إدمان الفتوحات العاطفية (سيكولوجية متعددي العلاقات)
أنماط التعدد
1- النمط الدونجواني: سبق الحديث عنه.
2- النمط الهستيري: وهو أكثر في النساء، حيث تميل المرأة الهستيرية إلى الاستعراض والإغواء لكثير من الرجال بهدف جذبهم إليها، وهذا يعوض إحساسها بعدم الثقة بنفسها ويعطيها إحساسا بالقيمة والاهتمام ممن حولها، كما يعوض برودها العاطفي والجنسي (على الرغم من جاذبيتها وسحرها الظاهرين). والنمط الهستيري لا يرغب في العلاقات الجنسية وإنما يحب مقدماتها، ويهتم أكثر بالجوانب الرومانسية.
3 – النمط النرجسي: سبق الحديث عنه
4- النمط السيكوباتي: وهو الشخص الذي يعيش على هواه ولا يهمه القوانين أو الأعراف أو القيم، ولا يتعلم من أخطائه ولا يشعر بالذنب تجاه أفعاله، وهو يكرر علاقاته حيثما توجد المتعة بصرف النظر عن أي اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو قانونية أو دينية. وهذا الشخص نجد سلوكه منفلت اجتماعيا وأخلاقيا وفى كل جوانب حياته، وهو يعيش ليستغل الآخرين لتحقيق أهدافه دون مراعاة لأية ضوابط، وكثيرا ما يقع تحت طائلة القانون في جرائم مالية أو أخلاقية.
5- النمط الهوسي: وهو يتميز بالنشاط الزائد ينتاب الشخص على فترات منتظمة أو غير منتظمة، ويتبدى هذا النشاط في صورة كلام زائد وحركة زائدة واندفاع وزيادة في الرغبات العاطفية والجنسية، وربما نجد رجلا (أو امرأة) معروف عنه العقل والاتزان في حياته، ولكنه فجأة بدأ يقوم بأفعال متهورة على المستويات العاطفية أو الجنسية على غير المعهود عنه في حياته السابقة، وهنا يجب أن يحضر في ذهننا احتمالات الإصابة بنوبة تحت هوسية أو هوسية.
6 – النمط الإدماني: وهو الشخص الباحث عن اللذة والمتعلق بها سواء في المخدرات والمسكرات أو في الأشخاص، فالآخر (أو الأخرى) بالنسبة له (أو لها) مجرد موضوع للذة والمتعة فقط، ولهذا يتعدد شركاء اللذة كما تتعدد أنواع المخدرات والمسكرات. وقد أصبح هناك ما يسمى بإدمان الجنس عند بعض الأشخاص وهم المشغولون طول الوقت بالموضوعات الجنسية ولا يشبعون أبدا منها (وكأنهم يشربون من ماء البحر) ويتفننون فيها وينوعون من مصادرها، وهذه حالات تحتاج إلى تقييم نفسي وطبي وتحتاج للعلاج.
7 – النمط البغائي: وهو الشخص الذي تتعدد علاقاته (أو المرأة التي تتعدد علاقاتها) بغية تحصيل منافع مادية أو اجتماعية أو سياسية، فالعلاقة بالنسبة له (أو لها) نوع من المكاسب الشخصية. وهذا النمط ليست لديه رغبات عاطفية أو جنسية يعدد علاقاته من أجلها وإنما هو يبحث عما يعود عليه من المنفعة من أي علاقة، وكأنه مثل البغي التي تبيع جسدها مقابل الثمن الذي تقبضه ولا تستشعر أي شيء في علاقاتها.
8 – النمط العدواني (السادي): والعلاقة عنده نوع من التسلط والعدوان على الطرف الآخر حيث تمنحه العلاقة سلطة وتحكما في الآخر فيلعب بمشاعره أو برغباته واحتياجاته فيعطيه وقت الرضا ويمنع عنه وقت السخط ويراه يتعذب في لحظات الاحتياج والاضطرار ويستمتع هو بذلك أيما استمتاع. والعدوان قد يكون موجها نحو الشريك الأصلي (الزوجة)، فكأنه بالعلاقات الكثيرة يريد أن يؤلمها ويحرق قلبها بالغيرة نكاية وعدوانا وشماتة، أو هي تريد بعلاقاتها أن تطعنه في رجولته وكرامته ردا على إهانة أو خيانة سابقة (جرّب نار الغيرة).
