تحيرت بأيهما أبدأ فكلا منهما تستحق أن تكون الأولى في أي مكان تحل فيه وفي أي وعي تشرفه بالزيارة، لذلك قررت حل المشكلة باللجوء لحيلة الترتيب الأبجدي، وأستأذنهما في ذكر اسميهما مجردا من الألقاب كما يحل في الوعي الخاص والعام بشكل مباشر، فهما مناضلتان على خطوط الدفاع الأعمق، والمناضلات لا يحتجن لألقاب حيث يصبح للاسم وحده وزنا وبريقا وعمقا يغنيه عن أي إضافة ربما يحتاجها بقية الناس ويحرصون عليها. وقصة كفاح هاتين البطلتين تصلح لأن تكون حدوته مصرية جميلة نحكيها لأبنائنا وأحفادنا ليس فقط قبل النوم وإنما عند الصحو، وهى حدوته ربما لا تحوى كلاما كبيرا أو لافتات ضخمة لا تحبها البطلتان، وإنما جهد حقيقي صادق وبسيط ومحب على مستوى إنساني رفيع، وذات طابع جمالي في الشكل والموضوع، حيث تصلح كلا من البطلتين لتكون أميرة في عالم الأحلام واليقظة على السواء. والآن نكتفي بالمقدمات ونبدأ الحدوتة:
كنت عائدا من مكة إلى الطائف في ليلة من الليالي الشتوية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي (ألم أقل لك أنها حدوته) وبينما أنا أقود سيارتي على الطريق الجبلي يحوطني الظلام من كل جانب، أدرت مفتاح المذياع وقلبت في المحطات فسمعت صوتا أثار شجوني، لقد كانت بثينه كامل تقرأ النشرة أو تذيع برنامجا خاصا (لست أدرى على وجه التحديد فقد شغلتني وجدانات الموضوع عن حقيقته) وجاء الصوت مصريا خالصا دافئا واثقا مطمئنا صحيحا على الرغم من تشويشات الإرسال، بل إن اختراق هذا الصوت الصافي للتشويشات أعطاني إيحاءا مهما وهو أن سلبيات الحياة المصرية والتي تركت مصر بسببها في ذلك الوقت لا يمكن أن تحجب صوتا صادقا نقيا نافذا مطمئنا مثل صوت بثينه كامل، ولم تكن الإذاعة المصرية تصلنا في هذا المكان من قبل لذلك كان وقع الصوت في هذه الظروف كمفتاح لوجدانات وطنية مصرية تتأجج في الغربة وفى ظلمة الليل ووحشة الطريق، خاصة حين يكون الصوت مألوفا لسنوات عبر الإذاعة المصرية والتليفزيون المصري مرتبطا بنشرة الأخبار (في زمن كانت نشرة الأخبار فيه معزوفة وطنية) بحيث يشكل عامل ربط مع الحياة المصرية في فترة كانت تتسم بالنقاء والصدق والوطنية الصادقة قبل أن يلوثها الأفّاقون والكذّابون والسماسرة.
