ميليس في قفص التحليل النفسي(3)
يعاني ميليس من مجموعة اضطرابات نفسية وأهمها:
أولاً: اضطراب الشخصية الهستريائي
ثانياً: اضطراب الشخصية النرجسية
ثالثاً: مظاهر من اضطراب الشخصية العدوانية المنفعلة
رابعاً: مظاهر من السادية- المازوخية
خامساً: مظاهر من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
ليس من السهولة على غير المختصين اكتشاف كوامن الخلل الحاصل في شخصية المرء خاصة عند غياب عوامل كثيرة عن تفاصيل حياة الشخص، هذا إضافة إلى أن الكثير من الاضطرابات النفسية ومنها اضطرابات الشخصية مثلاً تميل إلى الاضمحلال وعدم الوضوح مع التقدم في العمر، ومع ذلك يمكن للمختصين من خلال تحليل سلوك المرء وتاريخه النفسي والمهني بنجاحاته وإخفاقاته وإحباطاته وطريقة تعامله، إضافة إلى قراءة حركات جسده (لغة الجسد) توضيح الكثير مما يخفى من كوامن الشخصية، وسأبين جوانب عدة من الخلل النفسي في شخصية المحقق ديتليف ميليس معتمداً المرجعية العلمية للتشخيص وفق التصنيف الدولي العاشر للأمراض النفسية لمنظمة الصحة العالمية (ICD-10) إضافة إلى التصنيف الأميركي من خلال الجدول التشخيصي الرابع المعدل للجمعية الأميركية للطب النفسي (DSM -IV- TR) لإجراء المقارنة وسهولة فهم مكان الخلل وكيفية كشفه وتشخيصه.
اضطراب الشخصية الهستريائية
السمة الرئيسة في هذا الاضطراب هي نمط من الانفعالية الزائدة والمغالية إلى درجة الإفراط مع طلب انتباه الآخرين يسود حياة المصابين به، يبدأ هذا الاضطراب في بداية البلوغ ويتظاهر في سياق العديد من التصرفات ويستدل على هذا الاضطراب بتوفر أربعة مما يلي على الأقل:
* ينشد المصاب بهذا الاضطراب باستمرار الطمأنة والاستحسان والمديح من الآخرين.
* يتصف المصاب بالإغواء الجنسي في السلوك والمظهر بشكل غير ملائم.
* يتركز اهتمام المصاب بشكل كبير على جاذبيته الجسدية.
* يعبّر عن انفعالاته بشكل مبالغ فيه، وغير ملائم للموقف، فعلى سبيل المثال نجد أن المصاب بهذا الاضطراب يعانق بحرارة شخصاً يعرفه معرفة شخصية عارضة، ويعاني من بكاءٍ شديدٍ عند التعرض لمواقف عاطفية بسيطة، ويبدي ثوراتٍ من الغضب…
* ينـزعج المصاب في المواقف التي لا يكون فيها محور اهتمام الآخرين.
* يبدي المصاب تبدلاً سريعاً وسطحياً في التعبير عن انفعالاته.
* يتصف بأنه أناني، وتهدف أفعاله إلى كسب الإرضاء الفوري، ولا يتحمل الإحباط الذي يصيبه نتيجة الإشباع المتأخر لرغباته.
* يتسم أسلوب كلامه بميله إلى أن يكون تعبيرياً expressionistic وانطباعياً impressionistic ومفتقراً إلى التفاصيل فعلى سبيل المثال حين يطلب من المريض أن يصف والدته لا يمكنه أن يكون أكثر دقة من قوله "لقد كانت امرأة جميلة".
* يتأثر بالإيحاء، أي يتأثر بسهولة وسرعة بالآخرين أو بالظروف.
ينشد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب باستمرار الطمأنة والاستحسان والإطراء من الآخرين ويبدون منزعجين في المواقف التي لا يكونون فيها محور الاهتمام ويتسمون بإظهار تبدلات سريعة وسطحية في التعبير عن انفعالاتهم ويتصف سلوكهم بأنه ارتكاسي زائد معبر عنه بحدة وانفعالية، وتؤدي المثيرات الخفيفة إلى إثارة انفعالية.
