هذه هي المشاركات التي وردتنا ردا على تعليق د. أحمد عبد الله على قضية ساخنة للحوار على مجانين
مشاركة (1)
عزيزي د. أحمد عبد الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كل عام وأنتم بخير بمناسبة الشهر الفضيل أعاده الله على الأمة الاسلامية بخير، أما بعد...
أنا من المتابعين لنشاطكم العظيم في خدمة شباب المسلمين بالتنوير والمشورة والاجتهاد لإيجاد حلول تناسب الأوضاع الاقتصادية، السياسية والاجتماعية الصعبة التي يواجهها هؤلاء الشباب.
لقد قرأت على الموقع ما نشر عن توجهات بعض أساتذة الجامعة في فصل الطلبة عن الطالبات وفتحكم باب المناقشة حول هذا الموضوع.
أنا دفعة 2001 لكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وعندما كنا في الفرقة الثالثة كان أحد أساتذتنا هو أول من طبق هذه السياسة، في أول محاضراته في بداية العام الدراسي، جعل منها محاضرة للأخلاق والقيم، ومن ضمن توجيهاته أن تجلس الطالبات في الصفوف الأولى والطلبة في الصفوف الخلفية ولم يعترض أحد على توجيهاته تلك، بل بالعكس لاقت استحسانا من جموع الفتيات.
نبدأ بمناقشة مبدأ جلوس الطلبة بجانب الطالبات، هناك عدة ملاحظات،
أولا أن قاعات المحاضرات غالبا لا تكفي عدد الطلبة الحاضرين ولذلك يضطر أغلبهم للالتصاق ببعض، ومن المؤسف حقا أن ترى شابا ملتصقا بفتاة بحجة (أنه مفيش مكان، وأروح فين يعني!!)...
ثانيا، أن من يمارسون هواية الالتصاق لا يركزون طبعا فيما يلقى عليهم من علوم، لذلك فمن الأفضل أن نزيل عوامل الإثارة. أما بالنسبة لاعتراض اتحاد الشباب التقدمي على بهجة شباب التيار الاسلامي بمثل هذه الخطوات من أساتذة الجامعة، فدعني أسألهم وماذا فعلوا هم أنفسهم في المشاكل التي أوردوها؟ أهذا هو التقدم من وجهة نظرهم؟ أن نلتصق ببعض حتى نصبح جسدا واحدا، وفي الاتحاد قوة!!
سيدي، إننا في دائرة حلقاتها متصلة، من حق كل من يخاف على شباب هذه الأمة حتى لو لم يكن من التيار الاسلامي أن يمارس ما يستطيع عليه لحمايتهم من كل ما يغويهم ماديا أو معنويا، ومما لا شك فيه أن الالتصاق يشكل النوعين من الغواية. قال سبحانه وتعالى (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين)، فحتى لو بدأ الجلوس المتجاور بصفو نية، فإن استفسارا علميا يتبعه نظرة تتبعه ابتسامة يتبعه اهتمام، الخ الخ..
ولا تتجاهل يا سيدي دور الإعلام والإعلان في إبراز صورة العلاقة بين الشباب والفتيات في الحرم الجامعي، فالجامعة غالبا مقر بدايات قصص الحب والغرام، يحضرني الآن هذا الإعلان التلفزيوني عن مزيل رائحة العرق الذي يمثل فتاة تجلس في قاعة المحاضرات ويلقى عليها السؤال (أنت مش عارفة مين ها يقعد جنبك؟) فربما يكون فتى الأحلام!! كان الله في عون شباب هذه الأمة، ودمتم لها شعلة من نور.
(ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي و أن أعمل صالحا ترضاه أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين. يارب)
يارا
13/10/2004
المشاركة (2) من فاطمة إمام:
ردا على بين الطلبة التقدميين؛
بداية على من يدعي الاستنارة والحرية أن يتمتع ولو بقدر قليل من التسامح وتقبل الآخر وهذا ما افتقده بشدة البيان الصادر عن اتحدا الشباب التقدميين فلقد أسرفوا في استخدام لغة خطاب متعالية بها الكثير من السخرية من التيار الإسلامي وهذا شيء مرفوض تماما،
فيما يتعلق بفصل الطلبة عن الطالبات, أعتقد أن القرار ليس متماشيا فحسب مع الشريعة الإسلامية إلا أنه كذلك يتماشى مع تقاليد مجتمعنا والفطرة السليمة, فكلنا نعلم ما تعج به الجامعات المصرية من تسيب ناتج عن الاختلاط غير الواعي وغير المقيد بأي قيد الذي ينتج عنه إلى الانصراف عن العلم إلى جانب العديد من المهازل الأخلاقية.
