هذه هي المرة الثانية لي في مراكش، نزلنا إلى ساحة الغناء، وهي تلك الساحة الواسعة وسط المدينة حيث يرقص مروضو القرود والثعابين فتكون فرصة لالتقاط الصور التذكارية، وحيث الباعة الجائلين يبيعون الطعام بأنواعه، والعصير الطازج، والأسواق تحيط بالمساحة التي يقصدها كل الناس، وتكاد لا تنام كما المدينة كلها.
ذهبنا إلى الساحة أنا وثلاثة أصدقاء، لم أشأ أن ألف الثعبان حول رقبتي، وبقينا نتجول في الدكاكين،
أحدنا – وقد بلغنا أثناء اليوم الثاني للقاء أنه قد صار "وزيرا في بلاده" !!! اشترى دوءا يبدو أنه للحساسية، وكنا نسير في طريق عودتنا إلى الفندق، وفوجئت به يشتبك في حديث مع فتاتين كانتا تسيران بمحاذاتنا، قالتا: أفيكم طبيب فأشاروا جميعا إلي، سألتا: ولأي شيء هذا الدواء، رد صديقنا: هذا دواء للعشق، وأنتما ماذا تعملان؟!
قالتا: من حسن الحظ نعمل في نفس المجال، مجال التطبيب، قسم الحالات الحرجة، نحن نعمل في التخدير والإنعاش.
انفصلنا عنهما، واتخذ كل من الموكبين مساره، وضحكنا عاليا، ماذا كانتا تقصدان؟!
لا يمكن أن أصف جمال الغروب، هل أسموه "المغرب" لجمال غروبه؟!! أقصد الغروب فيه؟!!
هذا اللون الذي يشبه لون الطوب الأحمر، ولكن بدرجة فاتحة، وهو لون كل المباني هنا، يعطي الغروب جمالا وسحرا.
مستوى نظافة الشوارع، والخضرة هنا مما يلفت النظر، تمنيت لو تتاح لي الفرصة يوما لأستكمل بقية المشهد المغربي الذي لم أزر منه سوى الرباط والدار البيضاء من قبل.
واقرأ أيضا على مجانين:
على باب الله القاهرة الدار البيضاء 17 / 4 / 2005 / على باب الله: مراكش وصول – 17 – 4 – 2005