سافرت مع أسرتي في رحلة إلى شرم الشيخ في شتاء هذا العام أي منذ عدة أشهر، واستمتعت بتلك الرحلة فمياه البحر شفافة تجعلك ترى الأسماك الملونة وأنت قريب من شاطيء البحر الأحمر... حتى رسمت الأسماك التي شاهدتها ونشرت على الموقع على الرابط والرابط:
ولم أكن أعلم أنني سأسافر إليها مرة أخرى ولسبب مختلف تماماً... فالكارثة التي حلت بتلك البلد استدعت كمًّا كبير من الطاقات لتحسين الخدمات التي يمكن أن تقدم في الكوارث.
خلال الثلاثين عاما الماضية هناك 3 مليون حالة وفاة خلال الأزمات أو الكوارث الطبيعية وقد تكلف تقديم المساعدة للمصابين والعمل على احتواء تلك الأزمات حوالي 30 بليون دولار .... ففي تسونامي -على سبيل المثال- وصل عدد المصابين إلى 250000 مصاب، ويذكر التاريخ أن الطوفان الذي أصاب الصين قد خلّف مليون مصاب... كل هذا يعني أننا يجب أن نستعد للأزمات قبل حدوثها وليس بعده، ولا نقول أنها لن تحدث أبداً !!!
ويجب أن تكون خدماتنا على مستوى عالمي وإلا كانت المصيبة أعظم وأشد... ذلك أن الخدمات الطبية يجب أن تصل إلى المصابين في أي أزمة خلال عشر دقائق من الإصابة !!! حيث يموت نسبة تقدر من 20 إلى 30% من المصابين خلال هذه الدقائق، كما يجب أن يصل المصاب الذي يحتاج إلى عملية جراحية إلى المستشفى خلال ساعة من الزمن...
لذا يطلق على الساعة الأولى من حدوث أي كارثة "الساعة الذهبية" ففيها يتم فرز المصابين في مكان آمن وقريب من مكان الكارثة، ثم نقلهم بسيارات الإسعاف تبعاً لحالاتهم فينقل المصاب الذي يحتاج إلى عناية فورية ثم ينقل الأقل الأهمية أما المصابون القادرون على المشي فيحتلون المرتبة الثالثة، ويتعاون في العمل أيضاً الدفاع المدني حيث يبدأ أولاً بتأمين الموقع والتأكد أن دخول المسعفين آمن.
لقد وصلنا إلى مطار شرم الشيخ الدولي صباح يوم الجمعة 29 يوليو 2005 أي بعد أيام من حدوث كارثة شرم الشيخ... وقد تكون فريق العمل من مجموعة من المتخصصين في طب الطوارئ والمدربين "بمركز التدريب على الأزمات" وهو مركز دولي مقره مدينة الزقازيق بمصر وموقعه على الانترنت على الرابط .
لمن يريد أن يحصل على التدريب وينفع بلاده... وكان الهدف من ذهابنا إلى المستشفى هو تدريب الأطباء والممرضات والمسعفين والإداريين على التعامل مع الأزمات والكوارث مع الاستفادة من الخبرات السابقة في شرم الشيخ وغيرها ... ولم يكن هذا هو التدريب الأول في شرم الشيخ، بل سبق أن قام المركز بتدريب لهم من قبل.
..
فنشر المسعفين في المجتمع يساعد على إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين... وقد احتوى التدريب على ورشات عمل دورات حول: مشهد الحدث واختيار المكان القريب المناسب لفرز المرضى السريع قبل نقلهم، وطرق فرز المصابين، وعمل الإسعافات الأولية، واستخدام أجهزة الصدمات الكهربية للقلب...
لقد استفدت من تلك الخبرات الرائعة لدى فريق العمل، وتدربت مع العاملين في المستشفى... فكنت متدربة ومحاضرة فى نفس الوقت!!
وقد دارت محاضرتي حول الآثار النفسية للكوارث وطرق التعامل النفسي معها وهي منشورة على هذا الرابط
حفظ بلادنا وبلاد المسلمين.
واقرأ أيضاً:
آه ه يا سنتي ... آه من المستشفى النفسي/ لبنان ... ما أجملك