هي ذات شعر قصير وملامح جادة، جسمها أقرب إلى الصبي .تحب القراءة، وارتداء الجينز.
في الصف الثالث الابتدائي لم تنجح في مادة الحساب.
أخبرت المدرسة أمها أن إجابات ابنتها كانت صحيحة ولكن لامتحان آخر، فمعظم أرقام المسائل لم تكن كتلك المكتوبة على السبورة. فتوجهت بها أمها إلي طبيب العيون وبعد الكشف تبين أن ابنتها تعاني من قصر النظر.
ماذا تعني تلك الصديقة "النظارة " لفتاة كأي فتاة تحب أن تكون جاذبة للشباب، كيف تمارس الرياضة البدنية في حصة الألعاب؟ وعندما تتهيأ الأسرة لالتقاط صورة فوتوغرافية تصر على خلع النظارة الطبية فكم أحبطتها صورتها عندما ينعكس الفلاش على زجاج النظارة فتبدو بلهاء.
وعندما وصلت للسن التي سمحت لها والدتها بأن تستخدم بعض أدوات التجميل خاصة في بعض المناسبات العائلية كالأفراح مثلا، كانت تهتم بتكحيل عينيها وتستغرق وقتا طويلا في محاولة إبراز سحرهما وعندما ترتدي نظارتها ترى عينيها صغيرتين بفعل العدسات الطبية. تحاول إخفاء إحباطها وتردد أن الجمال هو جمال الروح وتألق الشخصية، لكن شخصيتها خجولة. فتقرأ وتهتم بالفنون بحثا عن نقاط تميز تعوضها عن ما حملته إياها تلك النظارات الطبية من أعباء.
لكن العلم والاختراعات الحديثة جاءت بالحل الجذري "العدسات اللاصقة" ولكن يا فرحة ما تمت، سنة والثانية ثم أصابتها حساسية مزمنة. قال لها الطبيب جفونك أصبحت من الداخل مليئة بالمرتفعات والتكلسات ولا بديل عن العودة للنظارة الطبية فلم تستسلم رغم أنها تزوجت ولم تعد في حاجة لاجتذاب إعجاب الشباب. ليست الأمور بتلك البساطة.
ولكن ما باليد حيلة فالعناد لا يفيد، إحساس دائم برمال داخل العين فلا تتوقف عن البر بشة ولا تقولوا لها إن العلم تقدم وهناك عمليات الليزر، لأنها عايشت تجربة صديقتها التي كادت تفقد بصرها عندما لم يلتئم الجرح نتيجة الملوثات الموجودة في الجو. إضافة إلى ما تقرأه في الصحف من آراء متباينة مؤيدة ومعارضة . فاكتفت بارتداء العدسات في أضيق الحدود.
وعندما ارتدت ابنتها نظارة طبية فرحة لشرائها شيئا جديدا، تذكرت كيف كانت في طفولتها تجلس أقرب ما يمكن أمام شاشة التلفزيون فهم يتحدثون عن مضار تلك العادة وتأثيرها على النظر. فقد أرادت التشبه بشقيقتها الكبرى التي ترتدي نظارة طبية "طيب اشمعني أنا لأ".
لكن هناك دائما أمل، فقد تفنن مصممو النظارات الطبية في ابتكار خطوط عصرية وظهرت نظارات بدون إطار.
وتمر الأيام وتتسع اهتماماتي وأعبائي ولا تلهيني عن التفكير في شكلي وجمال عيني وأتجاوز مخاوفي وأجري عملية الليزك وأتخلى عن النظارة الطبية نهائيا "إنها حقا معجزة" ومع ذلك يظل سؤال يعبرني كلما صادفت إعلانا لفتاة شديدة الجاذبية ترتدي نظارة طبية. أمال عقدة النظارة دي جت منين.. يا جماعة المشكلة مش في النظارة الموضوع أكبر من كده بكثير على الأقل بالنسبة للستات والبنات.
اقرأ أيضاً:
اوصفولي الحب / من شرم الشيخ