اعترافاتي الشخصية الكدب ساعات مش كدب بس ده كدب
لي صديقة فرنسية أحبت شابا مصرياً تحول من الفلتان إلى التدين الأقرب إلى التزمت فأسلَمَت نزولاً على رغبته وارتدت الحجاب غير ممانعة بل مرحبة إتقاءً للمعاكسات والتحرشات السافرة في وسائل المواصلات العامة والشوارع وكانت قد أخبرتني أن المعاكسات لم تتوقف لكنها أصبحت تحصل على تعاطف من سائقي التاكسي الذين يرفضون تقاضي الأجرة إكراماً لتلك الأجنبية المحجبة ذات الخدود شديدة الحمرة التي تتمناها أي مصرية وتعتبرها صديقتي فضيحة. وكنت أداعب صديقتي مفسرة تعاطفهم معها بأنهم لابد يظنوننك مسلمة فارة من البوسنة والهرسك.
ومنذ يومين التقينا عبر محادثة تليفونية فأخبرتني بأنها أصبحت مثل السيارة البيجو الديكابورلي تلبس الحجاب وهي مغادرة المنزل ثم تخلعه في التاكسي، تلبسه في الأتوبيس وتخلعه في مكان عملها.
فأعلنت عليها بأنها قد حصلت على الجنسية المصرية بجدارة. لكِّن كذب صديقتي لا يجيء شيئاً بجانب ما تتنفسه الداخلية المصرية والصحفيون والمحللون المروجون لممارساتها في الانتخابات البرلمانية.
فنحن المراقبون وأنتم المشاهدون للتقارير الإخبارية ترون التطويق الأمني للجان الإنتخابية لمنع الناخبين في الدوائر المتوقع التصويت فيها للإخوان المسلمين أو المعارضة بشكل عام وهم مصممون على أنهم موجودون فقط لمنع أعمال العنف والبلطجة. كذب لا ينطلي على أحد لكنهم يصرحون ويصدرون بيانات كاذبة بمنتهى الثقة الفاجرة. والكذب كما تُعرِّفه القواميس اللغوية هو "حديث يخالف الحقيقة بنية الخداع" بمعني آخر الكذب هو قول شيء غير صحيح وبنية متعمدة لغش من نحدثه.
إذا تمسكنا بهذا التعريف يجب علينا أن نعتبر أن الكثير من التصريحات التي نعتبرها أكاذيب ليست كذلك. فكثير من الناس مثلا يؤكدون أشياء خاطئة ولكنهم يقولونها بمنتهى حسن النية.
البعض الآخر يتبادلون أحاديث ليست صحيحة تماما ولكن لا يكون في نيتهم الغش. ومع ذلك تظل تصريحات وبيانات الداخلية عن غير حسن نية بل بنية غش متعمدة إذن هي كذب.
إن الأسباب التي تجعلنا نكذب هي دائماً معقدة. فالبعض بلا شك يكذبون لأنهم يشعرون بالمتعة ولكننا في الغالب نكذب لأننا مضطرون ونعاني من ذلك. نحن يمكن أن نكذب للأسباب التالية: لأننا نشعر بالعجز ونخشى الإحباط، لأننا نحتاج إلى رفع الشعور بالذنب أو لأننا مكبلون في أغلال الأنظمة شديدة الصرامة:
فإذا منعنا الطفل من كل شيء،مثلا، وأراد هو أن تكون له حياة تشبه حياة أصدقائه الذين في مثل عمره فهو يضطر للكذب.
وأخيراً يجب ألا ننسى أيضاً أننا جميعاً نعلم أطفالنا ونحن نربيهم الكذب "بالحذف أو الإسقاط" أو في جميع الأحوال أن الحقيقة ليست دائما جيدة لنقولها.
ماذا نفعل أيضاً في الواقع عندما نوبخ الطفل لأنه أخذ يصيح في مكتب البريد: "ماما، ماما... انظري إلى هذه السيدة كم هي قبيحة! "بينما لا يمكننا أن ننكر، ونحن تقريباً صادقين، أن هذه الملحوظة تكون غالباً مناسبة.....
*اقرأ أيضاً:
رب ضارة نافعة / صديقاتي الوحيدات