شغلتني وما زالت فكرة إدراكي، وإدراك من حولي لي، كيف يرونني؟!! وبماذا يصفونني وأين يصنفونني حين يتحدثون عني؟!
وكم سألت أصدقاء هنا وهناك بجدية حين يقولون لي:- كنا في سيرتك، فأسأل: ماذا كنتم تقولون؟! ولمن؟!!
وفكرة أن تحكي عن شخص ما لشخص ثالث هي في حد ذاتها مثيرة جدا بالنسبة لي، وأحب أن أكتشف صيغة ما لها دون أن تكون غيبة أو نميمة، ومبدئيا ربما لا أحكي إلا عن من أحب وأحترم، وبكل أدب واحترام وتقدير ممكن، لكن ماذا يقول الناس عني؟!!
يبدو أن هذه الفكرة: ماذا يقول الناس عني ؟! تشغل البشر –ربما– ولكن قليل منهم من يصرح بهذا، وكانت الفكرة محورا لعرض مسرحي رائع من نوعية المونودراما -ممثلة واحدة تؤديه– ضمن عروض مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة سبتمبر الماضي، ذلك المهرجان الذي لا يعرف فيه أحد شيئا عن العروض قبل أن يحضرها الجمهور، وكل واحد وبخته!!!
لا يمكن أن أنسى الممثلة وهي تقول اسم العرض في بدايته وتضغط على الحروف، وهي تنطق اللهجة المصرية قائلة.
"بيقولوا عني"، ولا أدري من أين جاءت بهذا الرقم الكبير المدهش عن عدد الساعات التي نقضيها –في المتوسط– ونحن نتحدث عن الآخرين، وليس معهم فقط!!
حين أفكر في تعريف نفسي أحب أن أراني داعية حريات مدنية، وحوار مجتمعي، ونضال سلمي من أجل هذا وذاك، وربما أقوم بهذا أو أطمح إليه عبر تركيبة شخصية حاولت وصفها خلال تعارف مع أجانب فقلت أنني:
- أصولي وتحديثي، أو أصولي تجديدي
- باحث عن عولمة بديلة أكثر إنسانية
- إسلامي مدني
- إنساني متدين
وربما أضيف ديمقراطي اجتماعي، وكانت محاولة لوصف الخطوط والخيوط التي أراها تلتقي في، وتخرج مني، على أرضية تخصصي وأنشطتي المتنوعة.
ولو كان ما تقدم يبدو جيدا أو لا يبدو كذلك، فأنا مدين للحوار كوسيلة معرفة وتعارف وبناء ذهنية ومهارات، وعبر حوارات طويلة وممتدة مع خلق الله من كل شكل وعمر ولون وجنس تعلمت الكثير عن الدين والدنيا والحياة والبشر، وبنيت وما زلت قناعات وأفكار أرجو أنها تزداد نضجا وتبلورا مع الأيام، وأنا لا أتوانى لحظة في تشجيع الناس ودعوتهم إلى هذا الخير، فلا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأرجو أن يتسع الوقت للتواصل مع من يودون السير في هذا الطريق.
اقرأ أيضاً:
على باب الله جواز سفر/ على باب الله: بنية وبيئة / يوميات أب مصري (مثكف)