ردًّا على ما أرسله لنا الأخ زيد من العراق وظهر على مدونات مجانين تحت عنوان: من العيد إلى يوم العراق البعيد بتاريخ 1 فبراير 2005، أرسلت صديقتنا العراقية المقيمة في السويد تقول:
((أين العنصرية في مجانين دلني عليه، لماذا نحكم على الأشياء دون أن نعرفها... فبالتأكيد لا يعلم زيد شيئا عن مجانين ولم يقرأ منها إلا أقل القليل لذا أتى حكمه ظالما... فيا زيد لو علمت مجانين مثل علمي بها لما قلت أن فيه عنصرية فأنا عراقية مثلي مثلك ولكني لست عربية بل تركمانية ومرَّ بي وقت ضيق لم أجد طريقا ألجأ إليها سوى مجانين وكتبت مشكلتي في أسطر قليلة وباللغة الإنجليزية لعدم وجود العربية في جهاز الحاسوب عندي ولم أكن أتخيل أن يكون الرد كما جاء...
فرد عليَّ مستشارٌ أكن له كل احترام وأهتم بالرد والنصيحة أكثر من اهتمامي أنا صاحبة المشكلة بالكتابة وأضاف صاحب الموقع بالدعاء لي في نهاية الرد وهو لا يعرفني حتى.. فأين العنصرية من كل هذا....؟؟؟
وفي المرة الثانية عندما كتبت بالعربية خفت بأن يلومني لغلطاتي اللغوية لأنني أعلم حبهم للغة العربية ووجدتني مضطرة أن أكتب في نهايته بأنني لست عربية.. وموضوعي لم تكن تتكلم عن مصر أو المصرين فلو كانوا عنصريين لما كانوا ردوا عليه أصلا ولكني وجدت عكس ذلك تماما... فلم يغلق مجانين بابه في وجه أحد ورحب بالكل مصريا كان أم لا, عربيا كان أم لا, مسلما كان أم لا.. ولا ننسى بابا كاملا يسمى فلسطين يد بيد.. فأين العنصرية??!!!
وجدت العنصرية في أماكن كثيرة ولكني لم أجدها في مجانين فجزاكم الله عنا كل خير يا أهل مجانين وجعله في ميزان حسناتكم))
جنان عبد الواحد
ونحن نتقدم بالشكر لها ونسأل الله عز وجل أن يزيل سحابة التعصب الطائش عن أهلينا في العراق الحبيب، ونعدها من اليوم وهي من اشتكت من ألم الخوف على العراق الذي دفعها إلى الانعزال في العيد، بل وخافت من إشراك أهليها في العراق ومن إشراك المجانين على مجانين همومها تلك وقالت بالحرف الواحد: (وعليكم السلام............. وهي ليست اكتئاب بذالك المعنى، وإنما قصدت أن أقول أنني أنعزل عن الناس أيام العيد فقط...... وهي ليست انطواء لأنني أؤمن بأن الله لم يجعلني في هذه البقعة من الأرض للا شيء وعملي هو جزء من رسالتي لا أستطيع الاستغناء عنه، ولكن فقدان الأمل في الرجوع إلى بلدي يوما ما هو الإحباط بعينه مثل السجين الذي يحلم بالرجوع إلى أهله مهما طالت مدة حبسه ثم يأتي حكم مؤبد يفقده حتى الأمل الكاذب الذي يعيش عليه.
وها قد وصل إلى مجانين شرارة من الفتنة الموجودة هناك وتكبر يوما بعد يوم حتى أصبح الحرب الأهلية على الأبواب.... فليس ما جاء في تلك الرسالة موجه لمجانين وإنما هي العنصرية التي بدأت تنتشر في العراق وعبرت سمومها البلدان, الشاب الذي لا يطيق كلمة بالعامية فهل يا ترى سوف يطيق أن يسمع شخص آخر يتكلم الكردية أو التركمانية ويقول بلدي العراق, فأنا مثلا من محافظة كركوك التي عاش فيها العرقيات والديانات أيضا بسلام لمدة خمسين عام (حدثت مجزرة عرقية في الخمسينات) ولكنك لو سمعت لهم الآن لذهلت الكل يريد المكان لنفسه.
العدو المعروف لا خوف منه ومقاومته سهلة ولكن الأصعب هو الفتن التي زرعها الاحتلال ويسقيه الغافلون ويكبر يوما بعد يوم. ولا تقل لي: إنك متشائمة!!
بل بانت مستقبل العراق فهي سوف تكون مثل صومال يتقاتل فيها أهلها مع بعض والكل يريد جزءا من الكعكة، أعلم أنها أفكار سوداوية لا أريد قوله في مجانين لكي لا أفسد الحلم على غيري وآسفة أيضا على إزعاجك به.
فهل يا ترى تراني محقة بعدم إحساسي بالفرحة للعيد أم أنني إنسانة نكدية، وعلى فكرة العامية المصرية جميلة جدا ومن أسهل اللهجات حتى أنها أسهل لدي من العامية العراقية فلا تزعج نفسك بتلك الأنواع من الرسائل والشجرة المثمرة هي التي تقذف بالطوب.
والسلام عليكم)).
وبعد ذلك أرسلت لمجانين عيديتها التي تظهر في الصورة بتاريخ 10/فبراير:
ونحن الآن ننشر ما طلبت ألا ننشره، وأحسب أنها لن تغضب مني إن شاء الله لأنها عودتنا أن تصنع الحياة، ونحن الآن أيضًا جذبا لها من الانعزال نبدأ سلسلتها ضمن سلسلتها من ذلك الصنف من الكتابات على مجانين والذي نسميه مرةً حكايات ومرة يوميات ونسميه اليوم لفتات" : لفتات جَـنان؟ لعلها تعود لحب الكتابة على مجانين، ما رأيكم دام فضلكم؟
واقرأ أيضًا:
الإسلام في المدارس السويدية / حول مفهوم العلمنة وخطاب مجانين / كوردستان العراق / حكايات عراقي: مرة واحدة في حياتي