ويعبر المصابون بهذا الاضطراب عن انفعالاتهم بشكلٍ مبالغ فيه وغير ملائم للموقف، فعلى سبيل المثال:"يبدو المصاب حزيناً أو غاضباً أو مسروراً جداً أكثر مما يبرره الموقف"، ويميل المصابون إلى أن يكونوا أنانيين ولا يتحملون، أو قليلو التحمل للإحباط الذي يصيبهم نتيجة الإشباع المتأخر لرغباتهم وتهدف أفعالهم إلى كسب الإرضاء الفوري…
ويتمتع المصابون إلى حدٍ ما بالجاذبية والإغواء إلى درجة أنهم يبدون متألقين ويتصرفون بشكلٍ غير مناسب، ويتركز اهتمامهم إلى حدٍ كبيرٍ على جاذبيتهم الجسدية إضافة إلى ذلك فإن أسـلوب كلامهم يميل إلى أن يكون تعبيرياً مفتقراً إلى التفاصيل، فعلى سبيل المثال قد يصف الشـخص عطلته أنها رائعة خيالية دون القدرة على أن يكون أكثر تحديداً.
المظاهر المرافقة:
يتسم المصابون بهذا الاضطراب بالحيوية والتمثيلية ويحاولون دوماً جذب الانتباه إليهم ويميلون للمبالغة في علاقاتهم مع الآخرين فغالباً ما يلعبون دور الضحية أو الأميرة مثلاً دون وجود وعي لذلك، إنهم توّاقون إلى البدع والإثارة وسرعان ما يشعرون بالملل من الحياة الروتينية العادية.. يدرك الآخرون أن هؤلاء المصابين يتمتعون بجاذبية سطحية ولكن ينقصهم الصدق ويستطيعون تأسيس صداقات بسرعة ولكن ما أن تبنى العلاقة حتى نجد تصرفاتهم متمركزة حول لذاتهم ودون مراعاة لحقوق الآخرين.
إنهم بحاجة دائمة إلى الطمأنينة بسبب شعورهم بالضعف والاعتمادية كما أن أفعالهم غير ملائمة وقد يساء تفسيرها من قبل الآخرين ويحاولون في علاقاتهم السيطرة على الجنس الآخر أو الشروع في علاقة اعتمادية معه،وكثيراً ما تراهم يحلقون في خيال رومانسي خصب… إن الطبيعة الحقيقية لعلاقاتهم الجنسية متنوعة، فبعض هذه العلاقات غير شرعي وبعضها الآخر بسيط وساذج من دون استجابة جنسية ويظهر واضحاً أن الباقين عاديون في تكيفهم الجنسي…
يبدي هؤلاء الأشخاص عادة اهتماماً قليلاً بالتحصيل الفكري والتفكير التحليلي الدقيق ومع ذلك فهم غالباً مبدعون وذوو خيالٍ خصب، ويتصف المصابون بهذا الاضطراب بأنهم حساسون يتأثرون بسرعة وسهولة بالآخرين أو البدع، قابلون للإيحاء ويثقون بالآخرين ثقة زائدة ويبدون استجابة مبدئية إيجابية لأي شكل من أشكال السلطة القوية، حيث يظنون أن هذه السلطة ستقدم لهم حلاً سحرياً لمشكلاتهم وهكذا فهم يتبنون قناعاتهم بحزم وسرعة، كما أن محاكمتهم العقلية للأمور ليست متأصلة أو راسخة، فغالباً ما يتصرفون تبعاً لإحساساتهم الباطنية Hunches.
وكثيراً ما يشتكي المصابون بهذا الاضطراب من مشكلات صحية (مثل الضعف أو الصداع) أو من مشاعر ذاتية من تبدد الشخصية، وقد يعاني هؤلاء من أعراض ذهانية عابرة خلال فترات الشدات الزائدة ولكن مدة وشدة هذه الأعراض عموماً لا تكفي لتبرير تشخيصاً إضافياً.
الأعراض:
إضافة إلى الأعراض التي ورد ذكرها في سياق التعريف، فإن المريض غالباً ما يلعب دور اللامبالاة بالمرض La belleindiffernce فالمرأة المصابة بهذا الاضطراب تبدو مغناجة، والرجل المصاب بهذا الاضطراب يلعب دور الرجل المغوي للنساء (دون جوان Dun Juan).
