"إن النساء عقولهن ترللي" !
هل سمعتم هذه العبارة من قبل؟ لا أعتقد، لأنها من(بنات) أفكار والدي الحبيب، وهو يستخدمها في سياق خاص لا يوافق على استخدامها في غيره.. هذا السياق هو التلطف والترفق واستجابة الطلب من زوجته أو إحدى بناته حين لا يكون موافقا عليه، لكنه ينفذه(مكبرا دماغه)، فـ(النساء عقولهن ترللي) فلم نشتد معهم؟ لنترفق بهم..
والآن كبر أخي الوحيد وبلغ العشرين من عمره، وأصبح يستخدم العبارة ذاتها في السياق ذاته .. لكن ما موقفنا نحن-البنات وأمهن- من هذه العبارة؟
الابتسامة التي تغمر وجه أبي أو أخي وهما ينطقان بهذه العبارة مُعدِيَة، فتتسلل إلى شفاهنا أيضا لتعلن أنه لا بأس فالغاية أن تنفذ رغباتنا بطيب نفس آمنتما برجاحة عقولنا أو ترلليتها..
في المقابل تشتد بعض الفتيات أو الزوجات مع آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن في النقاش إثباتا لدورهن وحقوقهن التي أعطاها الإسلام لهن أصالة، والطرف المقابل لا يمنعهن إياها سلوكا وتطبيقا، لكنه يرى أنه يفعل ذلك من باب كرم الأخلاق لا إعطاء لحق شرعي.
على سبيل المثال: حكت لي صديقة عن نقاش حاد دار بينها وبين زوجها حول واجبها في إعداد الطعام للأسرة، فقد سمعا معا من شيخ فاضل في إحدى القنوات الفضائية أن الشافعية لا يوجبون على الزوجة الطبخ للزوج، فراح الزوج يسفه كلام الشيخ، فغضبت صديقتي لذلك، ونصبت نفسها محاميا عن حقوق المرأة غير المعترف بها،
قلت لها: ولكن أليس زوجك كريم النفس، طيب الخلق، يتغاضى عن الطعام المحترق أو نصف الناضج، أليس يعفيك في كثير من الأحيان من الطبخ رفقا بك ويقول: لا تتعبي نفسك سأحضر الطعام من الخارج. قالت: نعم.. قلت لها: إذن ما الداعي لأن يثار هذا النقاش أصلا؟ ألم يكن الأولى بك أن تكبري دماغك، وتقولي بابتسامة واسعة: "إن الرجال عقولهم ترللي"..
وشكرا لوقتكم..
واقرأ أيضاً:
حكايات صفية :أخلاق الحقيقة / إلى بثينة كامل .. من وحي سطورك