إليك ابنتي لنكف عن الاحتفاظ بعقدنا بوضع قناع عليها.في رأيي التحرر من العقد يمر بثلاثة محاور:الكلمة والعقل والحب.
إنها قاعدة في علم النفس:عندما ننغلق في تصور شكلي يكون أفضل طريق للتقدم هو أن نعمل بالضبط أقل شيء نريده، أقل شيء نعتبره طبيعيا! لأن مواقفنا الطبيعية"تحمي" مشاكلنا.
الكلام..... إن العقدة النفسية يصاحبها شعور شديد بالخجل. وسواء كانت تنصب علي الشكل، الأصل الاجتماعي أو القدرات الذهنية،فإننا واثقون من مواجهة أحكام سلبية، موافقة أو رفض لذا لا نرغب في المخاطرة بالكشف عنها. المناطق المكتنزة التي تختفي تحت بلوفرات واسعة، ابتسامات بدلا من تبادل الأحاديث في جلسات النادي. السر يسمح بتأليف سيناريو كامل وعدم مواجهة الحقيقة. إننا نضخم ردود الأفعال كي نغذي خجلنا. ومهما كانت العقدة مزعجة، فإن لها رغم ذلك وظيفة.
فبها نحمي أنفسنا من وعينا بالمعاناة الأخري التي نحملها داخلنا، وهي ترجعنا للعبة النفسية "الرِِجل الخشبية" التي وصفها أبو التحليل التصالحي "إريك برن". بدلا من الاعتراف بخوفه من الذهاب للرقص، على الإنسان أن يكشف عن ساقه الخشبية.
الكلام هو الخطوة الأولي للتوقف عن تغذية العقدة. ولكن في أحيان كثيرة، الكلام عنها مع المحيطين لا يكفي فحتى إذا كانت احتمالات مقابلة الرفض أو الرأي الذي نخشاه قليلة، فهناك أسباب قوية لتفكيرنا بأننا سنثير الاستنكار("أنت مجنونة، إن أنفك مميز وظريف")، تقليل الشأن ("إنه لاشيء") التعميم ("إن الجميع لديهم عيوبهم الصغيرة") أو النصيحة ("كان يجب عليك...").مع احترام حقيقة معاناتك الحالية، يستطيع طبيب نفسي أن يساعدك على سماع شكوى الطفل المجروح في داخلك وتحرير مشاعرك المكبوتة التي هي أصل عقدتك. إن الإنصات دون إبداء رأي وكذلك مجموعات الكلام تقوم بتحرير مشاعرك القديمة فتمكنك من الكلام عن عقدك مع الآخرين. ستفاجئك في أحيان كثيرة ردود الأفعال وتجعلك تتخلى عن الإغراءات الأخيرة للاستمرار في التعلق بعقدك النفسية.
العمل عندما نعاني من مظهرنا، نميل إلي تعويضه بصفات أخري. هل تشعر أنك غبي ولا تجيد الحوار؟ ستجد نفسك تنمي كنوزا من الرقة ومراعاة الآخرين.هل تجد نفسك سيئا؟ ستنمي في نفسك روح المرح وسرعة البديهة. إننا نميل إلى ترك المجال الذي نظن أنه ليس لنا أي حظ فيه. رد فعل مفهوم جيدا، ولكن مليء بالمعوقات. بالتأكيد هي طريقة لتجنب المعاناة بشدة من عقدنا ولكنها، للأسف، استراتيجية مجربة وجيدة للاحتفاظ بها.
لنكف إذن عن المحافظة علي عقدنا. ولكن لأكمل معك يا ابنتي في الأسبوع القادم.....
ويتبع >>>>>>: عُقدُنا كيف نتخلص منها؟(2)
اقرأ أيضاً:
جراح الحب لا يمكن تجنبها / اعترافاتي الشخصية: خلاص..يعني..خلاص