أرسل خالد (37 سنة، مسلم) من مصر يقول:
أوهام مصرية عن المرأة السعودية
السلام عليكم أختنا صفية؛
شكرا على هذا المقال الرائع فهذا حديث ذو شجون. أنا مسلم مصري عربي أعتز بهذه الهويات على الترتيب وأعاني من هذه النظرة التعميمية القاصرة عند المصريين. فكنت منذ نعومة أظافري أسمع هذه الأوهام فتارة بداوة السعوديين الذين نحن -المصريين- طبعا نتفوق عليهم في كل شيء وتارة خيانة الفلسطينيين الذين باعوا أرضهم ونحن -المصريين- طبعا حاربنا وخسرنا من أجلهم إلى أخر هذه التعميمات.
ولسبب ما لم أكن أستسيغ هذا الكلام وأشعر بسطحيته إلى أن أشتد عودي وقرأت وسافرت واختبرتني الحياة واختبرتها، وأيقنت بسذاجة هذه النظرة من جانب وخطورتها من جانب أخر على وحدة الصف المسلم المصري العربي.
والحقيقة أنا لا أعلم من أين جاءوا بهذه البديهيات -من وجهة نظر المصريين- أغلب الظن هذا جزء من حصاد فترة الثقافة المظلمة في التاريخ المصري حيث انحدرت مكانة الحقائق والأرقام والقطعيات وحلت محلها الشكوك والأوهام والظنون واني أرجو من الله أن تكون قد اقتربت من نهايتها فتستعيد مصر المكانة اللائقة بها على أيدي أبنائها.
أنا شخصيا أحترم الأخوة والأخوات السعوديين والنهضة الحضارية التي يشهدونها في ظل التزامهم بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما أحترم توجهاتهم التي جعلها الله سببا في درء الكثير من التخاريف الدينية.
في النهاية أنصح كل من لا يتورع عن الخوض في مثل هذه التعميمات أولا أن ينظر إلى مساحات الاتفاق بينه وبين إخوته فهي أوسع بكثير من مساحات الاختلاف ولنا في سلوك صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فلقد أختلف سيدنا عمر بن الخطاب مع سيدنا خالد بن الوليد ولم نسمع عن أي منهما ولو تلميح بالاستهزاء وثانيا أن ينقد نفسه لا غيره "الكيس من دان نفسه ...... وعمل لما بعد الموت".
والسلام عليكم
1/7/2007
أخي الكريم؛ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيك، وسددني وإياك، هذه المقالة فهمها أناس على وجهها ولم يفهم منها آخرون سوى الأذى وهذا ما جعلني أتعلم أن خوض مثل هذه المواضيع يحتاج إلى مزيد من الدقة والأسلوب التوضيحي الذي يؤصل للفكرة لئلا يفسد المرء من حيث أراد الإحسان، ولو أحببت راجع ما كتب في مدونتي تعليقا على هذه المقالة، وتقبل خالص تقديري وشكري.
اقرأ أيضاً:
الحلال الفكري وارتباكات القيم / حكايات صفية: مساحات رمادية