إن وحدة من يتركهن حبيبهن تعاش مثل حالة حداد لقصة حب وتكون غالبا مؤلمة. عندما، بعد35 سنة زواج، تركها زوجها وذهب مع امرأة أصغر منها، انهارت هالة، 62 سنة: "في خلال 6 شهور ظهر عندي سرطان في الثدي، شرح لي طبيبي الجراح إلى أي حد يمكن أن يكون هذا النوع من السرطان نتيجة لصدمة عاطفية عنيفة.
قررت بعد أن جرحني زوجي، ألا أجعله يقتلني، كانت هناك ذكرى شهور فظيعة أدركت فيها أنى لم أعش إلا من أجله ومن أجل أبنائي. عندما اقتربت من سن الستين كان يجب على أن أكتشف الوحدة وأروضها. الآن أشعر بلذتها كأمان: لم أعد أشعر بقلق من رد فعل الآخر، لم أعد في الانتظار، لم أعد أقدم كشف حساب لأحد. بالنسبة لامرأة في سني، تعلمي للحياة وحيدة، بمثابة مولد جديد وإعادة تعلم في نفس الوقت.
إن إعادة التدريب علي الوحدة معناها معاناة، صراع ضد عوامل الكبت العميقة.
رانيا، 33سنة، وحيدة منذ ست سنوات، تتذكر القلق الذي كان يتملكها في البداية على مائدة إفطارها : " الاستيقاظ وحيدة، أن أجد نفسي وحيدة أمام فنجان القهوة، عدم التحدث مع أحد قبل الذهاب إلي العمل، إنه شيء مخيف. أحيانا، أشعر أنى مستعدة لعمل أي شيء حتى يتوقف ذلك. ثم أتعود." أول مطعم، أول سينما، أول أجازه أقضيها وحيدة.
كم من الانتصارات التي حصلت عليها على الأسوار التي كانت تبدو منيعة.
ببطء أخذت الحياة تتشكل حول الوحدة، بحيث نتعلم كيف نجد التوازن السليم،وهذا التوازن يكون أحياناً عارضاً: "هذه الوحدة التي أحياها بصفاء، ترتد في أغلب الأوقات وتلطمني عندما أقع في حب رجل وتكون هذه العاطفة من طرف واحد، هذا ما تقوله نوال 45 سنة." في هذه الأوقات يعود القلق على المستقبل بعنف، هل سأظل وحيدة إلي الأبد؟ ولماذا أنا وحيدة؟ هذه العلاقة التي لم تتحقق تقذف بي بقسوة إلي الضياع وخيبة الأمل."
يمكن أن نبحث عن إجابة للماذا أنا وحيدة ؟ في إيحاءات المحيطين والأهل والصديقات. والاستماع إلى ملاحظات مثل: "هل أنت متأكدة أنك لم تكوني متسلطة؟" "من الواضح أنك لا تخرجين أبداً!"، "لماذا لا تجربين بعض حيل الإيقاع الصغيرة.؟"
ويستقر الشعور بالذنب ويتزايد بما تسميه سلوي 52سنة"الإهانات المستترة ": "نحن محاصرات بين النظرة المندهشة لأقاربنا والفخ الذي تنصبه أجهزة الإعلام والأفلام عن هؤلاء الشابات الوحيدات، الجميلات، الذكيات، المثقفات، الشديدات النشاط، اللاتي يملكن وقتهن، المفتونات باستقلالهن واللاتي في مستوى القمة في مهنتهن
إن العزوبية لها ثمن (الوحدة والظلم) لأن المرأة الوحيدة هي التي تعترض خطط الحياة، وتهدد سلام الحياة الزوجية، تدفع ثمنا غاليا لإجازاتها، وقد تجد نفسها مبعدة على أسوأ منضدة في المطعم، ويجب عليها أن تكون متاحة في الأسرة لرعاية الأهل العجائز والعمل على تلطيف أي طوارئ. وفي السن الكبير إذا كان العجوز ما يزال يملك بعض الجاذبية، فإن العجوزة تصبح واضحة."
*اقرأ أيضاً:
الكدب ساعات مش كدب بس ده كدب / مادلين القبطية