9 – النمط الاعتقادي: ويكمن خلف هذا معتقد ديني يبيح التعدد وربما يحبذه، وهنا نجد أن التعدد تحكمه ضوابط وإجراءات، ولكن الشخص ربما يستغل هذا المعتقد الديني لتمرير نزواته ورغباته في التعدد فيسئ إلى ذلك المعتقد ويستعدى الناس عليه بغير حق، فهناك أناس يمارسون تعدد الزوجات ويقولون بأنهم يحيون سنة التعدد، على الرغم من أنهم لا يؤدون الفرائض (مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد في سبيل الله)، فكأنهم يختارون من السنن والفرائض ما يوافق هواهم ويحقق لذاتهم.
10 – النمط الفكري (الأيديولوجي): أما في النمط الفكري فإن التعدد يكون منفلتا بلا حدود وهو ما يطلق عليه بالمشاعية الجنسية حيث لا يشعر الشخص بأي حواجز تحول بينه وبين الممارسات الجنسية بأي شكل ومع أي شخص.
أثر التعدد على طرفي العلاقة:
* على الزوجة التي يعدد زوجها من علاقاته (أو العكس): يختلف الأثر من حالة لحالة، ففي بعض الحالات نجد الزوجة تغضب وتكره زوجها وتشمئز (تقرف) من معاشرته، أي أنها توجه عدوانه للخارج تجاه زوجها الخائن، وفى حالات أخرى ينتابها الإحساس بالنقص وتفقد ثقتها بنفسها، أي أنها توجه مشاعرها وأفكارها إلى الداخل تجاه نفسها، وتبدأ في رحلة بحث وتساؤلات: لماذا تركني زوجي وذهب إلى أخرى؟... ماذا ينقصني؟... ماذا فعلت له؟... وماذا أفعل لكي أسترده أو على الأقل لكي لا أسمح لها بالانتصار عليّ؟... وقد تقوم الزوجة بعمليات تعويضية، فتبالغ في زينتها أو في الاهتمام بزوجها أو تبالغ في الإحساس بالذنب أو بالغضب أو بكليهما معا.
وقد تلجأ إلى السحر والشعوذة في محاولة لاستعادة قلب زوجها أو في محاولة لصده عن الأخرى، وبعضهن ربما تحاول الاستعانة بالسحرة لربط زوجها حتى لا ينجح في علاقته بغيرها (هو اللي جابه لنفسه). وبعض الزوجات تنشط لديهن مشاعر الأنوثة بعد فترة خمول أو فتور وتندفع نحو زوجها بهذه المشاعر وكأنها تريد أن تنتصر بسلاح أنوثتها على غريمتها التي خطفت زوجها. وقد تصحو مشاعر الزوجة التي يعدد زوجها ولكن تلك المشاعر لا تتجه إليه وإنما تتجه إلى غيره خاصة وأن الزوجة في هذه الحالة يكون لديها دافع خفي (في عقلها الباطن) للثأر من زوجها ورد الصفعة له وكأنها تقول له "سأطعن رجولتك كما طعنت أنوثتي" أو "ذق من نفس الكأس" أو تحاول أن تستعيد ثقتها بنفسها تلك الثقة التي اهتزت بسبب سلوك زوجها وخيانته لها، وكأنها تجرب أنوثتها وتختبرها من جديد وتحاول أن تطمئن أنها ما زالت قادرة على العمل.
وبعض الزوجات اللائي يعدد أزواجهن في علاقاتهم يجدن أنفسهن مدفوعات بوعي أو بغير وعي في علاقات خارج الزواج، على الرغم من عزوفهن عن ذلك من قبل، وبعضهن يشعرن بالذنب لذلك وبعضهن الآخر لا يشعرن وكأنهن يقلن "ألم يخن هو.. ومن حقي أنا الآن أن أفعل مثل ما فعل" وقد يدفع أحد الطرفين شريكه لعلاقات متعددة، وقد يكون هذا الدفع صريحا أو مستترا، وهذا نجده فيمن لديهم ميول جنسية مثلية (الشواذ يعنى)، وكأن الطرف الآخر من خلال علاقاته المتعددة يحقق لهم رغباتهم التي لا يستطيعون تحقيقها.
