ودّعْت الدكتور أحمد عبد الله يوم الأربعاء 29/6/2005 مسافرا إلى القاهرة من الزقازيق على أن أراه بعد أسبوع لأنه سيحضر مؤتمرا في المجر –عن إيه مش فاكر أنا-!، وبالتالي سيغيب عني، وكنت قد طلبت إجازة من عملي بالكلية من رئيس القسم، ووافق أكرمه الله دون حتى أن ينظر إلى صورة الأشعة في يدي، أسبوعا إذن سيغيب ابن عبد الله ويتركني مع رقبتي الموجوعة، التي لم أعد أملك معها إلا الصبر والنوم على الوسادة الطبية "المعوَّجة" –هكذا أحسها- ولكن أنام بحمد الله.
وصورة الأشعة في يدي لم تكن أشعة على فقراتي العنقية، فتلك أشعة قديمة ضيعتها في أوراق مجانين، وإنما كانت الصورة الجديدة صورة أشعة على قدمي اليمنى أجريتها اليوم، وكانت مفاجأة لي حكاية الإصبع الكبير الذي انكسر!، مفاجأة بعد شهر ونصف من الألم!! ولا أذكر مطلقا أنني تلقيت لا ضغطا شديدا ولا صدمة على إصبع قدمي الكبير، ولا أذكر أن قدمي انثنت والحمد لله أمشط شوارع المدينة صباح مساء من البيت للكلية أو المستشفى ومحطة القطار وإلى المركز وإلى أي مستشفى في المدينة حسب الظروف وإلى مجانين ثم إلى البيت، وهكذا كنت وهكذا ظللت أمشط صباح مساء، ولم يتغير شيء!
لكنني منذ شهر ونصف شعرت بألم شديد في إصبع قدمي اليمنى، ولما كنت منذ فترةٍ أشعر بالذنب تجاه زيادة نسبة حمض البوليك في دمي، فقد استنتجت بذكاءٍ منقطع النظير أن حمض البوليك هو السبب، وهاتك يا كولشيسين Colchicines وألوبرينول Alloprinol ، والحقيقة أجريت أيضًا تحليلا لنسبة حمض البوليك في الدم ووجدته والحمد لله موجودا بوفرة، ونصحتني أمي ونصحت زوجتي بضرورة تقليل اللحوم في أكلي، و... دون حلفان فعلت!
لكنني قررت بعد عدة أسابيع من زيادة العقاقير وتنقيصها ولا فائدة لها في الألم، خاصة وأنني أمشط الشوارع يوميا كما قلت لكم، قررت أن أجري فحصا بالأشعة، وتأجل الإجراء أسبوعا ونصف، وكانت المفاجأة يوم الأربعاء 29 من حزيران الجاري أنني مكسور الإصبع أيضًا
عندي كسر في عظمة العرش اليمنى الأولى 1st.metatarsal Fracture والحمد لله على الكسر والجبر، أخذت الإجازة ومضيت مع ابن عبد الله فمشطنا الطريق إلى محطة القطار ومشطت أنا الطريق إلى مركز الطب النفسي حيث أقابل مرضاي، ومندوبي الشركات وقليلا من المجانين الحقيقيين وأدير من على يميني موقعا يدعى مجانين.
ولكن الأمر جدير بالرثاء، أحمد قال لي عليك أن تراعي الله في جسدك يا وائل لقد كبرنا ولم يعد حملك يستطيع أن تفرط في جسدك ولا حملي، واتصلت بأخي عبد السلام عظام، أقصد عبد السلام حفني أستاذ العظام المساعد في الجامعة، ولكنه كان في مطروح يصيف –والعاقبة عندكم يا كل المجانين- وسيعود السبت ويراني إن شاء الله، وسألني هل العظم في مكانه، فقلت غالبا على قدر فهمي للأشعة يا أخي، فنصحني برباط ضاغط وألا أحملها وزنا قدر استطاعتي، وأفهمني أن فرصة التجبيس انتهت غالبا والحمد لله.
ولكن أنا........ هل اختفت إشارات الألم من قدمي؟ كيف بالله عليكم أسير على عظمة مكسورة في قدمي اليمنى وأمشط الشوارع صباح مساء شهرا، وأنا مكسور، هل ألم الرقبة مثلا كان يسهيني؟؟ أحسب أنا في ما مررت به خبرة مهمة تؤكد صدق ما أقوله دائما لمرضاي! رد فعلنا على العرض أو الأعراض يعتمد بشكل كبير على كيفية تفسيرنا لها، فلأنني عزوت الأم إلى التهاب ناتج عن ترسيب حمض البوليك في أنسجة إبهام القدم والأبخسين، كنت مستعدا لتحمل ألم العظمة المكسورة وأنا كل نهار أفتت ما يجمعه جسدي ويرسبه مكان الكسر من كالسيوم وغيره من مستلزمات التحام العظم بالعظم، أفتته وأحسب أني أذيب حمض البوليك، الظريف أنني بعدما عرفت الحكاية أصبحت أكثر استعدادا لتلقي الألم من قدمي اليمنى وربما لأنني أصبحت أكثر حرصا أيضًا على عدم التحميل عليه أصبحت أكثر تلقفا للألم!، لكن..... لا اطمئنوا جميعا يبدو أنني مفضوح من قبل حكاية ما أحكيه، لقد عرض الأمر في: الله يشفيك يا دكتور وائل... على المنتدى مجانين على الخط وآدي مكالمات وإيميلات خير خير أنا كويس جدا وشغال أهوه الحمد لله الحمد لله يا مجانين.
واقرأ أيضاً:
رهاب اللامحمول لا تصدق معدا ولا صحفيا / بين المهدي وباسم يوسف ومجانين / إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟ / التزنيق الجنسي في المواصلات: هل هو ظاهرة؟