أتابع منذ فترة الزيادة المضطردة في الجهود الأهلية لكفالة ورعاية الأيتام، وأتحاشى الخوض في المسألة من المنظور النقدي الذي أجده ينطرح في ذهني، ويدور في عقلي دائما!!! كأنني أنتسب إلى حذيفة بن اليمان ومنهجه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، وأنا أجد نفسي باحثا ومحللا لما وراء الهزيمة أو النصر، في نهايات الثمانينيات كانت الحركات الإسلامية تحقق انتصارات هائلة في مصر كان للإخوان المسلمين أكثر من ثلاثين عضوا بالبرلمان، وفي الجزائر كان المد السياسي لصالح الجهة الإسلامية للإنقاذ في أوجه، وفي تونس حققت حركة الاتجاه الإسلامي –النهضة لاحقا– فوزا كبيرا في الانتخابات التي أجريت هناك، وفي السودان انقلبت ثورة الإنقاذ على الديمقراطية المتعثرة، ووصل الإسلاميون إلى الحكم بقيادة الثنائي –الترابي–البشير.
وقبل أن ينقلب المشهد كله باجتياح العراق للكويت في أغسطس 1990، كتبت وأصدقاء لي أوراقا في نقد الحالة الإسلامية المتصاعدة لنقول لأنفسنا وغيرنا أن وراء المد عيوبا تحتاج إلى مراجعة وتسديد.
ولم يستمع لنا أحد ربما لأن صوتنا كان خافتا وهدير النجاحات يصم الآذان!!! وأثبتت الأيام أهمية ما قلنا به، وأهمية النقد والتمحيص.
وقد يفرح البعض حين يرون الانتشار الكبير لكفالة الأيتام، ولكنني تساءلت: هل نحن لدينا كل هذه الأعداد المتزايدة من اليتامى؟!!
هل يرجع هذا للزيادة في عدد اللقطاء؟!!
أم أن خطوط الدعم والكفالة الأصلية من أسرة أو عائلة أو جيرة قد تهرأت تماما فأصبح اليتيم مكشوفا ينتظر دعما من خارج هذه الدوائر التي كانت تتكفل به تقليديا؟!! وهل الأيتام وحدهم محتاجون لمهرجان يذكرنا بهم؟!!
وقلت في نفسي: كم من يتيم يعيش بين أب لا يعرف معنى ومسئوليات الأبوة، أو أم مشغولة عنه بنفسها أو عملها أو بغير ذلك؟!!
وتأملت فرأيت الملايين من أهل بلدي يعيشون تحت خط الفقر، وهم كالأيتام سواء بسواء بعد أن تخلت عنهم الدولة، فهل سنقيم لهم يوما قريبا
واقرأ أيضا على مجانين:
على باب الله : الجمعة 25/3/2005 مؤتمر القاهرة/ على باب الله: السبت 9/4/ 2005 .. تفجير الأزهر/ على باب الله أن تكون رجلا السبت /6/4/2005