كنت مريضا وملازما للمنزل، ويوم خرجت لتصوير حلقة جديدة من البيوت أسرار سمعت بتفجير الأزهر.
لا يمكنني القفز إلى استنتاجات سريعة كما يحلو للبعض أن يفعلوا، ولا يمكن التخمين بالجهة التي وراء الحادث، وأعداء مصر، والراغبون في ضرب القدر المتحقق من الهدوء والاستقرار فيها كثيرون!!!
لكنني في نفس اليوم عدت من التصوير إلى صالون الجنوب حيث استضفنا فيه فتاة نشيطة كانت على رأس وفد مصري ذهب ليعايش تجربة تنموية ناجحة جدا في (فنزويلا)، ولا أذكر هل حكيت عن حبي لأمريكا اللاتينية؟!!! التجربة عبارة عن سوق للبيع والشراء، ولكنه ليس مجرد ذلك، ولكنه منظومة كاملة في الإدارة والتسيير الذاتي لمجتمع محلي يعمل ويكسب ويتثقف، ويتبادل المعارف والخبرات، ويقيم العلاقات الإنسانية بأنواعها كلها، بخيرها وشرها حول مفردة السوق.
كانت نفس الفتاة قد طلبت مني أن أتحدث إلى هذا الوفد المسافر قبيل رحيلهم إلى هناك، وفعلت، وكنت قد وجدتهم شبابا عاديين غير مستعدين ولا متوقعين لما يمكن أن يقابلهم هناك، وكيف يتعاملون معه مثلهم في ذلك مثل أغلب شبابنا!!! وضمن تعليقي على التجربة قلت أنه لا يليق بمصر أن يكون اقتصادها هشا معتمدا على السياحة بحيث يكون كل شيء مهددا بقنبلة هنا أو تفجير هناك، مصر التي كانت بلدا زراعيا ثم قلعة صناعية لا يصح أن تصبح مجرد بلد يقوم اقتصاده على الاستهلاك والخدمات، لا يصح.
هل نحن على موعد مع موجة من الشر الأسود؟!
إنه اختبار جديد لحكمة المصريين جميعا في لحظة مضطربة ومنطقة مشتعلة، والله معنا.
واقرأ أيضا على مجانين:
على باب الله: التغيير – 19 / 4 / 2005/ على باب الله: بناة الحضارة – 20 / 4 / 2005/ على باب الله: تداعيات أربعينية/ على باب الله: حتى لا تتكرر أخطاءنا/ على باب الله: في انتظار الباشمهندس/ على باب الله: أن تكون شهوانيا