مرت سنوات على هذا الحدث ثم التقيتها بعد ذلك من خلال برنامجها الناجح "أرجوك أفهمني" على قناة "أوربت" وكان ذلك عن طريق صديقي الحبيب إبراهيم عيسى (رئيس تحرير جريدة الدستور والمناضل الوطني العظيم)، وبدأت أعرفها عن قرب من خلال التواصل لعمل حلقات في البرنامج المذكور ومن خلال متابعتي لنشاطها خارج هذا الإطار المهني. لم تكن مجرد "مذيعه" تقدم برنامجا إذاعيا أو تليفزيونيا فتحضر قبل البرنامج خالية البال لتؤديه وتنصرف (كما رأيت بعيني في بعض قنوات التليفزيون مذيعات يحضرن بفتور ولا يعلمن عن الموضوع شيئا إلا قبل التصوير بدقيقتين حيث يلقنهن المعد بعض الأسئلة)، ولكنها تحمل رؤية ورأيا (قد تتفق معه أو تختلف ولكنك تحترمه وتحترم صاحبته)، تناقش وتحاور قبل البرنامج وأثنائه وبعده، فهي ترى –كما أفهم منها وعنها– أننا نعيش حالة من الزيف والخداع لأنفسنا ولغيرنا على المستويات النفسية والاجتماعية والسياسية، وأننا نعيش حالة من الازدواجية والنفاق تحجب عنا حقيقة أنفسنا وحقيقة ما حولنا، ولذلك فهي تحمل على عاتقها من خلال برنامجها الأسبوعي "أرجوك أفهمني" وكتاباتها في الصحف مهمة كشف طبقات الزيف، ومحاولة إيقاظ الوعي الشخصي والوعي العام بالحقوق والحقائق، كما أنها تكره التعصب والتحيز الأعمى، وعلى الرغم من انتماءاتها الفكرية الخاصة إلا أنها تكون مستعدة للدفاع عن أي تيار فكرى آخر تشعر أنه يتعرض للظلم أو القهر أو التمييز.
وقد كانت لها تجربة سابقة لم أتابعها بكثرة في برنامج إذاعي بعنوان "اعترافات ليلية" واجه العديد من الاعتراضات ربما بسبب مساحة الصراحة التي لم يحتملها الوعي العام في ذلك الوقت المبكر قبل أن تخترق الفضائيات حدود المباحات والمحرمات، وقد توقف البرنامج وعانت بسببه الكثير من المشاكل ولكنها لم تتخل عن مشروعها في كسر الحصار والوصول إلى الناس لتشاركهم مساحات محظورة أو مجهولة أو مزيفة في حياتهم.
وهى على رقتها وشياكتها تحمل بداخلها قوة هائلة وإصرارا لا يلين، ورغبة في تصحيح الأوضاع المعوجة –كما تراها- في نفوس المتابعين والمتابعات لبرامجها، وأحيانا تقوم بهز بعض التقاليد والأعراف الزائفة بقوة وعنف يؤديان إلى حالة من الانزعاج والإزعاج، ولكنها لا تتراجع شأنها شأن المناضلين الذين يعلمون ماذا يريدون وكيف يصلون إليه ولا يأبهون بالعقبات في طريقهم أو طريقهن.
وهى لا تكتفي بالنضال الراقي والرقيق أمام العدسات في الأستوديو لمدة 4 ساعات أسبوعيا، وإنما كثيرا ما تنزل إلى الشارع لتمارس نشاطها من خلال جمعية "شايفينكو" لتقاوم تزييف الانتخابات ولتفضح المزورين وتواجه البلطجية، ولك أن تتخيل ما يمكن أن تتعرض له امرأة بمواصفات بثينه كامل من سخافات ومضايقات واعتداءات، وقد حدث كل هذا بالفعل، وتحملته برضى وفخر من أجل مصر ومن أجل الدفاع عما تعتقده من مبادئ.
وفى أزمة القضاة ذهبت لتكون معهم وبينهم فوجدت قوات الأمن تحيط بالنادي وتمنع الوصول إليه، فاجتهدت وجاهدت حتى وصلت إلى النادي ولكن الأبواب كانت مغلقة بأوامر من الأمن فقفزت من فوق السور لتدخل النادي، وهى السيدة الأرستقراطية المرفهة، ولكنها روح النضال تتلبسها فلا تبالي بما يواجهها، وقد قامت بهذا العمل الشاق في النهار ثم حضرت في الليل لتقدم برنامجها الأسبوعي، وقد كنت أنا ضيفها في هذا اليوم وتوقعت أن تكون مجهدة ومرهقة، ولكنها كانت متألقة ومتحمسة أكثر من أي وقت مضى، وهكذا من يؤدون رسالة يشعرون بقيمتها ومعناها.
