بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في والديّ الكريمين.. فمنذ نعومة الأظفار قد عودونا على حمل المسؤولية أكرمهما الله..
تعرضت شقتنا بالإسكندرية للسطو والسرقة.. فتم إبلاغنا بالحدث.. حالت ظروفهما دون الذهاب لتحري الموقف وللوقوف عنده.. فذهبت أنا وأخي بدلا عنهما..
لأول مرة أدخل قسم الشرطة – ويا رب تكون الأخيرة - يسمى في الإسكندرية !!
التخشيبة.أو بالكراكون.. فأما التخشيبة فلأن الغرفة المؤقتة التي رأيتها يحتجز بها المتهمون من الخشب.. وأما الكراكون.. فلم يعرف أحد ممن سألت..
كنت مرعوبة وأنا أدخل هذا المكان.. أخاف أن لا أخرج لسبب أو لآخر.. كأن أكون شبيهة لإحداهن أو شيء من هذا القبيل.. ساعتها لم تكن معي تحقيق شخصية إلا كرنيه الكلية..
لاحظ أخي وائل ارتيابي وقلقي.. فابتسم ساخرا.. وعاملة نفسك صلبة..
قلت له: يا عم الصلابة لها حدود بردو.. لأول مرة أشاهد المجرمين وقد كبلت صوامعهم بالحديد.. لأول مرة أرى المحبس .. لأول مرة ألتقي بالنجوم والنسور والدبابير!!
لأول مرة أسمع سين وجيم..
كنت دوما أنظر لرجل الشرطة بهيبة واحترااام - ولا أزال طبعا - ربنا يجعل كلامنا خفيف دخلنا قسم الشرطة.. عايزين ايه؟؟ شقتنا سرقت وقالوا لنا الحرامية مسكوهم وعايزينا نقفل المحضر.. عند فلان الفلاني.. البلاغ رقم كام؟؟.. لا نعرف.. فلم نبلّغ شخصيا!!
اعرفوا الأول رقم البلاغ ثم.... رووحة وراجعة.. عرفناه الحمد لله.. آه أنتم بتوع شقة العجمي أيوة الله ينور عليك.. دول اتحولوا للنيابة.. يانهار؟؟ نيابة؟؟ أنا قادرة أقف في قسم الشرطة لما هاروح النيابة؟؟!!
أخي وائل يكبرني بثلاث سنوات.. ولكونه على علم بأخته وكم هي لمضة وتسأل عما تجهل فقد نبه علّي قبل دخولنا قسم الشرطة أن لا أفتح فمي.. معللا.. لو حصل وقلت ما لا يعجب لن يأخذوكِ أنت بل سيأخذون الرجل.. دا اللي هوا هوا..(مزاااح)..
في امتعاض: حاضر..
ومنذ بداية الرحلة وأنا أتساءل في سري..
ماذا ولماذا وكيف.. وجميع أدوات الاستفهام..
كله في سري..
المهم ذهبنا لمبنى النيابة العامة.. لفينا وروحنا وجينا.. وانتظرنا بالساعات
أمام مكتب سيادة وكيل النيابة.. سألت: وائل أنا تعبت بقة.. هندخل امتى؟؟
سمع أحدهم أول سؤال لي بحس عااالي.. فقال لي: يا هانم في قضية كبيرة مع سعادة الوكيل أول ما هيخلصها هدخلكم على طول..
فسألته - مادام طيب كدة وقال لي يا هانم-:قضية ايه؟ قال : كذا.. ايه أنت ما قرأتيش الجرايد؟؟ لا والله لم أفعل..
قلت لأخي: أنا سأذهب أجلس على الدكة دي - مقعد طويل - هي مش حلوة قوي.. ولكن قدماي تورمتا.. ابتسم وقال لي: أهي أنافتك دي المكان الي إحنا فيه أحسن علاج ليها..
ليست من عادتي أن أسكت.. ولكني فعلت يومها - غصب عني-
ولما جلست على الدكة ولسه سآخذ نفس عميق يجدد لي نشاط خلاياي.. وإذا بفتاة غريبة تقترب من أخي بتتسحب!! وعفوا تتلوى مثل الثعبان.. منظر غريب لم أره من قبل.. أخرجت سيجارة وطلبت منه بدلع.. أن يشعلها لها... لا أدخن يا ستي..
أنت جاي في ايه؟؟ ايه.. لا.. دا أنا اتسرقت شقتي.. أنا الشاكي..
مم تيّب قال : طيب عن إذنك.. وذهب لركن آخر.. فأتت وراءه.. ولكن قد قصّرت المسافة بينهما فززت من مكاني.. ولما رأى أخي قدومي أشار إلي بأن لا آتي.. فلم أستجب
اقتربت.. ايه خير يا وائل؟؟ قال: ولا حاجة ولا حاجة أنت جيتي ليه.. فنظرت إليها ساخطة أحاول إخفاء ريبتي من منظرها وتستفزني طريقة بذيئة تلوك بها لبانة..
أخذني أخي بعيدا عنها.. وأنا أنظر اليها ناهرة .. وترد هي نظرتي بنظرة من فوقي لتحتي!!..
حبست دموعي.. فقد دخلت دنيا غير الدنيا.. متى سنخرج من هنا؟؟
مر الوقت بطيئا.. دخلنا.. سؤالين.. ثم قال الوكيل: احنا أفرجنا على الحرامي بضمان محل إقامته والمسروقات الي وجدناها معاه هتستلموها..
فر مني سؤال ذا نبرة حادة: نعم.. أفرجتم عنه.. بضمان..؟؟
اتكأ أخي على يدي بقوة.. منبّها.. أن لا فائدة من سؤالي.. بل يمكن ضرر..
لم يبالي سعادة الوكيل.. وأعطانا ورقة بموجبها نستلم المسروقات..
وأغلق المحضر في ساعته وتاريخه.. وامضي يا أستاذ..
والسلام عليكم..
....
مودتي
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب: يرعبني الصراخ / يوميات رحاب: طلبت ايدك من أبيك