كثيرا ما سمعنا عن ثلثي آثار العالم في مدينة الأقصر المصرية وكلنا نعلم أيضا توافد السائحين من مختلف بلاد العالم إلى بلدنا الحبيب مصر لمشاهدة معالمها السياحية.
وضمن مشروع يتبع وزارة الشباب والرياضة يسمى بمشروع اعرف بلدك أتيحت لي الفرصة في زيارة إلى مدينتي الأقصر وأسوان بصحبة شباب من مختلف المحافظات بالجمهورية.
المهم أنها كانت رحلة في غاية المتعة فلم أكن أتخيل ذلك عندما عرضت علي الفكرة لأول مرة قبل الرحلة بـ 3 أيام على ما أذكر فقد كان الوقت ضيقا جدا ولم أفكر كثيرا فتوكلت على الله عسى أن أجد متعه وترويحا للنفس وتغييرا لروتين الحياة اليومي والعمل وخلافه من ضغوط نعلمها جميعا.
بدأنا بمدينة الأقصر ثم أسوان وكان البرنامج يحتوي على معظم المزارات الهامة والشهيرة بالمدينتين [معبد الكرنك, الأقصر, وادي الملوك ومعبد حتشبسوت] واستمتعت جدا بمزارات الأقصر وشاهدنا عرض الصوت والضوء بمعبد الكرنك مساء وفي أسوان زرنا جزيرة النباتات ومعبد فيلة والسد العالي كما شاهدنا عرض نوبي لفرقة الفنون الشعبية بقصر ثقافة أسوان إلى آخر البرنامج المحدد لنا من قبل الوزارة.
أذكر عندما دخلت تلك المعابد لأول مرة انتابني إحساس فظيع بالإحباط لهذا جئت؟؟ وقطعت المسافات الطويلة للتعرف عليه؟؟ ووقفت متأملة أبحث عن تلك الحضارة الني يتحدثون عنها وزميلاتي يبحثون عن أماكن جيدة للتصوير وأشياء أثرية لشرائها لذويهم وأنا في نفس الذهول... ولم تمر لحظات كثيرة حتى ظهر شاب جنوبي أسمر البشرة وتبين أنه المرشد السياحي المخصص لنا من الوزارة والتفتت أنظارنا إليه وإلى بساطته ولونه الأسمر الجميل الذي اعتبرته من أول المعالم المميزة للجنوب وبدأ في سرد ما لديه واستمتعت جدا بحديثه وعدت لألقي نظرة من جديد على جدران المعابد والنقوش التي تزينها وصالات الأعمدة والمسلات وقدس الأقداس في نهاية كل معبد.......
إنه إحساس رائع كمن ارتوى بعد عطش فأسررت لنفسي وقتها (فعلا العلم نور) وبدون دخول في تفاصيل قد تكون مملة فأهم شيء في كل رحلة هو ما يستخلصه الإنسان منها وأنا بصراحة استفدت من هذه الرحلة جدا
أولا ً: السفر والتغيير يساعد على هدوء الأعصاب وتبين لي أن نصيحة الأطباء لأي مريض بالسفر لأداء فترة نقاهة أو التخلص من همومه أو ضغوط الحياة لم تأت من فراغ وخصوصا نيل مصر الساحر في الجنوب، إنه ساحر يخلب العقل والوجدان كم استمتعت بالنظر إلى مياهه الزرقاء ليلا أو نهارا فكنت أستغل وقت الجولات الحرة في النظر إليه.
ثانيا: التعرف على أصدقاء جدد فهذه سمة هامة جدا لنجاح أي رحلة لأي مكان فإذا لم تعد بعلاقات طيبة تكون ذكرى جميلة، فقدتَ روح هذه الرحلة وهو التواصل مع الزملاء والرفقاء وتلك سمة الشخصية الاجتماعية الناجحة.
*وتبادل الثقافات بين الفئات الفكرية المختلفة والأعراف والعادات بين المحافظات المختلفة، وبالمناسبة تعرفت على شاعرة موهوبة من محافظة البحيرة وتعمل محامية وإن شاء الله تكون معنا قريبا.
ثالثا: نصيحة هامه جدا:
لا ولن ولم تشعر بجمال وسحر أي مكان دون أن تراه بنفسك كلنا شاهدنا جميع معالم مصر السياحية على شاشات التليفزيون والمجلات وخلافه... كم رأيت النيل على شاشات التليفزيون وتحته جملة متحركة.. النيل بأسوان..... أو النيل بالأقصر لكني لم أحس بروعته إلا عندما وقفت على ضفافه لم أشعر بعظمة هؤلاء الفراعنة إلا عندما وقفت أمام حضارتهم وجها لوجه ولو استرسلت في الوصف لن أقف ولا أريد أن أطيل وطبعا أكيد فيه سلبيات بس الحمد لله سهلة وممكن تداركها أهمها أن الوقت قصير جدا وكمية المزارات كبيرة وتحتاج لوقت أطول لكن طبعا الحمد لله نشكر الوزارة على كده وكمان اضطررت آخر يوم أنزل السوق وأقضي فيه وقتا طويلا كنت أتمنى أن أقضيه على النيل لكن لازم أجيب تذكارات للأهل والأحباب وده مهم جدا طبعا.
أتمنى أن أكون قد أوجزت ونجحت في وصف ما شعرت به بعد هذه الرحلة الممتعة.
واقرأ أيضاً:
مدونات مشمشة: هنيئا لمجانين