أقف أمام البحر لأرى مشهد بديع في خلق الله فالمياه تتباهى بدرجاتها الزرقاء، والسماء بصفائها تعكس صفاءً ما بداخلي...
أما الرمال البيضاء الدافئة فتشعرني بالدفء والهدوء الداخلي، ما أروع هذه الحديقة الخضراء الصغيرة التي أمامي...
إنها مليئة بالورود ولا يفصلها عن البحر سوى الرمال...
هذا البحر الواسع الممتد على مدى البصر يجعلني أشعر أن أي مشكلة أواجهها في الحياة هي مشكلة صغيرة مقارنة بهذه المساحة الشاسعة!!
وأنني من أضيق الدنيا على نفسي ولكن أرض الله واسعة... وفي هذا الجو الجميل يصحبني كتاب "جدد حياتك" للشيخ الغزالي...
فبأسلوبه السهل يتناول فكرة أهمية الوقوف أمام النفس لنتساءل إلى أين؟ فيقول الكاتب: "كثيراً ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة كتحسن في حالته أو تحول في مكانته، وقد يقرنها بموسم معين أو مناسبة خاصة كعيد ميلاد أو غرة عام مثلاً، وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافداً من روافد القوة المرموقة قد يجئ مع هذا الموعد فينشطه بعد خمول ويمنيه بعد إياس وهذا وهم. "فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس". إن الإنسان بقواه الكامنة، وملكاته المدفونة والفرص المحدودة أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبنى حياته من جديد. " *
دعونا نبدأ من جديد، نبدأ بعبادة لا نعيرها أي اهتمام... عندما يحل المساء وتهب نسمات رقيقة من البحر أعيش في جو روحاني.... أتنفس بعمق وأتأمل السماء المرصعة بالنجوم المضيئة والمتلألئة على خلفية ذات لون أزرق غامق، هذا التأمل هو بحق "عبادة.... نعم عبادة،،، إنه مشهد رائع لا نراه في المدن الكبيرة... عن التأمل في خلق الله سبحانه وتعالى لا يجلب لنا الراحة النفسية فحسب، بل يعطينا الحسنات أيضاً!! وسواء كنت على شاطئ البحر أم في رحلة صحراوية فإني ادعوك إلى التأمل في خلق الله فهذه العبادة التي كثيراً ما نتناسها تستحق أن نمضي فيها بعض الوقت بل من إنهاء أجازة الصيف في لهو ومضيعة للوقت...
من ساحل البحر المتوسط
واقرأ أيضا:
من مستشفى شرم الشيخ الدولي ... أحييكم / السحر والحسد في العلاقات الزوجية / آه ه يا سنتي ... آه من المستشفى النفسي / الهوية العربية ...الأمل.. أسئلة ذكية..!!