خلاصة:
إن الشخصية الهستريائية (الاستعراضية) سريعة الاعتناق لأفكار جديدة، وغير مثبتة الارتكاسات العاطفية المندفعة من الناحية الاجتماعية، وصاحب هذه الشخصية غالباً يكون معتمداً على الآخرين، يبحث عن الحب والاهتمام، وإن تعاطف الآخرين معه يعتبر بالنسبة إليه كمديحٍ رقيقٍ، إعجاب مفتوح أو عبارة صريحة، وإذا فشل هذا الاقتراب الموصي بالصداقة أو الاستلطاف هناك ارتكاس أقل لطفاً كانفجار غاضب أو ثورة غضب.
يجلب السلوك الدرامي والهستريائي الانتباه، وقد لا ينتبه الملاحظ في البدء لهذه الصفات الاستعراضية لهذا النوع من السلوك. وإن الدموع والنحيب تجلب التعاطف، ولكن قد يرى الطبيب أن المشاعر تبدو سطحية وتفتقر للعمق الخلاّق، وهذه المزاجات المتقلبة تتغير كأمطار نيسان، فتراه في لحظة شديد الاكتئاب والأسى، وفي لحظة أخرى تسمع ضحكات تدوي مجلجلة، كما لو أنه لا توجد أية مشكلة في العالم، وإن مزاج الهمودي لا يتغير بهذا الشكل السـريع، ولا يستجيب بهذه الجاهـزية لمكالمـة هاتفيـة أو لدعم أو تشجيع من الطبيب، فمريض الشـخصية الهسـتريائية يميـل لأن يبالغ في شكواه الجسمية، ويصفها بشكل فائق، فصداعاته شديدة، وأعصـابه محطّمة، ولا يوجد أمل من أجل المستقبل، وسينهي حياته..
ولكن مع هذا عنده أملٌ بأنّ طبيبه سيساعده، وفي الحقيقة فطبيبه هو الشخص الأول الذي فهمه، ويكون ارتكاسه الأول بالطبع هو شعور بالغبطة لوجود مثل هذا المريض الذكي والمدرك، ولكن سرعان ما نرى أن هذا كان فقط للمقابلة الأولى، فالمريض قد ذكر كل ما عنده، ويوجد في الواقع قاعدة صغيرة جداً لهذا الدعم السريع لمواهبنا.. (يدخل الأطباء بعلاقات حميمة مع مثل هؤلاء المرضى، والذين يبحثون غالباً عن أناس أكبر منهم ومن الجنس الآخر كتعويض عن ملامح هامة من الماضي مثل والد أو والدة مثلاً).
ويقوم أصحاب هذه الشخصية بسلوك مغناج ومغوي يؤدي إلى تعبير صريح عن مشاعر جنسية مباشرة نحو الطبيب مثلاً. ولكن كما قال الدكتور Franks: "نادراً ما ينظر هؤلاء المرضى لعلاقات جنسية طويلة، وذات مغزى، بل بالعكس يحاولـون أن يتعاملـوا مع المشـاعر الحزينة، كالوحدة، والقلق والشعور بالذنب، وأيضاً الشعور المضطرب بالذات عبر واسـطة الجنس".
وقد يطلب هؤلاء المرضى طلبات كثيرة ممن حولهم، وعندما لا تنبع حاجاتهم من الحب والدعم قد يهددون بالانتحار، وهذه المحاولات الانتحارية تأتي من أجل جلب الانتباه والتعاطف، أو لتهديد الآخرين بالإذعان، ونادراً ما تكون المحاولة جدية، ولكن مع هذا فقد تحصل حوادث وفاة، فقد يتدلى المريض أكثر من حد الأمان من النافذة، أو يأخذ جرعات كبيرة من دواء يظن أنها غير مؤذية، أو أخطأ بالحكم على موعد عودة شريك الزواج إلى البيت لكي يغلق صنبور الغاز، وهنا يصبح الموت حادثاً مؤلماً جداً في موقف درامي.
على كلٍ الكبت هنا هو الآلية الدفاعية الكبرى، وقد تعطي الشخصية الهستريائية قصة سابقة لأعراض تحويلية من الاضطرابات الافتراقية كنوبات نسيان أو حالات هروب.. ومن الأمثلة الأدبية على الشخصيات الهيستريائية أيما بوفاري في رواية مدام بوفاري للكاتب Gustave Flaubert وشخصية سوبرايد هيد في كتاب يهوذا المظلم للكاتب Thomas Hardy وشخصية جوليان سوريل في رواية الأحمر والأسود للكاتب Stendahl.
