حصاد التجوال
عشر سنوات وأكثر قليلا من حضور المؤتمرات والندوات الدولية، من رؤية أناسٍ من مختلف الألوان والبلدان، ومن التفكير فيما ينبغي عمله أو تغييره لدينا لنكون أفضل ما يمكن.
في البداية كنت مجرد متفرج يراقب ويتأمل ويدون بعض الملاحظات، يتعلم من البشر ومن السفر، وما زلت أراقب وأتأمل وأحاول أن أتعلم، ولكنني صرت أعرف أكثر من ذي قبل: أين الخلل؟!! وكيف يمكن أن يكون العلاج؟!!
ونحن المصريون، العرب، المسلمون.. أو كما تريد أن تضعني ضمن أي "نحن"، لدينا الكثير مما ينبغي ويمكن عمله على مستوى تفكيرنا وإدراكنا للعالم ولما نحمل من قيم ومفاهيم، فنحن نكاد لا نفقه أنفسنا وثقافتنا وإمكاناتنا وأمراضنا وأعداءنا وأصدقاءنا بعمق أو دقة كافية لننطلق على هدى.
وقادة الرأي والفكر والعلم والإعلام والتوجيه والتربية عندنا – في أغلبهم – محض جهال أو خونة أو من عديمي الكفاءة بحيث يَضلون ويُضلون، ويستلزم الأمر منك مجهودا ووقتا كبيرا لتصل إلى مخدع جميلة الجميلات، معشوقتي الأولى والأخيرة.. "الحقيقة".... تخوض في مستنقعات وأحراش، تقطع أميالا، وتعبر فخاخا، وتسبح وسط بحارٍ من الأكاذيب والأباطيل، وتدس عليك مئات الورقات المزيفة، وتلوح لك ومضات شتى تكتشف فيما بعد أنها مجرد سراب.وقد ينفجر فيك لغم مدفون بخبث، وقد تخدعك فتنة ملفوفة في غلاف من مظنة بذل أو جهاد أو نفع عام.
المهم أنه قد صار لدي الكثير جدا من المعلومات والحكايات والاتصالات والأفكار والمبادرات بأكبر مما تتحمله منافذ عملي وإنتاجي، وبأوسع مما يستطيعه نطاق حركتي، ودوائر نشاطي!!!
وربما بسبب هذا وغيره فكرت في كتابة هذه اليوميات بسطور قد تزعجك أحيانا، ولكنني أرجو أن تفيدك أحيانا أو تمتعك، والله من وراء القصد.
اقرأ أيضاً :
على باب الله: 7/3/2005/ على باب الله: الثلاثاء 8/3/2005 .. من مدريد/ على باب الله: الخميس 10/3/2005 .. من مدريد/ على باب الله : الجمعة 11/3/2005 .. في طريق العودة/ على باب الله: يا بنت بلدي: - السبت 12/3/2005