"رب هجر قد كان خوف هجر / وفراق قد كان خوف فراق"
لماذا يتورط البعض في الحب المستحيل بل لنقل غير المناسب وعديم القدرة على الاستمرار وبالتالي يعيشون قصصا من الهجر المتكرر.
يختارون ويغرقون في الحب ثم في لحظة قد تأخذ شهورا أو سنينا من أعمارهم يدركون ضرورة الفرار أو العودة إلى خانة الصداقة.
هل يشارك اللاوعي بدوره في هذه المؤامرة المدبرة ضد الذات هل هي رغبة في تعذيب هذا الفاشل الدائم أم أنها مجرد مصادفات فمن ذا الذي لا يسيء الاختيار في هذا العصر المليء بالطموحات والآمال في عصر الازدهار الفردي واقتناص فرص الحياة. ولكن هل يمكن أن تكون ظاهرة "الهجر المتكرر" غير المرغوبة,مرغوبة بلا وعي.
"غير ممكن إنها المرة الثالثة التي اقطع بها علاقتي وبنفس الطريقة!"
أو "حياتي العاطفية كارثة فأنا أعشق الوقوع في الحب وأنغرس فيه بانتظام وبعد ذلك لا أفهم ما الذي وجدته فيه". لقد سمعنا جميعا في أحد الأيام مثل هذه العبارات.
كان يجب أن نأمل في أن اكتشاف خيبة الأمل سيدفعنا إلي مزيد من الواقعية عند التطبيق. ورغم ذلك لا يزال أغلبنا يخلط بين سحر اللقاء الأول وتأكيد الاستمرار. الأولى ليست حسب الطلب فالعنصر الحاسم فيها غالبا للصدفة والأخرى تتطلب عملا دءوبا ويوميا لم نتعلمه من أحد. يبدو أننا نعرف الكثير عن شراك الحب وخداعه بل أكثر مما يجب بينما نحن لانعرف ما يكفي عن وصفاته وطريقة استخدامه والتعامل مع المحبوب.
نظل نؤمن بأن الأساس هو العثور على ما نحبه دون أن نتساءل ونقيم قدراتنا الذاتية على جعل العلاقة تستمر.يبدو أننا ننتظر من الحب أن يحل مشاكل عدم رضائنا النرجسية والعاطفية عن أنفسنا دون أن نحسب كم يحتاج الحب إلى مستوى من الصحة النفسية المتبادلة كي يترعرع. أغلبنا يهتم أن يكون محبوبا أكثر من أن يحب.
وهناك نظرية تقول إن غالبية المتقدمين للحب يرتكبون عادة ثلاثة أخطاء:
الخطأ الأول هو الظن بأن المشكلة الأساسية للحب هي معرفة كيف تكون محبوبا بينما المفترض هو أن تتعلم كيف تحب.
الخطأ الثاني هو افتراض أن مشاكلنا في الحب مادية وليست موهبة واستعداد.
الخطأ الثالث هو الخلط بين التجربة المبدئية للوقوع في الحب والحاجة الدائمة لأن نحب لأن افتتان الفترات الأولى ليس شبيها بالحب الذي يقوم أساسا على العطاء وليس الأخذ.
وأخيرا أحد مفاتيح النجاح في الحب في الواقع هو قبول فكرة أن الشخص المثالي غير موجود وتعلم التعامل مع نقائصه وإصلاح أنفسنا. إن الاستمرار في الحب هو عمل بلا كلل.
اقرأ أيضاً:
إعترافاتي الشخصية: العسراء / الفتاة ذات النظارة الطبية