مظاهر هذا الاضطراب عند ميليس:
1- الاستعراض الإعلامي الهستيري: إذ يبدو ميليس في حالة نشوة حقيقية خلال معظم مؤتمراته الصحفية، لدرجة تدعو إلى الاعتقاد بأن بعضها على الأقل دون أسباب موجبة ودون أن يقدم جملة وحيدة مفيدة خلال المؤتمر. ويقول الصحفي والمؤلف بيتر نيغل Peter Niggle الذي تابع طريقة عمل ميليس في أكثر من قضية في حديثه ضمن برنامج عن منهجية وطريقة عمل ميليس (عرضها وبثها التلفاز الألماني CDF ) (من أهم طرق عمل ميليس ميله إلى استخدام الصحافة بطرق وأساليب بعيدة عن المهنية).
2- تأثره بالإيحاء (أي يتأثر بسهولة وسرعة بالآخرين أو بالظروف) وهذا ما جعله يتجه في التحقيق باتجاه واحد بوحي من أطراف لبنانية، وبذلك ابتعد عن المهنية دون موضوعية وحيادية كونه رئيس لجنة تحقيق مستقلة.
3- العدد الهائل من عناصر الحماية والمرافقة التي خصصت له، فمن المعلوم أن ميليس طلب من الأمين العام للأمم المتحدة 40 عنصر حماية شخصية لحمايته يتحركون معه أينما ذهب ووافق على ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، وهكذا أصبح ميليس من أكثر رجال الدول حماية أمنية بعد تخصيص الأمم المتحدة 40 شخصاً لضمان أمنه الشخصي، مع دعم لوجستي دولي خاص يواكب مكان عمله وإقامته وكافة تحركاته، وحصنه مجلس الأمن بصلاحيات تفوق الصلاحيات الوطنية لكل دولة، هذا عدا عن العدد المفرز لحمايته في لبنان أكان من قبل الحكومة والذي ضاعف هذا العدد مرات، إضافة إلى عناصر الحماية التي وضعها تحت تصرفه سعد الحريري. وبذلك أصبح تحت تصرف ميليس أكبر عدد من عناصر المرافقة والحماية في العالم دون منازع. ولا يمكن حجب هذه الميول الاستعراضية بإدعاء تجنب ميليس السكن في فندق أكثر مركزية. فاختيار المونتيفيردي تدخلت فيه عوامل عديدة وخاصة أمنية.
4- نظراً لأهمية مهمته في بيروت طلب من الأمين العام للأمم المتحد كوفي عنان تعيينه في منصب (نائب الأمين العام للأمم المتحدة) ولبى عنان طلبه، بمعنى آخر احتل المرتبة الثالثة في الهيكلية الرسمية للمنظمة الدولية.
5- ميول الإغواء السلطوي: ففي بيروت فتح الأبواب أمام علاقات واسعة مع السياسيين اللبنانيين من مختلف الأطراف. وفي ذلك مضيعة صريحة للوقت الذي طالب ميليس مراراً بتمديده. والهام جداً أن الجميع يخرجون من لقائه وهم على قناعة بأنه كان صادقاً في تسريباته لهم. بما يقتضي تسترهم على هذه المعلومات الخاطئة في معظمها. ثم يعود هؤلاء لتسريب تعليمات ميليس على شكل شائعات بصورة قناعات شخصية بعيدة عن وحي ميليس. فمن أين لوليد جنبلاط وجبران تويني وقائمة مندوبين آخرين، مصادر معلوماتهم التي لا تظهر إلاّ بعد لقاء مع ميليس!؟. إضافة إلى الشائعات التي تسرب على شكل معلومات أميركية أو صحفية (لافيغارو ووكالة رويترز وغيرها) منقولة على لسان ميليس، وبذلك يلعب ميليس دوراً إغوائياً (كالدور الذي تلعبه الفتاة الهستريائية التي تعلن حبها للجميع ولكن لكل على حدة، وتشترط عل كل ممن تبثه عواطفها عدم إعلان هذا الحب السري).
ومثال على ذلك العواطف السرية التي همس بها ميليس وكانت وراء إعطائه معلومات متناقضة حول نتائج تحقيقه لوزير العدل اللبناني ثم لرئيس الوزراء اللبناني فكانت شبه أزمة تم فيها تبادل الصراخ والقتال التي حلت في جلسة مجلس الوزراء اللبناني المنعقد في 30 / 9 /2005. ومن الملاحظ حتى الآن لم يتوقف ميليس عن إطلاق مثل هذه العواطف السرية.
