"نحن نقدم أول اختبار يضمن السعادة الزوجية!" هكذا يقوم مختبر(1) Genesis Biolabs ، -والذي يبيع اختبارات الأبوة على الانترنت- بالدعاية لمولوده الأخير من بين اختبارات الكشف الجيني وهو يستهدف شريحة زبائنه من النساء، خصوصا.
بم يتعلق الأمر إذن؟ استنادا إلى نتائج البحوث التي أجريت قبل عامين، يبيع المختبر الأمريكي اختبار الحمض النووي الذي يمَكّن النساء من الكشف لدى الأزواج عن "جين الرابط العاطفي"(2). وهذا لمعرفة ما إذا كان الخطيب هو زوج جيد محتمل أو ما إذا كانت العلاقة العاطفية بينهما محكوم عليها بالفشل، أو أن الشريك يحجم وراثيا عن أي شكل من أشكال الالتزام.
على أية تجربة اعتمد مختبر جينيسيس بيولاب هذا لبيع النساء "العلاج" –الضمانة- حول المسالة العاطفية؟ في عام 2008 ، نشر الباحث السويدي هاس فالوم نتائج التجربة التي أجريت على 500 من الأزواج: حيث خضع الرجال المشاركين لاختبار الحمض النووي، وذلك بفحص عينة من خلايا الفم، مماثل لذلك الذي يجري تسويقه الآن من قبل المختبر. انطلاقا من كل فحص، درس فريق هاس فالوم تفاصيل الجين المرمز لمستقبل الفاسوبريسين، وهو هرمون متورط في تكوين العلاقات مع الشريك المحب، الشيء الذي لاحظه باحثون تبعا لدراسات سابقة على السلوك الجنسي للفئران... (4).
الجين المرمز لمستقبل الهرمون هو بالضبط المسمى "جين الترابط العاطفي" ومع ذلك، فإن فريق فالوم أقام ارتباطا بين درجة الاستقرار العاطفي، وعدد "أشكال الجينات" 334 ALLELES موجودة على الجين الشهير على وجه التحديد، الرجال الحاملون لاثنين من "هذه الأشكالّ 334 على الجين المعني يحتمل بنسبة الضعف أن عاشوا أزمة زواج في العام الماضي من أولئك الذين لا يحملون الأليل. وجود هذا النوع في الرجال له أيضا تأثير على الكيفية التي تتصور الشريكة العلاقة بينهما". زوجات الرجال الحاملين لأحدى أو اثنين من أشكال 334 كن في المتوسط أقل رضا عن علاقتهن من زوجات الرجال الذين لا يحملون هذا "الشكل"، يلاحظ هاس الذي قام، لأغراض التجربة، بتعبئة استبيانات لنساء المشاركين.
هذه النتائج تسمح ل—جينسيس بيولاب--بركوب موجة من الاختبارات الجينية المفترض فيها حل جميع مسائل الحياة الزوجية. ويمكن للمرء أن يقرأ على موقع المختبر الدعاية التالية "الأخلاء القساة قد يكذبون، قد يغشون أو حتى قد يسرقون للحصول على ما يريدون".
[...] أما الجينات، فهي لا تكذب. قبل الارتباط علي مدى الحياة قم باختبار خطيبك! "ويشدد هاس فالوم وزملاؤه على أن وجود أليل 334 له تأثير متواضع نسبيا على الاستقرار العاطفي لدى الرجل"، لا يمكن أن يستخدم هذا للتنبؤ بدرجة حقيقية من الدقة كيفية سلوك الفرد في علاقة غرامية في المستقبل. في دراسة فالوم، بعض الرجال الحاملين لشكل الجين 334 كانوا أزواجا مثاليين جدا... والعكس بالعكس. فهذه الدراسة الجينية تستبعد العوامل الأخرى التي تؤثر على المسار العاطفي للشخص، كالنموذج الأبوي، السن، والعلاقات الماضية... العديد من المتغيرات التي تعيد الاعتبار للبعد الاجتماعي-الثقافي في سلوكياتنا أمام كوننا مجرد كائنات محددة سلفا وراثيا!
المراجع:
1) دعاية « Ruthlessness/Bonding Gene Test » على موقع مختبر Genesis Biolabs : http://www.genesisbiolabs.com/ruthlessness.php
2) Jena Pincott, « Cheating gene mouth swab test available »وهي متاحة على الموقع http://jenapincott.wordpress.com/, mai 2010.
3) Hasse Walum et al. « Genetic variation in the vasopressin receptor 1a gene (AVPR1A) associates with pair-bonding behavior in humans », Proceedings of the National Academy of Sciences, (PNAS) Early Edition, septembre 2008. ملخص متاح على الموقع http://ki.se/ki/jsp/polopoly.jsp?l=en&d=130&a=60139&newsdep=130
4) « Comment rendre un mulot des champs monogame ? », Médecine Sciences, n°10, vol. 20, octobre 2004.
واقرأ أيضاً:
هل تتخذ الكثرة قرارات أفضل؟ / الكسندر فليمينغ: سيرة ذاتية في خدمة الإنسانية / لعبة الكرة واللعب بالأوطان / أخبار علمية حديثة