نهاية أود أن أشير إلى أن كافة الطلبة المصريين يواجهون العديد من المشكلات مثل تزايد أعداد الطلبة وارتفاع سعر الكتاب المدرسي واللائحة 79 وأرى أننا وإن اختلفت اتجاهاتنا يجب أن نتحد لتغيير الأوضاع إلى الأفضل لا لنلقي التهم جزافا على بعضنا البعض.
والله ولي التوفيق
14/10/2004
المشاركة (3):
ما كنت أرجو أن يشغلك الأمر يا دكتور أحمد عبد الله، وما كنت أود أن تفتح الموضوع للنقاش وتدعونا لمناظرة غير متوازنة. مشكلتنا أكبر بكثير من مشكلة الفصل بين الفتيات والشباب، وشجب التيار التقدمي للفصل،
مشكلتنا هي الهوية، من نحن؟ وأين نحن؟ ولماذا نعزز؟ أو نشجب؟ من أي هوية ينطلق التقدميون كما يسمون أنفسهم؟ وكيف يتمثل التقدم في أن يختلط المراهقون والمراهقات داخل أزقة المدرجات والقاعات، وبغض النظر عن أن هذا الفصل ينسجم مع هويتنا العربية والإسلامية، فأنا لن أخاطب التقدميين بلغه لا يفهمونها أو أستدل بفلسفة ينكرونها، ولكني أريد، أريد من يوضح لإخواني التقدميين أن الفصل موجود في المجتمعات الغربية التي يظنون أنهم ينتمون إليها، والاختلاط هناك مشروط بقبول الطرفين، فلن يجلس رجل بجوار امرأة قبل أن يستأذنها في ذلك، ويسألها إذا كان ذلك لن يضايقها، وهناك مبدأ keep the distance والمقصود به اجعل هناك مسافة بينك وبين من تتحدث معه، والحرية والليبرالية الفكرية، والديمقراطية لا تعني الإباحية كما أساء التقدميون فهمها،
صرنا نتكلم بمنطق مغلوط، نشجب الفصل لأنه أنسانا-كما يرى إخواننا التقدميين، ارتفاع أسعار المصروفات الدراسية في الجامعات المصرية وفي جامعة القاهرة، أنسانا لائحة 79 الطلابية المشبوهة التي فرضت على الطلبة الحرس الجامعي، وألغت اتحادهم العام، وفرضت على الطلبة نظام الريادة ووضعت مالية اتحاداتهم في يد موظفين بيروقراطيين، أنسانا حق الطلبة في مدينة جامعية لكل الطلبة المغتربين.
هكذا يغلف التقدميون دعوتهم ضد هذا القرار الظالم والذي سيحرمهم من ممارسة الإباحية تحت ستار الحرية والديمقراطية، موازنة غير منطقية، تدعونا لأن نتجاهلها أكثر مما نقف عندها، لذلك أرى أنه ما كان يجب أن نفتح باب النقاش فيها. وشكر لك يا دكتور أحمد وألهمك الله مزيدا من الصبر
15/10/2004
شكرا لاهتمامكم، وأحب أن أذكر أن عرض الأمر للنقاش المفتوح إنما أردت منه تسليط الضوء على ما يحدث في أوساط الشباب الجامعي، فمن ناحية هناك اكتظاظ المكان، ونلاحظ أن الحالات المذكورة للفصل حدثت في كليات مزدحمة، وأكثرها (تجارة) حيث عدد الطلاب والطالبات بالآلاف في مكان لا يستوعب!!!