وعلى الرغم من أن عملها كإعلامية في الفضائيات يضع أهمية لشكلها وشياكتها وعمرها إلا أن هذه الأمور تبدو ثانوية لديها فهي تشعر بثرائها الداخلي، ولذلك تتحدث بصراحة مذهلة عن سنها وتعلنه أثناء تقديم برنامجها بفخر واعتزاز، وتتحدث عن خبراتها الشخصية ومواطن ضعفها في مقالها الأسبوعي "اعترافات شخصية" بشكل يتضح منه أنها لا تستخدم الدفاعات النفسية كثيرا، أو كما ذكرت هي في عنوان مقال رائع "أسواري الواطيه"، ولا يقدر على هذا الأمر إلا من يشعرون بأمان داخلي وثقة لا تهزها بعض مواطن الضعف الشخصية أو انتقادات الناس.
ومن يتابع برنامجها الأسبوعي يرى إلى أي حد تقوم بتغيير الكثير من المفاهيم والتصورات، وإلى أي مدى تحرك الوعي لدى جمهور واسع يتابعها، وكيف تعيد تشكيل الخريطة الاجتماعية من خلال استفساراتها وآرائها ومقترحاتها ومقترحات ضيوفها ومن خلال تحفيز الوعي والتحريض على التغيير الإيجابي والخلاص من المخاوف والمحاذير النمطية المعوقة والمعطلة. وعلى الرغم من أن البرنامج في إطار اجتماعي ونفسي إلا أن تغيير المفاهيم والمعتقدات في هذا النطاق ينسحب بعد ذلك على نطاقات أوسع ويحرض على تغيير في مستويات أعلى ومساحات أكبر، وقد أثبتت نجاحا أعاد للإعلاميات المصريات مكانتهن بعد أن اهتزت هذه المكانة تحت تأثير زحف القنوات العربية الأخرى.
وحين وجدت أن مساحة الحرية التي تحتاجها غير متوفرة بالتليفزيون المصري لأسباب مختلفة (قد نتفق أو نختلف معها) تركت وظيفتها فيه بشجاعة (على الرغم من إغراء هذه الوظيفة للكثيرات)، وانتقلت بموهبتها الإعلامية وبمساحة وعيها الممتد وبرؤيتها ورؤاها إلى رحاب أوسع في قناة أوربت، لتكون واحدة من أهم المناضلات على خطوط الدفاع الاجتماعي الأعمق. وقد سعدت كثيرا منذ أيام وأنا أتلقى رسالة منها على البريد الإلكتروني تعلن فيها ترشيحها لعضوية مجلس الشورى عن دائرة قصر النيل، وتمنيت فعلا أن يشرف مجلس الشورى بصوت وعقل بثينه كامل.
أما منى الشاذلي فقد عرفتها منذ ما يقرب من عشر سنوات حيث كانت تقدم برنامجا بعنوان "بيني وبينك" على إحدى الفضائيات، وكان برنامجا ناجحا يسلط الأضواء على النواحي والمشكلات النفسية، وكان واضحا من خلال حواراتها في البرنامج عمق ثقافتها النفسية وقد أفادها ذلك كثيرا فيما بعد في لقاءاتها ببعض الشخصيات الهامة وفى اختراقها للدفاعات النفسية ومحاولات المراوغة التي يبديها بعض ضيوفها في برامجها السياسية والاجتماعية.
ولحسن حظي أنني كنت ضيفا على هذا البرنامج عدة مرات، وكنت شاهدا على ما تبذله من جهد غير عادى في الإعداد والتقديم، وتظل في حالة عمل وقلق حتى يخرج البرنامج في أفضل صورة ممكنة، وهذا درس لا أنساه لها في التفاني والإتقان. ويبدو أنها رأت أن إطار هذا البرنامج النفسي لا يستوعب طموحاتها المهنية وقدراتها الشخصية، فبدأت تقدم برنامج "القضية لم تحسم بعد" وهو برنامج نفسي واجتماعي قدمت من خلاله عددا من القضايا الهامة التي شغلت الرأي العام أذكر منها قضية سفّاح شارع الهرم وقضية سعاد حسنى وغيرها، وقد أسعدني الحظ أيضا للمشاركة في بعض حلقات هذا البرنامج.
