استفسار
السلام عليكم السادة الدكاترة المحترمين بعد الشكر لكم على هذا الموقع الرائع والمفيد أريد أن أسألكم لماذا سميتموه (مجانين) فأنا كلما اقترح على أصدقائي ليقرؤوا به يظنوا أنه موقع فيه نوع من عدم الجدية وهو بالحقيقة موقع عظيم جدا
10/12/2005
سؤال وجيه رغم أنه تكرر كثيرا منذ أطلقنا مجانين لماذا سميتموه مجانين؟، ويبدو أنني مضطرٌ لأن أحكي القصة كما حصلت، فقد ذهبت ناويا أن أختار اسم مجنون دوت كوم اسما لموقعي على الإنترنت والذي كنت أنوي أن أقول فيه رأيي في ممارسة الطب النفسي كـوائل أبو هندي في نفس الوقت الذي ربما أنشر فيه أشعار رفاق الجماعة الأدبية التي ما تزال تتناثر بين عيني أوراقها في البيت وفي عيادة المجانين التي أديرها،............ وكنت أيامها قد أمضيت حوالي السنتين أعلم نفسي الكومبيوتر بدءًا من إمساك الفأرة وتعلم الشغل بها، وحتى أنعم علي الله بفهم الأداة والتحكم بها دون دورات وربما ساعدني القدرة على فهم الإنجليزية في ذلك، وكان ابن عبد الله يتعلم الإنترنت أيضًا ولكن في طريقه مع موقع إسلام أون لاين، وهو يدعوني لأشاركه وأنا أتمنع بأن السفر القاهرة كثيرا ليس في استطاعتي.
المهم بحث لي مقدم خدمة الإنترنت لي في تلك الأيام من عام 2002 وكان على المرء أن يشترك في واحدة من الشركات التي توزعت في أنحاء مصر وقتها، وكان أن بحث لي المهندس أشرف السيد، ووجدنا الاسم مجنون دوت كوم غير متاح لتسجيل موقعٍ جديد لأن موقعا يوجد بنفس الاسم، ووقتها رغم أن المجنون كان واحدا ... هو أنا .... فقد اخترت مجانين هكذا بحثا عن الجمع لأن المفرد غير الله لا يفيد، ويبدو أنها كانت اللحظة التي وجهني الواحد القهار إلى التحرك من الفردية ومحاولة التفرد بالأسلوب إلى روح الجماعة والفريق التي عشتها في الجماعة الأدبية ولكن لم أعشها في الجمعية المصرية للطب النفسي -مع نفي التشبيه-، يبدو أنها كانت لحظة في حياتي أهم من سنواتٍ ربما، لكنني لم أدرك ذلك في وقته.
المهم أنني كنت قد أبلغت ابن عبد الله بحكاية الموقع الذي كان وقتها عدة صفحات ساكنة من فصيلة الإتش تي إم إل، بعض صفحات كان يفترض أن تمثل برنامج استشارات، المهم أن اسم مجانين أعجبه، واقترح علي بعد ذلك أسماء أبواب وتكلمنا كثيرا عن الإنترنت والاستشارات عبرها، وفي تلك الآونة صدر لي كتابي الأول: نحو طب نفسي إسلامي وأعلنت فيه عن الموقع ودعوت الأطباء النفسيين العرب لمحاولة الاشتباك مع الواقع والتراث أكثر قليلا مما هم الآن.
بعد عامٍ أو ربما أقل من ذلك،..... استجبت أخيرا لطلب ابن عبد الله أن أساعده في حمل صفحة مشاكل وحلول للشباب والذي كان يحرمه النوم هو وصديقه في وقتها –وصديق كلينا اليوم- الدكتور عمرو أبو خليل، وكانت تجربتي مع صفحة مشاكل وحلول نقلة كبيرة في ممارستي للطب النفسي، زادتني اقتناعا بأن اختيار الاسم كان صحيحا، وأن إرادة الله التي غيرت الاسم من مجنون إلى مجانين إنما كانت تقول لي في نفس الوقت أن الانتقال من الفرد البشري إلى الفريق البشري واجبة.
حتى كان أن صدر لي كتاب الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي وقد كتبت عنوان الموقع مجانين نقطة كوم في سيرتي الذاتية، ولم يكن من الممكن بعد ذلك ألا ينطلق مجانين في شكله الجديد بداية ما ترين الآن واقرئي :
عام على مجانين
عامان على مجانين
ماذا قدم موقع مجانين؟
يوميات رحاب شكرا مجانين
مجانين = مبدعين : نقاش الأسماء والمسميات
مجرد اقتراحات : مجانين = مبدعين!
وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا!
والحقيقة أنني أبدو معتزا بذلك السر الكبير الذي يحيط بالجنون ويحسبني الناس عليما به، وفي نفس الوقت أحب المجانين حين يتكلمون وأسمعهم وأحاورهم، وليس بالطبع كل المجانين، وإنما أقول أغلبهم ومعظمهم، وأصدقك القول أن من لا أحبه منهم هو فقط العاجز عن التواصل معي بما يعجزني أنا عن التواصل معه، وأسأل الله أن ينعم عليه بنعمة فهم الآخر والإحساس به، وتأكدي أن المجنون يكون إلى الحقيقة التي يعيشها الإنسان أقرب حتى ولو اقتضى ذلك القرب ما نراه من الجنون، أي أنني أستثني فقط قليلين في وقتٍ من أوقات اضطرابهم، وأجمع الجميع بإذن الله في حبي لهم لأنهم حين يستعيدون تماسكهم ونستطيع التواصل البشري معا أحبهم أو أحب جنونهم لذاته في أهون الأحيان.
لماذا سميناه مجانين لأننا انتوينا فيه أن نقول الحقيقة (وهذا جنون) وأن نحاول فهم الجنون من جديد وتشبيكه بالإبداع، وبالقرب من الناس الطيبين خاصة إذا كانوا من المجانين، وبيني وبينك مجانين اسم شبابي مجنون "ولا إيه رأيك؟"
وفي النهاية أقول لك هذا هو مجانين وهذا ما نقدمه على مجانين، ثم أننا نجمع بين مجانين العقلاء وعقلاء المجانين فإلى أي فريق يا ترى تنتمين؟ أهلا بك دائما أيا كان ما تختارين، وتابعينا دائما.
ويتبع .......... : لماذا سميناه مجانين : سؤال الملايين مشاركة
اقرأ أيضا:
يوميات مجانين: سمك... زعل.. آه يا أبو هندي / يوميات مجانين: في الطريق إلى رأس سدر / يوميات مجانين: عربية المصريين