ومن ناحية أخرى أردت أن نرى موقف الطرفين يعرض الخبر، والآخر يقولول في شكل زائد في الافتعال، وفي غير موضع، فلا إعادة هندسة المكان لتحقيق أفضل استفادة من الحيز الموجود هي خطوة ظلامية بل بالعكس هي نوع من أنواع اقتصاد المكان كما يسميه خبراء التخطيط الاجتماعي والعمراني، ولا القضايا التي يضعها بيان الشباب التقدمي هي خاصة بالطلاب من التيار الإسلامي وحدهم،
ومن قبل ومن بعد فإن حالة الركود التي تخيم علي الحركة الطلابية في الجامعات المصرية أصبحت تدعو للأسى، فشعار: لا سياسة في الجامعة يتم تطبيقه عبر إجراءات أساءت إلى العملية التعليمية، وإلى دور الجامعة في حياة طلابها، وتكوين شخصياتهم أكثر مما أساءت إلى الطلاب أنفسهم الذين بحث بعضهم عن الانتماء إلى قوى أو تجمعات أيدلوجية أو فكرة عامة موجودة في المجتمع، وفقدت الجامعة بالتالي، وطلابها بالتبعية موقع الريادة والصدارة في قيادة الحركة السياسية العامة في البلاد، بل وكذلك حركة التغيير والتنوير في المجتمع كما كانوا منذ نشأة الجامعة المصرية في مطلع القرن العشرين.
أصبحت الحركة الطلابية مجرد تابع للحركات والأحزاب من خارج الجامعة، ومجرد ذراع طلابي لهذه التجمعات، ومجرد مكتب للطلاب أو قسم بداخل كل حركة أو حزب، وزاد الطين بلة في حالة الأحزاب المتآكلة أو المتحالفة مع النظام مثل حزب التجمع"المناضل سابقا"، وفي حالة الحركة الإسلامية فإن الطلاب يدفعون الثمن مرتين: مرة لأنهم ينتسبون لجماعات"محظورة" قانونا؛
ومرة لأنهم ينشطون فيما يعتبره النظام الحاكم"سياسة" مخترقين مبدأ "لا سياسة في الجامعة"، وكذلك فإن سقف وآفاق حركة الطلاب داخل الجامعة صارت مرهونة بظروف هذه الحركات والأحزاب وعلاقتها بالسلطة سلبا أو إيجابا.
أنا أردت تسليط الضوء على نموذج لمن يقولون ولا يفعلون، وعلى الآخرين من الطلاب المخلصين المتحمسين المنتظرين ليتحركوا في الهامش المتاح للقوى التي ينتمون إليها. فهل يفتح هذا النقاش حول استقلال وليس انفصال– العمل الطلابي؟!!
هل هناك أمل في حركة طلابية قائدة لها قياداتها، ولها سقفها الخاص، ولها خطتها في إصلاح وضع الجامعة، والطالب الجامعي، ولها أفكارها عن دور الجامعة في إصلاح المجتمع ونهضته؟!!
هل هناك أمل في حركة طلابية متنوعة الاتجاهات، ولكنها نشيطة ومتوثبة –بحكم العمر على الأقل– لتشيع حالة من الفاعلية بدلا من الركود والجمود الذي تعيشه بلادنا ما بين حكامها ومعارضيهم الأمر الذي آل إلى ما يشبه توزيع الأدوار المتوقعة سلفا !!!
لقد تفاعل الطلاب فورا مع الحدث فنزلوا إلى ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة التي هي أكبر عاصمة عربية، وذلك يوم اجتياح العراق في 20 مارس 2003، وكانت أياما لا تنسى، ولا أقصد بالطبع نشاط المظاهرات فحسب، بل أتحدث عن شكل مستقل وفاعل للحركة الطلابية السلمية التي تنجز الكثير عندما تقود وتتفاعل ذاتيا، بينما تسودها المناوشات عندما تصبح مجرد أزرع لأجساد خامدة أو مرهقة، فما رأيكم؟!! والنقاش لا يقتصر على الحالة المصرية بالتأكيد، وإنما بامتداد الوطن العربي كله.
ويتبع : على باب الله: معركة الشريط الأزرق تشتعل في طب قصر العيني
اقرأ أيضاً :
على باب الله: عمرو خالد: على خطى الحبيب / على باب الله: نحو حركة اجتماعية جديدة / على باب الله: من هنا نبداً؟!