المساندة النفسية لمتضرري الحروب والكوارث
تسعى التخصصات المختلفة للعمل على تقليل الآثار السلبية الناجمة عن ما يتعرض له الأفراد حين يمرون بأزمات أو كوارث من قبيل الحروب أو الأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين وغيرها... ومن بين هذه التخصصات أو على رأسها يأتي مجال الخدمة النفسية، والذي يهتم بسلامة الفرد النفسية، ومساعدته على إعادة القدرة على التأقلم مع الأوضاع التي يمر بها أو مرت به..
وتبلور ذلك من خلال ما عرف "بالمساندة النفسية" والتي تعنى في أبسط تعريف لها إمداد الفرد الذي وقع تحت ضغط أزمة ما سواء كانت عامة أو خاصة بالدعم النفسي، وإحساسه بالمشاركة، ومساعدته على التنفيس عما يجول بخاطره، ومساعدته كذلك على إعادة تنظيم أفكاره، من خلال استبصاره بالخبرة التي مر بها، مما يمكنه من التخلص التدريجي من أثارها، وتقليل أو علاج ما خلفته من اضطرابات أو تشويهات فكرية أو انفعالية.
هذا.. ويقوم بدور المساندة النفسية غالباً أخصائي نفسي مدرب، حتى يتمكن من التعامل مع ضغوط الأفراد بطريقة حرفية ومهنية سليمة، فمن المفترض أنه يقوم بتشخيص الحالة، ثم علاج ما يمكنه في حدود خبرته وتأهيله العلمي، أو التحويل للمختص لو كان هناك ما يخرج عن قدرته على التعامل معه كالتحويل للطبيب النفسي.
وتتفق معظم الكتابات التي تتناول فرق المساندة النفسية على ضرورة أن يشتمل الفريق على أخصائي نفسي مدرب، بالإضافة إلى طبيب نفسي، كذلك يشتمل الفريق على أخصائي اجتماعي.
هذا بالإضافة إلى المتطوعين من غير الدارسين الذين يتم تدريبهم بحيث يمكنهم المساعدة في مثل ذلك. ويتم التدريب على عدة مهارات للفريق الذي يقدم المساندة النفسية للمتضررين في الأزمات المختلفة منها:
1- التدريب على أساليب التواصل الفعال، والتي تشمل:
أ- تكوين الألفة مع المتضرر.
ب- الاستماع الفعال مع المتضرر.
ج- تفهم الإشارات الجسدية أو غير اللفظية التي تصدر عن الفرد.
د - القدرة على ضبط الانفعال مع إظهار قدر من التعاطف الإيجابي.
2- التدريب على تشخيص الاضطرابات المختلفة التي يشيع ظهورها في مثل هذه الحالات ، والتي تشمل:
1- كافة أعراض عصاب ما بعد الصدمة.
2- القلق
3- المخاوف
4- اضطرابات الذاكرة
5- الاكتئاب
إلى غير ذلك من الاضطرابات مع الإلمام بأعراض كل منها لتشخيصه. وما يجب التنويه إليه إلى أن المساندة النفسية على الرغم من كونها اصطلاحاً عاماً يصلح للمواقف المختلفة إلا أنه هناك فروقاً نوعية يجب أخذها في الاعتبار، مثل:
المساندة النفسية للأطفال
والتي تحتاج لخبرة في التعامل مع الأطفال، فالطفل قد يصعب عليه التعبير عما أصابه في صورة كلمات ، كما يصعب علينا توصيل ما نريده له بنفس الطريقة وهنا يجب أن نكون على دراية بالوسائل الأخرى والتي تشمل:
1- الرسم:
فرسوم الأطفال تعبر عما يجول بخاطرهم، كما تعبر عما يعانونه من أزمات داخلية، ولكي يتم استخدام الرسم بطريقة فعالة في تشخيص اضطرابات الأطفال، يجب أن يكون الأخصائي القائم بذلك مدرب على تفسير رسوم الأطفال، وفهم ما تعبر عنه..
2- اللعب:
واللعب هو أحد الوسائل أيضاً التي يعبر الطفل من خلالها عن رغباته، وعن أزماته ، فقد يفعل الطفل بدميته ما قد تعرض له، وقد يخرج فيها ما يفتعل داخله من عدوان أو قلق أو توتر أو خوف أو...
3- السيكودراما:
والمقصود بها عمل فني مسرحي، يصنعه الأطفال في مجموعة، يعبرون بها عما رأوه لإخراجه إلينا كي نفهم ما عانوه، ونتمكن من معاونتهم.
وللمساندة النفسية مجالات عدة، وقد اشتركت كمستشار نفسي لفريق المساندة النفسية لمساندة متضرري البورصة مع أحد فرق صناع الحياة، وكنا ننوى أن نكمل مشوارنا بالمساندة النفسية لأولياء أمور المعاقين، والمساندة النفسية للمسنين، وقد شكلنا فريق لذلك، نتمنى أن نكمل ذلك.
وسوف نتناول في سلسلة من المقالات النواحي التعليمية للمساندة النفسية للمهتمين فانتظروني....
ويتبع........... أ.ب مساندة نفسية هيا نتعلم (2)
*اقرأ أيضا:
شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / تخيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله / اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 .