وأصحاب الجنسية المثلية الظاهرة أو الكامنة حين يكتشفون العلاقات الأخرى لزوجاتهم (أو أزواجهم) ربما يعلنون رفضهم وغضبهم ظاهريا ولكنهم يتقبلون الأمر(على غير المتوقع في مثل هذه الأحوال)، ولا يقومون بأي فعل يوقف هذه العلاقات فهم يرضون بها في أعماقهم وربما يظهر هذا الرضا عليهم فعلا فيلبسونه ثياب التسامح أو الطيبة. وقريب من هذا الزوجة التي تقوم بدور الأم فهي تتعامل مع تعددية علاقات زوجها كأم تتعامل مع ولدها "الشقي" فهي في داخلها ربما تشعر بالسعادة أن ابنها كبر وأصبحت الفتيات يجرين وراءه، وربما تنهره ظاهريا ليكف عن هذا ويلتفت لدروسه أو عمله، ولكنها في داخلها تفرح من أجله وتفخر بمغامراته وتتندر بشقاوته (قالت لي إحداهن: أنا أعذره لأن البنات من حوله غاية في الجمال والدلال وأنا أدعو له ربنا يهديه ويبعدهم عنه !!).
* على الشخص المعدد: تنتابه مشاعر متناقضة تختلف توليفتها من حالة لأخرى. فبعض الأزواج يقيم علاقة بأخرى نكاية في زوجته وعدوان عليها وهنا يشعر بالتشفي في زوجته وربما يتعمد أن يجعلها تعرف بعلاقاته ليؤذى مشاعرها. وهناك أشخاص يشعرون من داخلهم بالزهو والفخر مع كل علاقة جديدة، وهؤلاء أيضا لا يهتمون بإخفاء تلك العلاقات بل إن من احتياجاتهم أن تظهر ولكن بشكل فيه حبكة درامية بمعنى أنهم يبدون وكأنهم يخفون هذه العلاقة ويضفون حالة من الغموض والحيرة ثم تتكشف العلاقة بشكل مثير يسعد هو به.
وهناك نمط من المعددين يكون مدفوعا لذلك باحتياجات غير مشبعة من شريكه ولكنه في ذات الوقت يحمل مشاعر إيجابية تجاه هذا الشريك الأصلي ولهذا نجده يشعر بالذنب في داخله ويعتبر أنه خائن لهذا الشريك المخلص وأنه لا يستحق إخلاصه ووفائه وأنه إنسان سيئ، ومع هذا يتورط في علاقاته المتعددة مدفوعا برغبات وميول متعددة، وهذا الشخص يحاول التكفير عن مشاعر الذنب لديه فيغدق مزيدا من الحب على زوجته ويشترى لها الهدايا ويتودد إليها وكأنه يطلب منها السماح وربما تتحسن علاقته العاطفية والجنسية بها أكثر من ذي قبل، وهو يحاول بكل ما يملك من حيلة أن يخفى علاقاته الأخرى حفاظا على مشاعر زوجته وكأنه يرى أن تلك مشكلته واحتياجاته الشخصية وزوجته يجب أن لا تدفع ثمن ذلك بأي حال من الأحوال، وهذا النوع ربما يتوقف عن علاقاته إذا أحس باحتمال أن تعرف الزوجة أو أن تكون الزوجة قد عرفت فعلا.
وهناك نموذج الزوج الذي يشعر بالدونية تجاه زوجته حيث تتفوق عليه بنسبها أو مالها أو علمها أو شخصيتها، وهو يريد أن يتغلب على هذا الإحساس بداخله، فيقيم علاقات خارج إطار الزواج ويهمه في هذه الحالة أن تعرف زوجته، وكأنه يبعث إليها برسالة يقول فيها: "أنا رجل حقيقي ترغب فيّ النساء.. أنا أقوى منك.. أنا أفضل منك.. احمدي ربنا أني اتجوزتك.. أنا ستات كتير بيموتوا فيّّ" (شوف الراجل العيّل).
ويتبع>>>>>>: إدمان الفتوحات العاطفية (4)
واقرأ أيضًا:
نفسي عائلي: زواج ثاني Second Marriage / نفسي عاطفي علاقات متعددة Multiple Relations / نفسي عائلي: خيانة زوجية Marital Infidelity