ليس لي مكتب خاص بي، ولا جهاز كمبيوتر شخصي في إسلام أون لاين، ولا يضايقني هذا إلا لأنني أضطر للاستيلاء على أجهزة الآخرين في غيابهم !!!
جلست أتصفح صندوق بريدي الإليكتروني أو أحد صناديقي، فوقت أن كانت سعة الياهوو: ستة "ميجا" فتحت عدة صناديق، وأصبحت مضطرا الآن لملاحقتها واحدا واحدا، على الأقل حتى لا تغلق.
ثم التقيت بأسرة تحرير "موقع عشرينات"، وهو اللقاء الذي أحرص عليه كلما كان ذلك ممكنا –وهم مشغولون هذه الأيام بفهم وتحليل الحركات الاجتماعية الشبابية الجديدة مما اصطلحت أنا على تسميته أو تسمية قطاع منه "المتدينون الجدد"، ثم كتب رئيس تحرير عشرينات السابق "أحمد زين" عدة مقالات على إسلام أون لاين لتغطية هذه الظاهرة بلمحات وإضاءات سريعة.
هم – أقصد أسرة تحرير عشرينات – يلاحظون انتشار حركات تحلل وانخلاع من الدين والأخلاق جنبا إلى جنب مع موجات التدين الجديد أو الجديدة، وأنا أرى أن القاسم المشترك بين هذا وذاك حالة السيولة والليونة التي تجتاح حياتنا ومجتمعاتنا، ففي مقابل الجمود والتشكك المعتاد تاريخيا، والذي أصبح يجنح حاليا إلى العنف واستخدام القوة المسلحة في التعبير عن نفسه غالبا، باختياره أحيانا، أو مضطرا في أحيان أخرى، بجانب هذا الجمود أو التشدد المسلح نجد على النقيد حالة من السيولة في الشخصية العربية، وأقصد بالسيولة هنا الإغراق في أوضاع الترف، وتطلعات الرفاهية، ومتع الحياة، وكأن المتعة الدنيوية هي الهدف الأساسي من العيش.
وبين يدي سؤال وصلنا مؤخرا على "مجانين" يشتكي فيه صاحبه من أنه لا يصل إلى " كامل اللذة " في معاشرته لزوجته رغم أنه يرى أن ما يحدث بينهما معقول بيلوجيا لكنه وزوجته يرغبان بما هو أكثر وأكثر، والرغبة في تطوير الأداء الجنسي مثل الرغبة في تحسين الأداء الوظيفي والعملي في كل شيء، وهي محمودة إذا كانت منطلقة من هذا الجانب، لأن اتلله كتب الإحسان على كل شيء، ولكن المشكلة أن يحدث هذا الطموح إلى "اللذة الكاملة" في إطار البحث عن اللذة كمنهاج حياة، وشغل شاغل، وهم الهموم التي تشغل الذهن والوقت وتنفق فيها الأموال والجهود!!!
تسري فيها أمتنا الآن روح طراوة وتطلعات مادية، وأحيانا زخارف الدنيا بوصفها أهم مكونات الحياة الطيبة المنشودة والتخفف من الدنيا لا كراهيتها ومعاداتها من أهم معالم الإسلام كما نفهمه ونسعى إلى تفهيمه وتطبيقه.
فالإسلام يزم الترف، والترف ليس سلوكا يقترن بالامتلاك والقدرة فقط، بل هو نموذج تفكير وتفسير وطموح قد يملك عقلك، ولو كنت فقيرا معدما!!!هذه معاني دقيقة لا يصلح معها الاختصار، لكن الإشارة السريعة أفضل من لا شيء، والليونة الشائعة حاليا هي التي تنتج نوعا مموجا من التدين الجديد، كما تنتج نوعا مائعا من الخروج على القيم والدين في نفس الوقت.
شباب عشرينات يريدون دراسة هذا كله، وبحث هذه التحركات جميعا، فهل من معين ؟!!
اقرأ أيضاً على مجانين:
على باب الله : الجمعة 11/3/2005 .. في طريق العودة / على باب الله: يا بنت بلدي: - السبت 12/3/2005/ على باب الله 13 /3 مع العراق/ على باب الله: وجوه في المؤتمر12 – 13/3/2005/ على باب الله: الاثنين 14 -3 .. بحب السيما