6- اعتماد مبدأ توظيف الشائعات: وهو يتفق مع خصائص الشخصية الهستريائية، وتتخذ شائعات ميليس أشكالاً مختلفة معروفة جيداً في ميدان سيكولوجية الشائعات وهي على النحو التالي:
أ- أسلوب التسريب الشخصي الحميم للإعلاميين ومن ثم التملص من التسريبات، وذلك على غرار تسريبات ميليس للفيغارو الفرنسية. وأيضاً على غرار الإرباك حول رغبته في تمديد مهمته أم لا، قبيل تقديم تقريره الأول لمجلس الأمن.
ب- أسلوب التضييع المخابراتي للشائعة. حيث يوصل المعلومات إلى المخابرات التي تقوم بتصنيع الشائعات على أساسها ومن ثم تتولى نشرها وتوزيعها بوسائلها الخاصة.
ت- التسريبات المعلوماتية للصحافيين اللبنانيين، الذين يصنعون الشائعات بصورة بدائية (بالمقارنة مع التصنيع المخابراتي) ولكنها أكثر مناسبة للمجتمع الذي ستنتشر فيه الشائعات.
ث- إيقاظ الشائعات الغاطسة: التي تغطس وتختفي لتعاود الظهور بمناسبة شبيهه لمناسبة ظهورها السابق. وفي حالة تحقيق ميليس نعدد من الشائعات الغاطسة التالية:
1- شائعة تورط كبار المسؤولين (كمثل شائعة تورط الـ FBI والرئيس فورد في اغتيال كينيدي. التي لم تحسم بعد!!..).
2- وشائعات الخيانة.
3- وشائعات تفاصيل عملية الاغتيال وسبل إخفاء وتورية المنفذ ولو بالقتل... الخ.
ج- الشائعات المعلبة: وهي توجه الاتهام مسبقاً إلى عدو افتراضي مختار، وهو سوريا في هذه الحالة. ومن ثم معارضي التدخل الأميركي من اللبنانيين حتى تحولت فئات واسعة منهم إلى قتلة الحريري بمناسبة الانتخابات النيابية، وشارك سعد الحريري في تسويق هذه الشائعة حين أعتبر أن كل منافسي تيار أبيه هم من القتلة!!. وهي شائعات مدعومة بكثافة التكرار في تلفاز المستقبل.
7- أسلوب كلامه بميله إلى أن يكون تعبيرياً expressionistic وانطباعياً impressionistic ومفتقراً إلى التفاصيل وهذا ما تضمنه تقريره إلى مجلس الأمن في 20/10/2005..
8- البث الإعلامي الهائل حوله التي تبنته جهات أمريكية و متأمركة كخبرته الممتدة على مدى ربع قرن في الادعاء العام، وكمنسق محاربة الجريمة المنظمة في ولاية برلين، وكرئيس مكتب الاتصال في شبكة القضاء الأوربي، وكذلك إطلالاته في القاعة رقم 700 في محكمة برلين موابيت المخصصة للجرائم الإرهابية الكبيرة. والترويج بأنه لا يهاب أحداً أو دولة مهما علا شأن كل منهما. وإعطاء أمثلة (الييتش راميرز الملقب بكارلوس، والألماني يوهانس فايريش الملقب بالثعلب وبصفته مرافق والساعد الأيمن لكارلوس، ومع مفجري مقهى لابيـل الليلي..). لصناعة رأي عام حول قدراته العجائبية ولِبَث نوعاً من المصداقية التي يريدون أن تعرض بإخراج مسرحي يحقق أهداف محدده سلفاً، وشعوره بالزهو أمام هذه الاستعراضات.
9- انهيار ميليس بعد ظهور الشاهد هشام طاهر هشام في سوريا ومؤتمره الصحفي، وتأجيله الاستماع إلى السوريين في فيينا لمدة أسبوع اثر ذلك، مما اضطر النائب سعد الحريري إلى مواساته ووضع طائرته الخاصة تحت تصرفه للسفر إلى عدة دول أوربية، لراحة أعصابه، ونسي ميليس أن سفره يجب أن يكون وفق حيادية وعلى نفقة الأمم المتحدة.
ويتبع >>>>>>>> : الاضطرابات النفسية عند ديتلف ميليس(2)
* نشرت على الشبكة العربية للعلوم النفسية