"على الشباب الاستعداد للتقدم في العمر حتى لا يعانون الشيخوخة"
ليس كل كبر في السن شيخوخة
وصول الإنسان إلى مرحلة الشيخوخة يصاحبه العديد من التغيرات البيولوجية والنفسية فنجد مثلا تدهور الوظائف العقلية مثل ضعف الذاكرة والنسيان ومظاهر خرف الشيخوخة كتكرار الحديث ذاته عدة مرات ونسيان الأبناء والأهل والبطء في التفكير وتباطؤ القدرة على الابتكار وضعف القدرة على التعليم وتتأثر عملية الإدراك والتذكر بنشاط خلايا المخ التي تطرأ عليها تغيرات تؤثر على نشاطها وفعالياتها، ومظاهر الضعف الجسدي والأمراض المزمنة والإحالة للتقاعد وافتقاد شريك الحياة وابتعاد الأبناء عن الأسرة كل ذلك يشعره بالغربة والخوف والحاجة للسند كما يزداد.
إحساس المسن بذاته ويوجه كل اهتماماته نحو ذاته ما يعرضه لأن يتخذ أحد الموقفين أما محب لنفسه ومعجب بها أو موقف اللا مبالاة والتعلق بالماضي، حيث يشعر بالنقص الذي عليه حاضره فيحاول تعويضه بإضافة ماضيه إلى حاضره، التقدم في العمر لا ينقصه أبدا خصوبة في العاطفة مما يجعل كثير من المسنين ينخرطون في حالة من الوله والحب مع بعض الشابات أو المراهقات ويزيد آلامهم استنكار القيم الاجتماعية لهذه العلاقات وسخرية الناس واستهزائهم منها.
وقد ينتاب المسن حالات من البكاء والحنين إلى أحبائهم ممن رحلوا، كما يتسم المسنين ببعض سمات الأطفال مثل عدم التحكم في الانفعالات تحكما صحيحا شأنهم في ذلك شأن الأطفال اللذين يعجزون عن ضبط مشاعرهم وعواطفهم والعناد وصلابة الرأي الميل لمديحهم والإطراء على أفعالهم كما يشعرون دائما بالخوف من الآخرين وعدم الثقة بهم ويغلب على طابعهم التعصب الذي لا يكون في جوهره على أساس فهم يتعصبون لجيلهم وآرائهم وكل ما يتعلق بهم ويشعرون أنهم مضطهدون، كما يفضلون الطرق والأساليب التي اعتادوا عليها وسبق تجربتها فهم على غير استعداد للمغامرة والتجربة الجديدة، في النهاية يجب عدم الخلط بين مفهوم الشيخوخة وكبر السن فالحقيقة أن ليس كل كبار السن في حالة الشيخوخة.
من الضروريات التي يحتاجها المسن كي يتجنب معاناة الشيخوخة أن يكون له اهتمامات قوية ومتنوعة، له استقلال اقتصادي يجعل الاستقلال المعيشي ممكنا، علاقات اجتماعية عديدة مع الناس من كل الأعمار وليس مع المسنين فقط، والقيام ببعض الأعمال المسلية والممتعة بشرط أن لا تكون مرهقة، تجنب الشكوى والاعتراض ونقد الآخرين الأصغر سنا، وعلى الآخرين أثناء التعامل مع المسنين، العمل بشتى الوسائل لرفع روحهم المعنوية بإشعارهم بالحب والحنان وتجنبهم المناقشات التي تؤدي إلى إثارة انفعالاتهم وإزالة كل ما يبعث فيهم الخوف والقلق، وإتاحة الفرصة لهم للتنفيس عن مشاعرهم والاهتمام بتوفير الحاجات المعيشية الضرورية وشغل أوقات فراغهم وعدم فرض أنشطة معينة أو حلول معينة عليهم بل أخذ رأيهم في كل صغيرة وكبيرة .
وعلى الشباب ومن في مراحل النضج أن يستعدوا لمرحلة التقدم في العمر من خلال اكتساب المهارات والميول والنظر لمرحلة التقدم من العمر على أنها حالة من القدرة وليس حالة من العجز وأنها مرحلة ككل المراحل العمرية لها إيجابياتها وسلبياتها.
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية يا رب سترك/ تعتعة سياسية تجاوز للعلم..ووشم للمرضى!/ تعتعة نفسية هل توجد عواطف سلبية؟/ تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه(2)