الندوة التي أحضرها هي حوار عن العنف والتغيير والإصلاح في العالم العربي، وهو موضوع ساخن يتكلم فيه الآن كل من هبَّ ودب، وبرق في ذهني خاطر جعلني أكتب، فيبدو أننا نطمح حاليا إلى مجرد نظام سياسي منتخب من الشعوب بالطريق الديمقراطي في الاقتراع والتمثيل.
التغيير كما أعتقده هو أعمق من هذا، وأبعد من هذا، وأوسع من هذا بكثير، ويرى البعض أن تغيير المشهد السياسي هو المفتاح والمدخل إلى بقية أنواع ومجالات التغيير.
لقد طال بنا ليل الاستبداد، وعن نفسي فقد تابعت عن قرب – وعبر حالات حية – كوارث ومآسي الظلم الذي تعرضت له المعارضات العربية، وبخاصة الإسلامية منها.
أهوال يشيب لها الولدان، دماء أريقت، أمهات تثكلن، وزوجات ترملن، وأزواجهن أحياء، يتامى والأب مسجون لسنوات طويلة، ومنهم من قضى نحبه بسبب التعذيب أو سوء التغذية والرعاية الصحية.
عشرات الآلاف من المعتقلين في الوطن/السجن العربي الكبير، وطموح المتفائلين الواقعيين منا يدور حول حكومات منتخبة ديمقراطيا.
أما التنمية المتعثرة، وسوء توزيع الثروة، وأوضاع التعليم والبحث العلمي شبه المنعدم، والإعلام المتخلف، والمجتمعات المتوترة الضائعة تتخبط بين الفقر وانعدام العقل، أوضاع النساء، ومشكلات الأسرة، وقضايا الهوية والثقافة .. هذه كلها ملفات تنتظر التغيير السياسي عندما يقع!!
لذلك لم أستغرب حين قالت لي إحدى الحاضرات، وهي من أصول إيطالية، ولكنها خبيرة في الشئون العربية وعاشت لفترات في العالم العربي كثيرا، وتتكلم اللهجة المصرية بطلاقة.
قالت: لسه فاضل كثير قوي............. قوي قدامكم.
قلت في نفسي: لو أننا نبدأ في النقاش والبحث عن حلول لمشاكلنا في هذه القضايا المؤجلة بدلا من الإبقاء عليها معلقة بانتظار التغيير السياسي!!!
تذكرت وأنا في مطلع شبابي أحلامنا بتغيير العالم، كان العالم وقتئذ سهلا ميسورا – في عيوننا – والتغيير كذلك، واليوم أنظر بكثير من الرثاء والشفقة لمن لا يعرف أن العالم والتغيير ليس كذلك بالمرة، ولكنني لم أشعر يوما باليأس، فقط بالمسئولية، والحاجة أكثر إلى التركيز والتوفيق، والله معنا
واقرأ أيضا على مجانين:
على باب الله: السبت 9/4/ 2005 .. تفجير الأزهر/ على باب الله أن تكون رجلا السبت /6/4/2005/ على باب الله القاهرة الدار البيضاء 17/4/2005/ على باب الله ما أروعك يا مراكش–18/4/2005