زهقني صديقي من حديثه المكرر وتحذيراته الموسوسة التي كنت أراها مجرد محاولات للاستحواذ عليّ ولجم تلقائيتي وبساطتي مع الناس.
بالتحديد كانت تعليقاته تنحصر في التعامل مع الذكور الذين يراهم من منظور أصوله الريفية-من وجهة نظري-ومعرفته العميقة بالعقلية الذكوريةالسائدة تجاه المرأة ذات الأسوار الواطية-من وجهة نظره-البسيطة-من وجهة نظري-.
كم تجادلنا وكم خضعت لرؤيته إيمانا بالمثل القائل"إدي العيش لخبازه"فكيف أفهم عجينة الرجال ولست من خميرتهم...
ولكن هذا لم يمنع عني بعض التحرشات....
مضت الأيام والسنون وأنا أُعلّي أسواري من منظور صديقي وإذا بي في منتصف العمر اكتشف أنه لم يمنحني النصيحة الكاملة فأخسر من جراء أسواري الواطية علي المستوي المهني؛ فأنتَ أو أنتِ بل أنا التي كانت أسواري واطية عندما تعاملت احترافيا ببساطة وتلقائية أو كما نحب أن نقول"بئلبي"وكما يعرّفها المتخصصون علي نحو سلبي"بعاطفية".
وفوق ذلك لا تحقق أهدافك... هو اكتشاف كبير حقا لكني لا أتصور أنه سيدفعني إلي التحول إلي المرأة الحديدية فساعتها لن أرى في نفسي سوي المرأة الغبية...
لماذا؟ لأني أكسب من عاطفيتي بأن أرى الدنيا كمأساة كما قال شكسبير رغم أنه أوحى إلينا بأن الرؤية العقلانية للحياة تقلبها إلى مسخرة وهي هكذا بحق.
لكن التحولات الكبيرة لا تأتي إلا على أثر خسارات كبيرة أو إلى صديق زنان مثلك فإنك -مع كل سعادتي- يتخاطفك الجميع ولم يعد لديك الوقت لتبكيتي وتكديري وبالتأكيد هناك آخرون أحوج إليك مني....
حتى عندما أبكي إليك همي في التليفون ألوم نفسي أثناء المحادثة قائلة "هوّّ نائص".... ولكن لأعترف لك مرة بأنك كنت واطي الأسوار مع كثيرين.
لكني لن أنصحك كما فعلت معي بتعليتها فأنا أعلم أنك لم تحصل على تصريح من المحافظة (بيني وبينك أجهل حتّى الجهة التي تمنح التصاريح).
اعمل بقلبك وروحك وستخسر من صحتك وربما أكثر ولكن ذلك أبرك فمن الجنون أن نتحول جميعا إلي محترفين من النوع الكداب... نقلب الترابيزة... شرسين وكثيرا نصابين... اللي نغلب بُه نلعب بُه.... نصعد بتشويه الآخر.... نرمي القمح في المحيط إذا كان في ذلك مصلحتنا ولتخرب مالطة.... إذا كانت هذه هي قواعد الاحتراف فأنا خارج اللعبة ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.... فقط سآخذ دروسا في اللؤم والمناورة والمداورة وإدارة غضبي الناتج عن عاطفيتي السلبية.
اقرأ أيضا:
اعترافاتي النفسية: أنا ناوية أتعالج نفسيا! / الغباء السياسي