كيف يمكن أن تفهم المرأة الرجل؟! وكيف يمكن أن يفهم الرجل المرأة؟! سؤال الحياة العاطفية والأسرية، سؤال هام لا نبذل جهدا كافيا في التوقف أمامه أو الإجابة عليه فنحصد فجوات في العلاقات، وخيانات، وعذابات.
التهمة جاهزة، والمقصلة جاهزة، والوصمة جاهزة لكل رجل لأنه لا يفهم النساء، والمرأة غالبا لا تفهم نفسها، ولا تفهم ما تريد، وامرأة اليوم حائرة مترددة غالبا بين التقاليد القديمة التي تكرهها هي ونكرهها جميعا، وبين الدين وتعاليمه الأصلية، وأخيرا الحياة التي نعيشها خليطا ملتبسا من هذا وذاك وغيره مما هو وارد ووافد.
حسنا... ماذا يريد الرجل؟! أقصد ماذا يريد من المرأة؟!
من خبرتي وتجربتي أعتقد أن الرجل أحيانا يحتاج إلى رعاية على غرار عطاء الأم، ويريد دعما معنويا كأي إنسان يعمل وينتج ويتعب، ويريد امرأة له وحده من دون الناس، ويريد أسرة مستقرة عمادها وعمودها زوجة وأم محترفة تدرك كيف تقوم بأدوارها كلها.
بعض الرجال تنقصه الحكمة فيطلب كل شيء في امرأة واحدة:
الشكل الخارجي اللامع، والمحتوى الداخلي الممتلئ، الشعور الوجداني الفياض، والعقل المستوعب الراجح، والوفاء النادر الذي لا يعدو عليه تلون ولا غدر، والالتزام الواعي بأحكام ومقصودات الدين، وحدود الأخلاق، وأنواع الفضائل.
أحيانا يطلب الكمال لأنه ورث نظرة أسطورية – ربما – بأن المرأة كائن مقدس، وهي ليست كذلك أبدا، كما أنها ليست كائنا مدنسا هو رأس الفتنة، ومحور الشر.
المرأة إنسان يصيب ويخطيء، يلتزم وينحرف، والأفضل أيضا أن تعترف المرأة أنها لا تفهم الرجل، فالاعتراف بالجهل هو بداية الطريق، ويؤسفني أن أقول أننا رجالا ونساءً لا نبذل جهدا يذكر في هذا الصدد، فلا نحن نبوح كثيرا عما يقلقنا ويسوؤنا – وربما الرجال يكتمون أكثر – ولا نحن نحاول أن نتفاهم لنفهم.
وأسمع كلاما كثيرا عن الإصلاح والتغيير في العالم العربي لكن أحدا لا يتطرق إلى هذه المساحات من الفساد والإفساد والجهل وسوء التدبير مما يذكرني بعنوان كتاب: حصوننا مهددة من الداخل، فإذا كانت الأسرة عندنا مهددة وهشة لا يجد فيها الأبناء ما يحتاجون، وإذا كانت جموع النساء والرجال، فتيات وشبان، أو زوجات وأزواج لا يشعرون بأن الأسرة تلبي لهم ولهن الحاجات التي من أجلها كان الزواج أصلا، وإذا كان هذا كله لا يحتل من الاهتمام العام أو المتخصص المكانة اللائقة في الإشارة والنقاش، والدراسة والتشخيص والتحليل ووضع البرامج الوقائية والعلاجية فعن أي إصلاح نتحدث؟!!
وفي أي تيه نتخبط؟!
وأي كذب هذا الذي نكذبه على أنفسنا؟!
إذا كانت الأسرة هي خط دفاعنا الأول، وربما الأخير، فأنا أرى أننا مهددون بسبب التحديات التي لا نتصدى لها، والتي تؤدي إلى تآكل هذا الكيان، وتتركه فارغا بلا محتوى، وبلا طعم، وبلا فاعلية، وبلا وظائف أو أدوار فعالة ونافعة، أنا مهموم بما وصلت إليه حالتنا كأزواج وزوجات، ولقد حاولت أفهم وأساعد، وما زلت أحاول، وأرجو ألا أيأس... عوامل الملل والتثبيط والإحباط كثيرة، ولكن "ربنا موجود".
واقرأ أيضا على مجانين:
على باب الله: أمريكا في غرفة النوم/ على باب الله : ذكرى 20 مارس/ على باب الله : الخميس 24/3/2005/ على باب الله : الجمعة 25/3/2005 مؤتمر القاهرة/ على باب الله: يوم اليتيم – الجمعة – 1 أبريل