الكاتب: أ. لمى عبد اللهالبلد: مصرنوع العمل: مشاركةتاريخ الاضافة 21/08/2005 تاريخ التحديث 17/08/2019 05:38:01 المشاهدات 6565 معدل الترشيح
يقول الدكتور أحمد في على باب الله: التعويذة: "أنا مفزوع أن تنتشر هذه الأفكار في مجتمعاتنا التي تقول بأنها متمسكة بالإسلام" هذا ليس بغريب، حين تدخل حضرتك في عمق الدين الذي يعتنقه عامة الناس، حيث تبث في روع الناس أن العلاقة القوية بالله تعالى تُخرج الإنسان إلى ما وراء الطبيعة ومنحه قدرات فذة وهائلة يحقق بها ما يريده، والناس تصدق هذا الكلام لأن هذا الكلام له دليل فعلا من سيرة الصحابة كيا سارية الجبل لعمر بن الخطاب، والمشي بالجنود فوق صفحة النهر للعلاء بن الحضرمي، فينسجون على منوال هذه الخوارق حكايا كثيرة، ويبدو أن الناس تريد أن تصدق ذلك لأنه تغيير للواقع وتحقيق للأحلام بأقل كلفة ممكنة كما لو كان أحدهم قد عثر على مصباح علاء الدين..
ومن القصص الملفقة والتي ضحكت منها وبكيت على حالنا في تصديق الناس لها حين سمعتها، قصة أم ذلك الشيخ الجليل الذي بدأت كراماته في الظهور منذ أن كان جنيناً في بطن أمه، حيث أن أمه تعرضت لمحاولة اغتصاب من أحد المجرمين وهي حامل به، فدافعت عن نفسها فلم تقدر ، فما كان من ابنها عفواً أقصد جنينها إلا أن مد رجله من بطن أمه فرفس المعتدي وأبعده عن والدته!!!
وغيرها كثير.. طبعاً لا يستطيع الجميع تصديق ذلك حتى النخاع، هذا التصديق وذلك الاقتناع العميق الذي تمتاز به العقيدة الإسلامية الصافية، ولكنهم لا يجدون الدليل ولا الحجة لرفض ما يشكون به بالإضافة إلى هروبهم من تهمة الزندقة والمروق من الدين- الذي يحبونه ويريدونه- إذا ما أبدوا أي رفض لتصديق هذه الخرافات..
وإذا بهم وتحت هذه الضغوط يستسلمون شيئاً فشيئاً ويبتعدون عن الاعتراض بل ويصبحون من مروّجي هذه الحكايا "الدينية" والتي أضحكت علينا القاصي والداني..
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم..
ومش فاكرة الشطر الثاني
لأ وإيه، فاكرين إن إحنا اللي عارفين كل حاجة وغيرنا هم الجهلة،
وزي ما بقول الشاعر: إن كنت تدري فتلك مصيبة،**** وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم..
فنحن جهلة + جهلة بجهلنا.. هل هذا هو الجهل المركب؟
إذاً الناس: تستمرئ وتستعذب حكايات القدرات الخارقة + بتحب الدين جدا + جاءتها هذه الخوارق مرتبطة بمفاهيم عميق الصلة بالله = شيوع التفكير الخرافي
مش حدخل في تفاصيل وجدال تحديد هوية الجاني فيما وصلنا إليه، لن ألوم أحدا، بل سأبدأ بلوم نفسي حين كنت أضعف عن مواجهة هذه الترهات بالحجة إلى أن بدأت في مرحلة ما تتمكن مني، ليس تصديقاً بها فهذا ما لم أستطع فعله، بل سكوتاً عنها على اعتبار إنها أحسن الموجود، على الأقل بتحبب الناس في الدين.. ومكنتش واخدة بالي من التأثيرات السلبية الهائلة والتي نتيجتها النهائية: خروج الناس من الدين..