- عاملة إيه يا وسام (مشهد مكثف من الأحضان والقبلات).
- الحمد لله تمام.
- ومفيش لسة جديد (تقصد العريس).
- (ضاحكة) لا.
- (في مواساة) مش عارفة إيه اللي حصل؛ الرجالة اتشكوا في نظرهم؛ بقة المهلبية دي ما تتجوزش لحد دلوقتي.
- ( غارقة في الضحك) الله يكرمك؛ ده من ذوقك.
هذا فصل من سلسلة حوارات تدور مع الكثيرين؛ وما أدراكم بالحوار اليومي الذي يدور بيني وبين والدتي؛ التي لا يهمها بمن أتزوج، فقط أتزوج وربنا يسهلها بعد ذلك؛ والبطيخة تطلع حمراء!
والعجيب أني في الثانية والعشرين من عمري؛ ولكن الآخرين يصرون على أني تأخرت في الزواج؛ ولا يفكرون أبدا بأن الاختيار هو الذي تأخر بي؛ وأني لن أكون ضحية رجل لم أنتظره!
نظرية القفل والمفتاح
ساعة وصولك من الخيال
آخر مواعيد السفر..
هكذا عبر جمال بخيت في إحدى قصائده عن انتظار إنسان لآخر بعينه؛ فالأرواح كالقفل لا يفتحها أي مفتاح؛ وهذا ما يؤكده المثل الشعبي المصري " كل فولة وليها كيالها"؛ والحديث النبوي: "القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها". وقوله تعالى:{ لَوْ أَنفَقْتَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال:63).
ولكن من يعي هذه الحقيقة؟
أمام الفتاة اختيارين: إما أن تؤجل فكرة الارتباط حتى تجد من هو مناسب لها؛ وإما أن تقبل بأي واحد ذي كواصفات مؤهلة للزواج بشكل عام حتى لا تقف أمام رغبة المجتمع. ولكن هل سيكون الناس معها تحت سقف بيتها؛ حتى تجعل الفتاة منهم حكما على طريقتها في الحياة.
حلم بسيط
أتذكر مشهد لسمير غانم في مسرحية (المتزوجون)؛ فعندما أراد أن يضبط الجاكتة؛ البنطلون ضرب؛ وعندما أراد أن يضبط البنطلون؛ الجاكتة ضربت منه. فاضطر في النهاية أن يترك أحدهما غير لائقا. مشكلتي أننا في مسألة الزواج ليس لدي القدرة على تقديم تنازلات أمام طموحي في رجل أبتاعه حياتي؛ وأبايعه على الحلوة والمرة.
والله أنا لست طمّاعة؛ ولكن لي نفس تواقة؛ ترفض أن ترضى بما لا يرضيها. أنا لا أفكر مثلا في المستوى المادي مثلا؛ ولا الذي سوف يقدمه لي من تأمين مادي لتوفير حياة رغدة.
أنا لا أفكر في الزواج لتنتقل صكوك الملكية من والدي لزوجي؛ لي روح تأبى أن يملكها أحدا؛ أريد أن أعمل وأتنفس وأخرج دون أن يكون هناك من يأمر وينهى؛ ولا أعني بذلك أني أريد "دلدول" يقبل بأن تكون حياتي بالنسبة له عبارة عن مجرد "إخطارات".
بل أتمنى من يتركني أسبح على طريقتي؛ وأعود إليه. فعلى سبيل المثال: رغم أنني أضيق بالرجال الذين يأمرون زوجاتهم بشئون البيت؛ ويتعاملون معهن على أنهن خادمات في المقام الأول؛ دون النظر إلى مسؤولية الأولاد أو مرضهن....
وسأسعد كثير إذا ما ألح زوجي على أن يكون شريكي في هذه الواجبات بعينها؛ ولكني في الوقت نفسه لا أطيق أن يحمل عني ولو كوب ينقله من مجلسه إلى المطبخ.
هل ذنبي عشق العلم والعمل؟
سؤال أرد به كثيرا على أمي؛ تسألني دوما عن "قنعرتي" على من يتقدمون لخطبتي؛ ولكنها لا تستوعب سوى أمنيتها في أن تراني "في بيت العدل". أحب العمل الصحفي والأكاديمي الذي شرعت فيه؛ فهل لابد أن أتخلى عن حقوقي كإنسانة مقابل طموحاتي كامرأة؟
أعتقد أني على صواب؛ فلماذا أعصر على نفسي ليمونة وأرضى بأي شريكا؛ يقاسمني لقمتي وفراشي وأفراحي وأتراحي؟ .
أعيش في هذه الدنيا بلا شركاء؛ لا أعلم غير الله أبك له، وأتكئ عليه.
أتمنى من الله مندوبا (زوجا) يخلفه في رعايتي على أرض حياتي؛ وهذا حقي.
أرى أن هناك أمورا في الحياة لا ينبغي أن يفاصل فيها المرء.
أقص لكم لتشاركوني جنوني أيها (المجانين) من أفعال أهل الأرض؛ أعلم أن الحياة أرهقتكم مثلي. ولكن مثلنا لا يذاع لهم سرٌ إلا بين سطور المجانين!
واقرأ أيضا:
سب النبي .. هل هو حقاً/ حكايات بنت الفرات ..الزواج الثاني, مشاركة/ حكايات بنت الفرات: مواقف مؤثرة(2)/ حكايات بنت الفرات لغة الجيل الجديد