الشهادة حق للفلسطينيين.. محرمة على العراقيين وبقية المسلمين!!
هذا بالطبع ليس تشريعا إلهيا ولا عرفا ولكنها سياسة الإعلام العربي المسلم في حق أخوتنا المجاهدين في العراق بل في حق كل إخوتنا في أفغانستان والشيشان والفلبين وغيره.
وجميعنا يلاحظ أنه حين يتم الحديث عن قتلى فلسطينيين في عملية إسرائيلية تقول وسائل إعلامنا الرسمية "استشهاد" أما لو كان الأمر يخص العراقيين فتقول أغلب هذه الوسائل" مقتل أو مصرع أو لقي حتفه".
وفي ذلك تجاهل للفرق بين كلمة الاستشهاد وهذه الكلمات عند الحديث عن مقتل مسلم في سبيل قضية دينية ووطنية كالجاري حاليا وكلمتي القتل والمصرع فيها مساواة بين المعتدي والمقاوم الشهيد وتجاهل لما تثيره هذه الكلمة "استشهاد" من مشاعر العزة والاعتزاز بدوافع المقاومة والاحترام لقضية الشهيد وما تحييه من معاني الجهاد والإيمان المميزة لشخصية المسلم بالإضافة إلى ما تعطيه من أمل في النصر إذ أن دماء الشهداء لا تضيع هباءً منثورا أبدا.
ويسير نفس الكلام على كل ضحايا الاعتداءات في كل أرض مسلمة في العالم كما أشرنا في بداية هذه المقالة وإن كان من الصعب أن نفرض على وسائل الإعلام الرسمية في هذا الوقت الحرج الالتزام بمعايير الحقيقة والمصداقية في وصف ونقل وعرض الأحداث الخاصة بالمسلمين في العالم وعدم تأويلها وفقا لمصالح سادتها من الحكام وذيولهم والمتصلة بعلاقاتهم مع البلدان التي تقود بالفعل عدوانا مستفحلا ضد المسلمين على أراضيها أو في الأراضي التي تحتلها مثل روسيا مع الشيشان أو الفلبين مع مسلمي مورو أو تايلاند مع مسلمي فطاني... الخ، فليس معنى هذا أبدا أن نكف عن مطالبتها باقتفاء أثر الحق،
كما نذكر وسائل الإعلام التي تحظى بالاستقلالية أو بعضها في إزالة معالم التضليل والطمس من على أخبار المسلمين الواردة في وسائل الإعلام الرسمية حتى لا يصبح بعد حين من الدهر الحق باطلا والصح خطأ ونقبله على ذلك بجهالة أو بلا مبالاة نحن والأجيال التالية.
افتكار البنداري.. صحفية بموقع " محيط" الإخبارى.