إلى بثينة كامل .. من وحي سطورك
الأخت بثينة كامل، السلام عليكم؛
تعليقاً على مقالتك:اعترافاتي الشخصية: عندما تحشمت أرجو أن تقبلي مني هذه الكلمات.
كل عبادة أو فرض في ديننا له ظاهر وله باطن وهناك من يمارس العبادات والفروض بظاهرها وهناك من يمارسها بظاهرها وباطنها وهذا هو الأصل.
نعلم مثلاً أن الصلاة هي في ظاهرها حركات يؤديها المسلم خمس مرات في اليوم، أما في باطنها فالصلاة هي صلة بين العبد وربه، ومن هنا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإذا رأينا شخصاً يصلي في المسجد ثم يذهب إلى متجره ليمارس كل أنواع الغش والاحتيال، فهل نعتب على الصلاة أم على الشخص؟ هذا الشخص فهم الصلاة كمجرد طقس يمارسه ولكنه لم يفهم حقيقته، ولن تنجيه صلاته من عذاب يوم القيامة. فهل ننظر إلى مثل هؤلاء لننقطع عن الصلاة بحجة أنها لا تقدم لنا شيئاً؟
تقولين في مقالتك أن الحجاب لم يضف إليك شيئاً وأنا أسألك قبل أن تتحجبي هل درست العقيدة الإسلامية؟ هل قرأت كتب الفقه؟ هل دخل الإسلام إلى عقلك وقلبك فأصبح جزءاً من كيانك وبالتالي كان عليك أن تلتزمي بكل ما أمر به؟ أشك أنك فعلت كل هذا !!
لو كنت تحجبت بهذه الطريقة لما كنت نزعت الحجاب بعد ثمانية أشهر ولما كان الحجاب سبباً في إبعادك عن الصلاة.
أختي: إن كنت مؤمنة بالله ورسوله ومسلمة قلباً وفكراً فأنا أقول لك إن الحجاب هو قبل شيء فرض على كل فتاة مسلمة وهو يحقق معانيه وفوائده عندما نلتزم به طاعة لله تعالى وليس فقط كعادة تعودنا عليها بحكم المجتمع الذي نعيش به.
أعلم أن هناك متحجبات يسيئون إلى الحجاب ولكن العيب بهن وليس بالحجاب ثم إني أسالك متى كان ديننا الإسلامي بشكل خاص يفرق بين البشر ويكون هو ولا شيء غيره سبباً للحروب؟ وبالتالي تسعدين بعدم ارتداء ابنتك الحجاب تلك العلامة الفارقة على أنها مسلمة!! فهل تمنعين ابنتك أيضاً أن تشهد أن إله إلا الله محمد رسول الله حتى لا تكون شهادتها هذه دليلاً على أنها مسلمة؟! ولماذا لا أكون مسلمة ومتحجبة وفي نفس الوقت أحترم الآخرين من كل الملل والطوائف وأتفاعل معهم في بناء وطني ومجتمعي بعيداً عن أي نعرات طائفية. أنا هنا في سوريا أعمل مع مسلمات من مختلف الملل ومع مسيحيات وطوائف أخرى وكلنا يدٌ واحدة و كثيراً ما نجتمع خارج دائرتنا الحكومية في نزهة أو زيارة وقد نتناقش في أمور تتعلق بالدين ليتعرف كل منا على الآخر.
ولقد رفعنا شعاراً منذ بداية تعارفنا هو:
إن كنت محترماً حقي فأنت أخي آمنت بالله أم آمنت بالصنم، ولم يكلفني ذلك أن أنزع حجابي أو يكلف زميلة ما أن ترتدي الحجاب
ثم إذا كان هناك مجتمعات إسلامية تعزل المرأة عن المجتمع فهل هذا من الإسلام في شيء وهل يكون الحل المقابل أن أنزع حجابي وأخوض غمار المجتمع أتعجب من ذلك، وأتعجب أكثر من هذا التعميم الغريب الذي تطلقينه على كل الرجال بأنهم طيبون، لست ضد الرجال فحبيب قلبي هو رجل طيب وحنون ورائع وهو توأم روحي ونصفي الآخر الذي لا أستطيع العيش بدونه، ولكني أتعجب فقط من التعميم فقولي لي بالله عليك من يمارس جرائم الاغتصاب إذاً.
أختي أرجو أن تعيدي النظر، أنت حرة تتحجبين أو لا تتحجبين ولكن الأهم من حجابي ومن عدم حجابك هو المبدأ الذي نتبناه لنبني عليه أفعالنا التي سنسأل عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وتحياتي.
ويتبع>>>>> : من الكناني إلى بثينة كامل
واقرأ أيضًا:
مذكرات معاقة / تعرفي أكثر من المستر يا ماما مشاركة