما ترويها هي
لقد اختلف زوجي كثيراً بعد الزواج، لقد أصبح شخصاَ آخر، لم أكن أتخيل هذا! كان يقيني بأني سأكون أكثر سعادة من الأخريات يؤكد لي أنه لن يختلف وأن صورته أمامي لن تتغير، لكن للأسف وللألم تغير زوجي!
لم يعد يقابلني بالابتسام المعهود، ولا بكلماته الرقيقة الحانية، ولم يعد يستمع لي، وحتى حين يفتح بيننا باب حوار يفاجئني بعدم الاهتمام وعدم المبالاة مما يشعل أعصابي، ويجعلني أحترق داخلياً. وحتى إذا تحادثنا معاً– وهذا أصبح نادر الحدوث فعباراته مختصرة بشكل مستفز، وكلامه محدود ومحسوب وكأنه يحادث رئيسه في العمل! وليس زوجته!
هو لا يهتم بالتفاصيل، ولا يستمتع باللحظات البسيطة الجميلة التي كانت تسعده من قبل، وكثيراً ما شاركني فيها... قبل الزواج، فهل الزواج فعلاً يميت الحب؟! هل أخطأت في شيء.. إنني مثلما كنت، ولا أزال أسعى دائماً لإرضائه، وتوفير جو هادئ سعيد له، أبحث عما يحقق لنا حياة هنية، لكن هو لا يقدر هذا! وكأن ما أفعله من أجله شيء عادى، أو تقليدي أو تستطيع كل الزوجات أن تفعله من أجل أزواجهن.
إنه لا يشعرني أبداً بتقديره لما أفعل، ولم يعد يعجب بأي شئ مما أقوم به.. يا له من مغرور! نعم، هو كذلك، واثق من نفسه لحد الغرور، قلة حديثه معي، وقلة اهتمامه بكلامي، وآرائي خير دليل على غروره هذا، إنه حتى لم يعد يستمع إلي، ولم يعد يهتم بما أقول.
إنه لم يكن كذلك قبل الزواج، لقد كانت شخصيته قبل الزواج تنبئ أنني سأعيش الجنة على الأرض، ولكن يبدو أنني كنت واهمة. ما أن مضت شهور على زواجنا حتى تحول إلى شخص آخر مشغول مهموم متجهم قليل الحديث، هناك شيء ما خطأ بالأمر، أنا غير سعيدة معه. ماذا عساي أن أفعل كي أستعيده ثانية كما كان قبل الزواج؟
القصة كما يرويها هو
الزواج شيء صعب، وبحاجة إلى شخص مختلف. أنا لا أدرى كيف يتعايش كل هؤلاء الرجال المتزوجين على وجه الأرض مع زوجاتهم؟ وكيف يمكنهم التكيف مع هذه المعاناة، ومع هذا الحصار المفروض عليه طوال الوقت المتواجد فيه بالمنزل، المكان الوحيد الذي يبحث فيه الرجل منا عن الهدوء والراحة والسكينة.
لقد نست المرأة دورها الحقيقي من توفير الحب والرعاية والحنان لزوجها، وتحولت لمصاص ضخم لموارده المالية ولمشاعره، وحتى لحريته، أنني أشعر أنني أفقد حريتي من كثرة الأسئلة حول العمل وحول الزميلات، وحول الأصدقاء وأوقات الدخول والخروج من المنزل ومن أرافقهم في خروجي. هل هذه حياة؟ لقد اشتقت لحياة الحرية.
ثم إن المرأة هذه لا أفهمها، تتصور أن الحياة وردية وأنني شاعر متيم بالحب والوله، ومن واجبي اليومي أن ألقى على مسامعها قصائد الشعر الملتهبة ليل نهار في حبها وعشقها الذي لا يساويه عشق رجل امرأة، وتتصور أنه من المفروض أن أصنع لها كل يوم مفاجأة رومانسية ترضى شخصيتها (غير المفهومة على الإطلاق)، مرة هدية"بلا مناسبة" ومرة الذهاب لمكان مبهر، وأخرى باقة ورد بلا مناسبة أيضاً، هي لا تتخيل كم الأعباء الملقاة على عاتقي، ولا تتصور مدى كدي وتعبي من أجل توفير مستوى معيشي مقبول وسط ارتفاع جنوني مسعور في أسعار كل وأي شيء.
ثم هل لاحظتم كلامي؟ محدد وواضح، ومركز، أما هي فحين تعبر عن رأيها أو تريد إخباري بشيء مهما فهي كثيرة التفاصيل، كثيرة المقدمات، بلا مبرر، لماذا لا تحدد ما تريد قوله مباشرة؟ لماذا تحيرني بتفاصيل لا أهمية لها؟ ثم لماذا دائماً تطالبني بالحديث المستمر معها؟ ولا يحلو لها هذا الحديث إلا وقت وصولي من العمل، في أكثر الأوقات شوقاً لفعلين في غاية الأهمية: الحصول على حمام دافئ، ثم الحصول على وجبة ساخنة دسمة تعوضني عن تعب يوم كامل من أجلها...نعم، من أجلها.
هي تريد أن أقول لها أحبك كل يوم، ولا تدرك أنه يكفى أن أقولها بلساني مرة واحدة ثم أظل أقولها لها بقية حياتي بأفعالي، هي تريد الكلام المعسول المنمق الرومانسي، وأنا أرى أن الأفعال هي خير دليل على الحب. ليتها تدرك هذا.
اعترافات أنثى: متهمة بــ..الرومانسية !/ عندما تقول المرأة : أنا عتريس ...! / يوميات ولاء: لو كنت كفيفة / ليسوا وحدهم أصحاب الديك البلاستيك !