كنت أقلّب أوراقي القديمة لعلها تلهمني شيئاً أكتبه إلى مجانين فوقع في يدي هذا الدعاء ولا أعرف من صاحبه فمن صفاتي السيئة أني فوضوية وغير مرتبة وأوراقي دوماً مبعثرة.
يقول الكاتب: " هذا الخافق المعذب بين أضلعي يلهج باسمك... فطهره بالنقاء
وأغسله بالصفح وأدفئه بالحياة حين تكون استحقاقاً لا ممارسة
وغذه بمزيد من الخفق لمواصلة المحبة... فلا قيمة لوجدان إنسان بلا رحمة ينبع بها القلب....
ولا قيمة لعمر بلا هتافة روح صادقة، يرددها القلب
يا رب:
امنحنا القدرة على الإصغاء لترتفع أصوات ضمائرنا، فلا ننتحر بشهواتنا
ولا تحبذ لنا أنانيتنا كي لا نحترق بجمر حب الذات...في لحظة صيحة الأنا
في جولة مليئة بالخوف وبالتخلي وبالموت التافه.
يا رب:
إننا نحيا قيد أنملة ما بين السعادة والشقاء
وفي كل خطوة وفي كل مرحلة وفي كل كلمة... نحن نتحاشى في هذه الساحة الأضيق - قيد أنملة - أن نسقط في الشقاء، ونتشبث أن نستقر في السعادة.
لكننا نتأرجح، ونكاد أن نتهاوى... فما يلبث النداء أن يرتفع في حناجرنا
وصدورنا تناجيك وتطلب عونك في ضيقنا
وتبقى مساحة العمر على اتساعها وركضنا فيها هي التي ما زالت –قيد أنملة- مابين السعادة والشقاء
فمن هو السعيد ومن هو الشقي!!
وكيف أشقى نفسه وكيف أسعدها!! "
توقفت طويلاً عند هذه العبارة "وأدفئه بالحياة عندما تكون استحقاقاً لا ممارسة"...
سألت نفسي: ترى هل نحن نمارس الحياة أم نستحق الحياة، وهل الحياة تستحق الحياة؟ وهل في هذه الحياة ما يستحق الحياة؟
أحياناً أتأمل بعض الناس من حولي فأراهم يحيون في روتين قاتل كالآلة، فلا فكر يرقى، ولا عمل يتطور، ولا روح تتجدد، نعمل بلا هوادة كي نمارس الحياة نأكل ونشرب ونتكاثر، ولكن أين ساعات الـتأمل في ملكوت السماوات والأرض؟، أين المشاعر الجميلة؟، أين الحب بمعناه الواسع، حتى الحب الرائع بدلاً من نصعد به إلى العلياء هبطنا به إلى الحضيض!!
أين الحنين والاشتياق؟
ماذا فعلنا لأرواحنا أليست الروح أيضاً تجوع وتظمأ وتحتاج؟
هل هناك أسر يجتمع أفرادها لقراءة الشعر والنثر الجميل الذي يرقى بالفكر ويروي الروح العطشى؟
يا رب: اجعل حياتنا وحياة أبنائنا استحقاقاً لا ممارسة، وعلمنا كيف نعيش كي نزيد في هذه الحياة ولا نكون فقط زيادة عليها
ويتبع >>>>: لسه جوانا شيء يعشق الحياة !
واقرأ أيضًا:
مذكرات معاقة / تعليقا على مقالة: رسالة إلى بثينة كامل