بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين..
أتانا رمضان وسرعان ما كان الفراق.. ولي في هذا الشهر ذكريات مطويات .. لا يفك طواءها إلا حلول رمضان من كل عام..
وكل رمضان يأتيني أرمق في أيامه نية المضي للأبد بلا رجوع.. فتتزين لدي أيامه وأتزين لها، أعمد إلى ما أحسب أنه يزداد به ثقل الميزان ونقاء النفس وانشحاذ الهمة..
أتوسل أعمالا ربما ترقى بها المقادير.. ولكن منذ كان تخرجي.. فقهت أمرا مختلفا، وقد مرت بي الأيام
أتناول فطوري بعد العشاء لكوني وزملائي في استقبال حالات الطوارئ بالمستشفى.. أو في احتباس لحالة حرجة في الإنعاش.. أو يكون ليلنا قياما... ولكن على راحة مريض أو إشرافا على علاجه..
لا يخلوا النهار من ذكر أو تلاوة والليل من سجود في سحر.. وبذا تتواصل ساعات النهارين في رمضان والنفس مروية والبدن منتعش..
في أيام هذا العام حيث لم أكن أعمل بمستشفاي.. وقد اعتدت على إحياء أيام وليالي رمضان بما أحسبه يصلح لي زادا.. لميعاد آت.. اشتدت بعض أعمالي الطوعية فكانت لي بديلا عن ما اعتدت عليه من مرافقة المرضى في المشفى..
أجد نفسي حريصة أن أنشر ما فقهت به من أسرار رمضان.. تتسارع الألسن بتلاوات للقرآن وتجتهد الأجساد للقيام و الصيام.. في الوقت الذي يكسل فيه التالي والقائم والصائم على تأدية ما دأب عليه وأنيط به من مهام وأعمال طوال العام!..
فيكون التقصير بدعوى الإنكباب على العبادة..
وأحسب أن هذا بعدا عن فحوى كرامات رمضان.. فلم يجعله الله شهر عبادة ولا شهر عمل حصريا عليه..
ولكن قد جعل لنا مراد جل حياتنا عملا وإعمارا وعبادة دون اقتصار.. ولا تقصير..
وأعجب من فئتين.. إحداها تنكر زيادة في العبادة وتكتفي بما اعتادت من عمل بل يحلو لها الليالي الثقافية إطلاقا!!... والأخرى تنكر أي عمل سوى العبادة إطلاقا أيضا!!!
زودنا الله بما يصلح أن يكون لنا زادا.. نتزود به.. فنزداد.. فنعد العدة للموعد والمعاد..
وأعاد الله عليكم رمضان بالخير واليمن والبركات
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب : يوم مر ويوم حلو .. و / يوميات رحاب: أحداث الإسكندرية..