وكان أهم ما يلفت النظر في شخصية منى الشاذلي هو اهتمامها الشديد بما تقدمه، فقد كانت تتصل بالضيوف مرات عديدة وتتطلب المزيد من المعلومات والإيضاحات قبل موعد تسجيل البرنامج بوقت كاف، وتتطلع هي على العديد من المصادر في الصحف والكتب وعلى مواقع الإنترنت وتتصل بالمتخصصين، وتجرى نوعا من العصف الذهني مع الضيف أو الضيوف قبل البرنامج، وهذا ما كان –وما زال- يجعل برامجها علامات فارقة في الإعلام العربي، ويجعلها من أفضل الإعلاميات في الفضائيات المصرية والعربية.
ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد حيث انتقلت لقناة دريم لتبدأ عملا هائلا من خلال برنامج العاشرة مساءا تقود من خلاله كتيبة متميزة جدا من المعدين والمصورين والمخرجين ومساعديهم، لتدخل بهم البيوت المصرية والعربية في لحظات استرخائها في المساء أو تناولها العشاء، فقد أصبحت فردا أساسيا من العائلات المصرية تزورها كل ليلة. وهى تقوم بمحاورة ضيوفها بكل ما أوتيت من مهارات وقدرات وتعطى مثلا راقيا ومتحضرا في الحوار وفى العمل المهني المنضبط والمتميز. وهى تقوم كل ليلة بإعطاء نموذج رائع لطرق الحوار وطرق التفكير النقدي الموضوعي بعيدا عن محاولات الاستلاب والاستهواء والإثارة وبعيدا عن التفكير السحري والخرافي، أي أنها تقوم بتصحيح آفات التفكير وآفات الحوار، وتكشف مناطق التشوه في حياتنا ولكن بشكل رقيق وكأنها جراح ماهر يمسك مشرطا ويتحرك به بمهارة بين الأنسجة المريضة.
وهى تفعل ذلك بحيادية الإعلامية الخبيرة وموضوعيتها فلا تتورط في استقطاب هنا أو هناك (على الرغم من وضوح موقفها تجاه قضايا بعينها)، والحياد المهني عندها لا يعنى اللاموقف، ولكنها الممارسة المهنية العالية المنضبطة التي تتيح للمشاهد فرصة الرؤية والمعرفة دون وصاية من مقدمة البرنامج في حالة لو أعلنت عن موقفها بصراحة أو لو ظهر استقطابها. وهى لا تكتفي بتشريح سلبيات المجتمع المصري، أو مناقشة القضايا الهامة، أو عرض آخر الأخبار والأحداث بأسلوب يجعل البسطاء من الناس وعلية القوم على السواء يدركون ما يجرى بسهولة (وهذا ما نسميه بالخطاب الإعلامي متعدد المستويات)، ولكنها تقوم من وقت لآخر باستضافة شخصية لها تميز واضح في مجالها لتجرى معها حوارا مطولا وهادئا وعميقا وحميميا تستخدم فيه ثقافتها في النواحي النفسية، وقدراتها ومواهبها في إجراء الحوار متعدد المستويات، فتخرج من الشخصية أجمل ما فيها، ولا تكتفي بهذا بل تقوم بعمل اختراقات ذكية لمناطق مجهولة أو محظورة في الشخصية، ونظرا للطفها وجمال أسلوبها ورقة اقترابها وبراءة مقصدها يقوم الضيف طواعية بفتح ملفاته المغلقة لأنه يشعر أنه فعلا في أيد أمينة.
