الأخ الدكتور سليمان العسكري:- رئيس تحرير مجلة العربي– الكويت
زيارتي الأخيرة للكويت كانت خاطفة بما لا يسمح لي أن أمر للسلام والتحية، ولفت نظري ما تعتزمون البدء به مع عدد يونيو – بمشيئة الله – وهو إصدار ملحق علمي قلتم في أهدافه: الطموح إلى وضع القارئ وخاصة شريحة الشباب على أبواب العصر الذي نعيش فيه، وعرض ما في هذا العصر من منجزات واختراعات وأفكار ورؤى، وذلك نشرا للثقافة العلمية في مواجهة التفكير الغيبي والخرافي، لعل التماس مع آخر منجزات العقل العالمي تساعد الشباب على قبول التحدي والمشاركة في صنع الحداثة. وأنا حريص جدا على نجاح هذه المهمة الجليلة، وأرى معك أن إنقاذ العقل العربي صار هدفا صعبا يستحق ويستدعي تضافر كل الجهود.
وحتى لا يكون هذا الملحق مجرد إضافة لما سبقه من مبادرات نشأت لخدمة هذه الأهداف بعضها"يشرق من الكويت"، والبعض الآخر من غيرها، فإنني أذكرك –ولا أحسبك نسيت– مقالك في افتتاحية العربي عدد مارس2005 حول"رأس المال الثقافي"، بل وإشارات متعددة ومتواترة ضمن مقالاتك السابقة عليه، وعلى صفحات العربي من آن لآخر،
والشاهد الذي أذكره هنا أن التماس مع الحداثة ليس كافيا وحده لإبداع شيء يواكب ما يحدث في عالم اليوم من تحولات في المعرفة والاتصال وغيرهما.
إذا لم نضع أيدينا على المفاتيح الصحيحة لفتح صناديق رأس مالنا الثقافي، وإذا لم تكن لدينا خطة واضحة ومحددة للتواصل معه واستثماره بعد اكتشافه وفرزه، أحسب أننا بدون هذه الخطة سنظل نراوح في مكاننا، وننعي أنفسنا، ونتحسر ونحن نرى التخلف يرتع ويحكم ويتحكم في عقولنا ومسلكنا.
*نظرة بسيطة فاحصة ستدلنا أن شروط نهضتنا الأولى كانت التواصل الحي المستمر الدائب مع تجليا وحي الله إضافة إلى نوع من نفس الحيوية والدأب في التواصل مع تجارب كل البشر ومعارفهم وإنتاجهم، ومن الرافدين معا، ومن العلاقة المركبة معهما يتولد تميزنا، أقصد تولد في الماضي، فهل نستعيد نفس المنهاج؟!!
واقرأ أيضا على مجانين:
على باب الله : ذكرى 20 مارس/ على باب الله : الخميس 24/3/2005/ على باب الله : الجمعة 25/3/2005 مؤتمر القاهرة/ على باب الله: يوم اليتيم – الجمعة – 1 أبريل