مهزلة الانتخابات في الزقازيق
بداية، أنا لست بكاتب أو صحفي ولم تخط يدي أي تعليق أو مقال قبل هذه اللحظات...........
ولكنه ذلك الشعور الرهيب الكفيل بأن يقضي على الإنسان ويجعله مجرد دمية أو يجعل منه النقيض، يخلق منه وحشا كاسرا يدمر كل ما حوله.......، إنه الإحساس بالظلم البين والقهر الذي لا يخفي نفسه خلف أي ستار أو مسمى، إن هذا هو ما حدث في الزقازيق يوم الأربعاء الموافق7/12/2005 يوم الإعادة لانتخابات مجلس الشعب حيث كانت الواقعة...............
لقد بدأت لجان الانتخاب في تمام الساعة الثامنة من صباح هذا اليوم (الأربعاء)، وقد كان الجميع يتوقع أنها سوف تكون في غاية التعقيد والصعوبة، وبدأ الناخبون والناخبات في التوافد على لجان الانتخابات وكانت المفاجئة الكبرى حيث منعت قوات الأمن المركزي الناخبين من دخول اللجان...........
وقد تمكنت مجموعة ليست بالكبيرة من الدخول مع أحد القضاة ورغم أنف قوات الأمن والتي تصادف وجودها في لحظة وصول أحد القضاة في مدرسة الناصرية الابتدائية وهي إحدى المقار الانتخابية للسيدات بالزقازيق، والتي كنت سوف أدلي بصوتي فيها وقد تواجدت أمام باب المقر من الساعة التاسعة صباحا وحتى نهاية المهزلة في السابعة مساء ولم أتمكن من الإدلاء بصوتي.
لقد قامت قوات الأمن المركزي بضرب طوقٍ أمني على المقر (مدرسة الناصرية الابتدائية) ومنعت أيا من الناخبات من الدخول واستمر ذلك حتى حوالي الساعة الواحدة ظهرا. وقد توافد مجموعة من المراسلين والصحفيين الذين تم منعهم أيضا من الدخول كما تم التحرش بمراسلي قناة الجزيرة حيث قامت قوات الأمن بأخذ كاميرا التصوير الخاصة بهم.
وفي هذه الأثناء قامت قوات الأمن المركزي بإلقاء القنابل المسيلة للدموع على الناخبات والناخبين في المعهد الفني التجاري أحد مقار الانتخاب للرجال والمجاور لمدرسة الناصرية الابتدائية. لقد كانت المعركة الانتخابية على أشدها ولكن من جانب واحد فقد كانت قوات الأمن المركزي بجانب زبانية اللواء خالد زردق من جانب، وضد الدكتور محمد مرسي وبدون أية صلاحيات في جانب الأخير.
وقد انتشرت أعمال العنف والشغب أمام مقر اللجنة فقد وجدت مجموعة كبيرة من الباطجية بالسيوف والسكاكين (والله العظيم وبدون مبالغة) لتفريق الناخبين والناخبات من أمام اللجان فقد أصيب عدد كبير من الناخبين وقد تفضلت قوات الأمن المركزي مشكورة بإلقاء القنابل المسيلة للدموع.
وحوالي الساعة الواحدة والنصف بدأت بعض الناخبات في الدخول بعد عناء كبير وكان عددهن لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة واستمر الحال على هذا المنوال، يتم دخول مجموعة من الناخبات واللاتي يتم اختيارهن من جانب الضابط المشرف على الأمن بحيث يكن تابعات لغير مرشحي الدكتور محمد مرسي وذلك كل نصف ساعة تقريبا حيث كانت هناك مجموعة من العلامات للناخبات اللاتي يتبعن اللواء خالد زردق مثل وضع حبر أزرق اللون في كف اليد وكارنيهات عليها اسم ورمز اللواء خالد زردق وأيضا كانوا يتحدثون عن كلمة سر وقد كانت (سواسية).
وعلي الجانب الآخر لم يجد الدكتور محمد مرسي سوى مقاومه شرسة من كافة الاتجاهات، وفي حوالي الساعة الخامسة تم منع الجميع نهائيا من الدخول بعد أن رضين بدخول أربع أو خمس ناخبات كل نصف ساعة واستمر هذا الحال حتى الساعة السابعة وفي هذه الإثناء كانت جموع الناخبين قد توافدت أمام الباب الخلفي لمدرسة الناصرية من الجانبين السيدات والرجال حيث منع الرجال أيضا من الإدلاء بأصواتهم وفي مقاومه أشرس حيث الرشق بالحجارة والضرب بالعصي وغيرها من جانب مجموعة من البلطجية بكافة الطرق الممكنة.
وبعد تجمع الناخبين بدأت الهتافات تتصاعد [الإسلام هو الحل شرع الله عز وجل- يا حرية فينك فينك أمن الدولة بنا وبينك – يا قضاة يا قضاة لا تخشوا إلا الله - يا قضاة أنتم أملنا بعد الله.........] وغيرها من الهتافات التي تحث القضاة على محاول إدخال الناخبين وكانت اللحظة الحاسمة الساعة السابعة حيث تم انتهاء موعد الانتخابات رسميا (على افتراض أنها كانت قد بدأت بالفعل)، وخرجت صناديق الاقتراع من اللجنة حاملة معها رفات الحرية والديمقراطية.
0 هذا هو واقع الانتخابات والتي رأيتها بأم عيني دون زيادة بل قد يكون بها كثير من الاختصار وسوف أدع الصور* تتحدث عن نفسها من واقع المقر الانتخابي
صور من موقع الأحداث
كل ما أريده هنا هو تساؤل بسيط أو استفسار: هل أصدق ما تقوله الحكومة عن الحرية والنزاهة في العملية الانتخابية وعن الديمقراطية أم أصدق ما رأيته بأم عيني أمام مقر لجنة الانتخاب؟؟!!!! والسؤال مطروح للنقاش.
وفي الختام حسبنا الله ونعم الوكيل، هي غضبة ليست من أجل الدكتور محمد مرسي ولا من أجل أحد، إنها من أجل حقي كإنسان في أن أحيا حياة حرة كريمة مستقلة يحكمها شرع الله هي غضبة من أجل الإسلام.
ويتبع>>>>> : اغتيال الحرية(2)
*ويبقى الواقع أشد قسوة رغم بلاغة الصورة
واقرأ أيضًا:
إدمان البورصة / زنا المحارم في ساقية الصاوي