وقد كان لها الفضل في تعريف المصريين والعرب بشخصيات علمية أو فنية أو سياسية تستحق المعرفة والتقدير بأسلوب سهل ممتنع تتجول فيه في جنبات الشخصية دون مقاومة من صاحبها، وإذا حدثت مقاومة تنتبه لذلك بشكل تلقائي فيما يشبه الإلهام، وتقوم بتلطيف الحوار بابتسامة رائعة أو تعليق ساخر لطيف، فإذا بدفاعات الضيف تتلاشى ليفصح عما كان يخشى الإفصاح به، ولتتكون في النهاية صورة مكتملة عن شخصيته بقوتها وضعفها.
وهى لا تقابل الشخصيات المهمة أو المتميزة لتنبهر بها أو تبهر بها المشاهدين أو لتلمعها إعلاميا أو لتضخم نرجسيتها وإنما تلتقي بهم لتكمل الصورة ولتعطى نماذج للصعود الإنساني تغرى بالإتباع والتقليد وتغرى بالنجاح والنمو، فعلى قدر ما تقدم من حلقات تكشف فيها الأخطاء ومظاهر التلوث والتشوه، نحتاج منها أن تقدم لنا مواطن الجمال في حياتنا لكي يحدث التوازن الطبيعي. وهى تحرص على هذا التوازن دائما، فهي تستضيف كافة التيارات والفئات بلا تحيز، وتحترم ضيوفها جدا حتى وإن كانوا في وضع يدعو للشك أو الاشمئزاز، وربما يرجع هذا إلى موقفها الموضوعي وتقبلها وليس موافقتها للتوجهات المختلفة للبشر عموما، أو يرجع لطول تمرسها بالعمل الإعلامي ولحرفيتها الهائلة في ممارسته.
وأنا أعتقد –من موقع المتخصص في الطب النفسي– أن منى الشاذلي تقوم كل ليلة بعمل دورة في تصحيح طرق التفكير، وتأكيد قيم الحوار الإيجابي، وإعلاء قيم الصدق والأمانة، وكشف محاولات الزيف والكذب والخداع، والقدرة على قراءة الأحداث بعيدا عن التهويلات والتهوينات، وتنقية التفكير المصري من آفاته المتمثلة في التفكير السحري أو الخرافي أو الإستقطابي ومن التعميمات الساذجة أو الاستنباطات المتعسفة، وبلغة العلوم النفسية تقوم منى الشاذلي بعمل نوع من العلاج المعرفي السلوكي لمجموعات غفيرة من البشر في كل ليلة يساعدها في ذلك موهبة القبول التي منحها الله إياها.
كما تعطى بوجهها الجميل وذكائها المتوقد ومشاعرها الحية التلقائية المحترمة نموذجا رائعا للمرأة المصرية يضاف إلى نموذج نهى الزيني وغيرها من مناضلات عصرنا اللائي تفوقن على كثير من الرجال في عطائهن كما وكيفا، ولهذا وجب علينا الاعتراف بالفضل والأثر أملا في انتشار فضائل العمل الجاد المثمر، والسعي للتغيير النفسي والاجتماعي على خطوط الدفاع الأعمق لخلق قاعدة من الصدق والأمانة والإتقان يقوم عليها أي إصلاح حقيقي نسعى إليه، وهذا لا يتم بشعارات رنانة أو كلام كبير (كما اعتدنا)، وإنما يتم بفعل يومي مباشر ومتقن ومثابر وصادق يقوم به في البداية عدد قليل من الرواد والرائدات مستخدمين كلمات بسيطة ولكنها صادقة وعميقة ونافذة ومؤثرة لتغيير منظومة نفسية واجتماعية وسياسية أصابها الكثير من العطب والعفن والتزييف، فشكرا لكل الرواد والرائدات، وشكرا لبثينه ومنى، وتوته توته خلصت الحدوته.
اقرأ أيضاً:
تأملات في فتاوى الهواء / المصريون والجن(3) / عماد الدين الكبير جدا